شهريار

عايزة اخرج يا إبراهيم

وائل ثابت
وائل ثابت

ثلاثة أشهر أو يزيد هي المدة التي قضيتها في منصبي الجديد «كعريس» لا أدرى ما هي المدة التي يجب أن استمر خلالها في حمل هذا الأسم الجديد، والذي اخترعه أحدهم كمخدر مؤقت لتقبل فكرة أنك خلاص أصبحت «متزوج» .. فمازلت اتوقف قليلا و احتاج وقت للتفكير والاستيعاب بعد كل سؤال من زميل أو صديق يسألني هو « الجواز عامل معاك ايه؟»، شيء طبيعي بعد قضاء أكثر من 30 عاماً من «السنجلة» دون تحمل مسؤلية أو الأستماع دائما إلى «هتخرجني أمتى؟».

ولما لا فمازلت زوجتي ترى في خروجي اليومي وسفري الأسبوعي من الإسكندرية إلى للقاهرة كميزة اتمتع بها وخروجة أسبوعية وفسحة محرومة منها، فهي لا تدري طبيعة العمل والضغوط اليومية التي نتعرض إليها يومياً، وما أن أصل إلى البيت وأضع حقيبتي جانبا مسرعا إلى حمام ساخن ينفض عني تراب طريق اصبح صديق اسبوعي دائم، لتسارع قائلة «هتخرجني أمتى».

عادة ما تساندني الطبيعة وتقدم لى هدية للخروج من هذا المأزق خاصة أن الاسكندرية تتعرض مؤخرا لنوات متتالية تجعل من فكرة الخروج انتحار والبقاء في المنزل ميزة تحمد الله عليها مع تزايد أصوات الرياح التي تقتلع الأبواب والشبابيك وتحول من منظر البحر الساحر إلى أمواج مرتفعة ومتضاربة، لتخرج مني ابتسامة الانتصار وسط نظرة هزيمة واستسلام على وجه زوجتي التي وضعت امالا عريضة ضربت بها الرياح عرض البحر.

طبيعة لدى السيدات تفضل دائما الخروج والشوبينج، عن الورد وكلام الحب، هند صبري في مسلسل أحلى الأوقات في دور يسرية نادت عايزة ورد يا إبراهيم، يبدو لانها تعمل في مدرسة وزهقت من الخروج يوميا، ولكن لو فقدت وظيفتها هيكون من الطبيعي أن تتحول الكلمة إلى عايزة أخرج يا إبراهيم.
في النهاية زوجتي تنتصر وبنخرج وعادة ما اصر على أن تختار هي المكان والوقت وهو أقل تكريم تستحقه عن ايام لا اكون فيها في المنزل، بخلاف أننا كرجال بالطبع كلمتنا لا يمكن تنزل الأرض تبدا ..

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي