«الدواء فيه سم قاتل».. الروشتة الإلكترونية تنهي أخطاء الصيدليات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

«الدواء فيه سم قاتل».. جملة شهيرة تحضر إلى أذهان الجميع عندما نسمع عن خطأ فى روشتة طبيب، فكثيرالأطباء لا يجيدون كتابة الروشتة بخط يستطع الصيدلى قراءته، لأسباب مختلفة.


ومن هنا جاءت فكرة "الروشتة الإلكترونية" لتفادى الأخطاء الطبية وعدم تعرض المرضى إلى مشكلات قد تؤدى بحتفهم.


"بوابة أخبار اليوم".. تفتح الملف الشائك الذى يُعرض الألاف من المرضى إلى مضاعفات كبيرة، وقد نكون بداية لحل أزمة ومنع كتابة الروشته بخط "هيروغليفي" يصعب على الصيدلي قراءته..

فى البداية، قال الدكتور ثروت حجاج رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة، إن كتابة الروشتة بشكل عشوائي تكمن فى أسباب عديدة، أهمها أن الطبيب لم يكن على دراية كاملة باسم الدواء بشكل صحيح ويقوم بكتابته سماعي، والسبب الأخر هو أن الطبيب لا يعلم أهمية وأضرار ما يقوم بكتابته وهذا يشكل كارثة على حياة المرضى، فضلاً عن أن الدكتور يكون على علاقة مستمرة بإحدى الصيدليات ويقوم بالاتفاق بيهم لعمل "بيزنس" وهو الوحيد الذى يستطع قراءة الروشته المكتوبة بــ"الهيروغليفى".


وأضاف رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة، أن المريض يقع فى مأزق عند صرف الروشته، لافتاً الى وجود اسماء أدوية متشابه ولا يستطع الصيدلى تميز طلب الطبيب بسبب عدم معرفته التشخيص، مشيراً إلى أن الدكتور لا يقع عليه اى مُسئولية قانونية لان الروشته لا تلزمه بأى خطأ ولا يوجد لها قيمة لانه يقوم بطباعة الروشته من اى مطبعة، موضحاً أن الطبيب من المفترض أن يحصل على دفتر الروشته من نقابة الأطباء ولكنهم يرفضوا ذلك لعدم رغبتهم فى دفع ضريبة دمغة لاتحاد المهن الطبية والتى تصل إلى 1 جنيه على كل مريض، مشيراً إلى أن الأخطاء المهنية مضاعفتها أخطر بكثير من المرض ذاته.


وأشار حجاج، إلى أن الحل هو ميكنة القطاع الطبي، بوضع "طباعة" فى كل عيادة او مركز طبى، وطبع اسم الدواء بدلاً من كتابته بشكل هيروغليفى، أو كتابة تشخيص المريض على الروشته فى محاولة لتفادى الأخطاء الطبية،لافتاً إلى أن السعودية واليمن لا يمكن لأى طبيب بكتابة أسم دواء على الروشته ولكن دوره يقتصر فقط على كتابة التشخيص ويترك تحديد العلاج للصيدلي.


وأكد رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة العامة، أن الأطباء يرفضون تلك الحلول لعدم ضياع الهدايا التى يحصلون عليها من قبل شركات الادوية، مؤكداً أن الحل يحتاج إلى قرار وزاري لسرعة تنفيذه.

 

أقرا أيضا |شركة أدوية يابانية تدرس تطوير لقاح ضد متحور كورونا الجديد «أوميكرون»

وفى نفس السياق، أكد أحمد الجويلى منسق حملة أنا صيدلى، أن اخطاء الروشته كبيرة وخطيرة، وكثيرون من الأطباء يضعوا المرضى فى مأزق؛ بسبب كتابة الروشته بشكل عشوائى مما يؤدى إلى عدم استطاعت الصيدلى على قرأتها وصرف الروشته بعلاج خطأ.


وأضاف الجويلى أن خطأ بسيط قد يؤدى بحياة المرضى، موضحاً إلى قيام أحد الأطباء بكتابة جرعة الـ Quibron SR في الروشتة، وكان يقصد (نصف القرص بعد الفطار والعشاء), وتم صرف الروشتة من الصيدلية, وكُتب فوق العلبة طريقة الاستخدام (2 و نص قرص بعد الفطار و العشاء)، مشيراً إلى أن أى طالب فى كلية الصيدلة يعلم جيداً أن هذا النوع من الدوا لا يمكن تزويد جرعته, لإن له Narrow therapeutic Index، موضحاً أن المريض أخد 5 أضعاف الجرعة، وبالفعل دخل العناية المركزة, لان الدواء أثّر سلبياً على القلب.


وأوضح أن عشرات ومئات من المرضى يتعرضون إلى مضاعفات كبيرة بسبب تلك الاخطاء, فمثلا يتم صرف لانوكسين بدل لاكسين وذلك يؤدى وفاتهم فى الحال, أو تم اصابتهم بالفشل كلوي بعد صرف كيتولاك بدلاً من كيتوفان.. وغيره من الأدوية المشابهه.


وأشار الجويلى إلى أنه آن الأوان للتوقف تلك المأساى التى تحدث بشكل مستمر، لافتاً إلى أن الحل بسيط وسهل للغاية، وهو المطالبة بتطبيق الروشتة الإلكترونية"، موضحاً أن العراق سبقتنا بتطبيق تلك التجربة, وألزمت كل العيادات والمراكز الطبية بتنفيذها, ومنعت الصيدليات من صرف الروشتات المكتوبة بخط اليد, لافتاً إلى "الطباعة" لا تكلف الطبيب سوى ملاليم, حتفرق في صحة ملايين.