كل وزراء التعليم سمعنا منهم عن تطوير مناهج التربية القومية والدين ولكننا لم نجد خطة كاملة لمواجهة ذلك أو للعلاج والتصحيح من أجل أبنائنا حببني أستاذي جمال الغيطاني في المجموعة ٧٣ مؤرخين، أنا لم ألتق بأي منهم أو أعرفه معرفة شخصية ولكني أتابع عبر الفيس بوك والتويتر والنت علي قدر ما أستطيع ما يقومون به من تسجيل وتوثيق لتاريخ مصر علي مر العصور خاصة في الحقبة الأخيرة التي غابت فصولها وتفاصيلها عن الشباب وأدت إلي انقطاع التواصل بين حقائب الزمن المتلاحقة مع الأسف. الخبر الذي نشر أمس بالأخبار حول قيام المجموعة بزيارة خاصة لخط بارليف ومتحف السويس الحربي ومقابر الشهداء أجري الذكريات أمام عيني عن أخلد لحظات النضال المصري والحمد لله أن جيلي عاش تلك الفترة بحلوها الكثير ومرها العلقم الذي صبرنا عليه صبر المؤمنين بجلد حتي تحقق نصر الله المبين في أكتوبر ١٩٧٣. وللواقع أقول إننا تاريخياً نعيش في كارثة هي التي تجعل الشباب حائراً لا يعرف قدر ولا قدرات ولا مقدرة مصر وأبنائها الذين كانوا يضعون رءوسهم علي أكفهم لحمايتها والدفاع عنها، كارثة لأننا انشغلنا عن الشباب بلقمة العيش وتفرغنا للخناقات والتصارعات وتركناهم فريسة للأوهام فصاروا لا يعرفون من تاريخهم ـ إن كان منهم من يعرف القشور ـ بل وصل الحال ببعضهم إلي الاستهانة والتريقة والتشكيك بفعل التدخلات المتعمدة من أصحاب المصالح لغسل عقولهم. تري هل لو سألت أحد هؤلاء الشباب عمن كان قائد الجيش المصري في حرب أكتوبر؟ لن يجيبك!! ولو استفسرت منه عن خط بارليف وأين كان؟ وكيف دمره الجنود المصريون في طوفان العبور ظهر يوم ٦ أكتوبر؟ تجده أصابته البلاهة مع أنك لو سألته عن اسم أي لاعب كرة حتي ولو متبدئا سيحكي لك قصة حياته وأحلي أهدافه بالدقيقة والثانية وفي أي استاد ومع أي فريق. نفس الكارثة تنطبق علي مبادئ الدين سواء الإسلامي أو المسيحي الذي صار تدريسه في معاهدنا ومدارسنا يتم علي استحياء من غير متخصص إذا كانت أصلاً علي الجداول فوجدنا من يسب الدين في حوش المدرسة ومن لا يحترم علم الوطن ويدوس عليه بأقدامه. كل وزراء التعليم سمعنا منهم عن تطوير مناهج التربية القومية والدين ولكننا لم نجد خطة كاملة لمواجهة ذلك أو للعلاج والتصحيح من أجل أبنائنا، اللجان التي يتم اختيارها مع الأسف كلها أصحاب هوي لا ترعي في رأيي مصلحة الوطن وتقلبها علي كل شيء ولذلك صارت مناهج تعليمنا بشهادة الخبراء في الداخل والخارج أشبه بالسكاكين التي تذبح أحشاء الوطن وتفرق أوصاله. كلنا مخطئون في حق أولادنا فمن منا سعي إلي أن يشرح لابنه أو ابنته جزءاً من تاريخ مصر أو آية من آيات القرآن أو الإنجيل الشرح الصحيح، قليل منا مع الأسف يفعل ذلك، ومن منا سعي بأولاده لزيارة متحف من المتاحف القومية أو العسكرية وحتي المتحف المصري الذي يحوي تاريخ ٧ آلاف سنة هي عمر هذا البلد الذي لم يصل إليه أي تاريخ آخر، القليل طبعاً. لقد كان الرئيس السيسي حفظه الله علي ما يقوم به من جهد من أجل هذا الوطن صريحاً عندما واجه علماء المسلمين وعلي رأسهم الإمام الأكبر قائلاً لهم: سأحاججكم أمام الله يوم القيامة إذا لم تصححوا الخطاب الديني، واعتقد أن البداية تكون في الكتاتيب في القري ثم في المدارس علي مستوي الجمهورية. تاريخنا يجب أن يعرفه أبناؤنا لأنه تاريخ ناصع البياض كله تضحية وفداء وحب لهذا الوطن وكم كان في صفحات هذا التاريخ أمجاد وبطولات سطرها أبناء هذا الشعب بأرواحهم ودمائهم وسطروا ملاحم يجب أن نتوقف أمامها كثيراً ونحكيها لأبنائنا. شكراً للمجموعة ٧٣ مؤرخين علي كل مجهوداتهم وكم أتمني أن تخرج في كتب أو برامج تشرح للشباب تاريخ مصر الحقيقي.