«البومة» ذلك الصياد الليلي الماهر صاحب العيون الثاقبة والنظر الحاد فسلوكها العجيب في صيد فرائسها جعل منها أسطورة شبح الليل فهي لديها القدرة على إنهاء حياة الكثير من الثدييات في لمح البصر فبقدرتها على التمويه والتخفي وسط الأشجار والانتظار حتى سماع أصوات تحرك ضحاياها وفي صمت وهدوء تام تقوم بالانقضاض عليهم في لحظة مباغتة.
كل هذه الإمكانيات مشهورة عن طائر البومة فمن منا لا يعلم أنها صاحبة النظر الأقوى ليلا والسمع الأكثر حدة ولكن هل تعلم سبب تحريك البومة لرأسها أثناء انتظارها للانقضاض على فريستها؟ فمن يتابع حركة البومة يجد لديها حركة رأس مشهور بها ولكن كثير منا لا يعرف سر هذه الحركة التي تساعدها على البقاء على قيد الحياة.
اقرأ ايضا:موظف يطارد ماعز يسرق ملفات من مكتب حكومي بالهند| فيديو
فبحسب موقع «Nature Mentoring» فإن سر تحرك البوم لرؤوسهم يعود إلى سبب علمي وليست حركة تلقائية تقوم بها فنظرا لكون البومة من الحيوانات المفترسة الليلية فقد تطورت عيناها لتمتلك عيون كبيرة الحجم لدرجة انها لا تتمكن من تحريكها داخل تجويف العين وذلك لامتلاكها عدد كبير جدا من مستقبلات الحس البصري تمكنها من الرؤية الليلية المذهلة وتتكيف مع كونها مفترسات ليلية تسمى بـ«مستقبلات رود» والتي تعد شديدة الحساسية لبيئات الإضاءة المنخفضة.
وتتيح هذه المستقبلات زاوية واسعة من اليقظة حتى لأدنى الحركات وهو ما يمكنها من اكتشاف الثدييات الصغيرة أثناء رعيها على طول العشب الطويل في الحقول المفتوحة ومن أجل احتواء البوم لمعظم هذه المستقبلات في عيونهم تفقد القدرة على تحريك عيونهم في التجاويف لذلك تلجأ إلى استراتيجية تحريك الرأس لإضفاء مساحة إضافية للرؤية.
كما تلجأ البوم إلى استراتيجية تحريك الرأس عوضا عن تحريك العين لمساعدتهم على تحديد المسافة بينها وبين فريستها من خلال الحكم على المسافات الدقيقة للحيوانات الصغيرة مثل الفئران المختبئة في العشب الطويل فهذا يعني أن البوم يجب أن يحرك رأسه بالكامل من أجل تغيير المنظورات المرئية ودراسة محيطهم والحكم بدقة على المسافات وهو ما يطلق عليه "منظر الحركة.
ولذلك تلجأ البوم الصغيرة خلال مراحلها الأولى من تطوير مهاراتهم في الصيد إلى تلك الحركة الدرامية للرأس وعندما تصبح أكثر نضجا وخبرة تصبح حركات تمايل الرأس هذه أكثر دقة بشكل متزايد ليكون الهدف الحقيقي من تمايل الرأس هو إستراتيجية البومة للصيد والبقاء على قيد الحياة.
