الخبراء يضعون روشتة البحث عن منابع الأخلاق بالمجتمع

د. سامية خضر --  د. عبلة البدرى
د. سامية خضر -- د. عبلة البدرى

الأخلاق.. أساس الازدهار، بها تعلو الدولة وتتقدم، تعكس صورة المجتمع ورقيه، ولطالما كان الشعب المصرى متمسكاً بالقيم الحميدة والتعاليم الدينية ليُضرب به المثل فى ذلك، لكنه يشهد خلال هذه الفترة مظاهر دخيلة لا تعبر عن أصالة وأخلاقيات المجتمع المصرى، لذلك يجب التعامل معها ودحضها حتى لا تستمر فى الانتشار.

جهود كبيرة تقوم بها الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لبناء الإنسان وتوفير حياة كريمة من جميع الجوانب، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المستوى الأخلاقى فى المجتمع، وما تقوم به الدولة من جهود فى هذا الشأن ما هو إلا حلقة تحتاج أن تتكامل، فمسئولية حماية القيم المجتمعية والأخلاقية تقع على عاتق الجميع..

«الأخبار» تناقش فى هذا الملف ما يشهده المجتمع من تراجع أخلاقى، وما يمكن أن يُبذل من جهود فى سبيل معالجة هذه المشكلة، بالحديث مع المسئولين والخبراء فى جميع جوانب القضية. 
 

يختزل البعض مصادر الأخلاق فى الدين أو التقاليد المجتمعية، فيتم التأكيد باستمرار على أهمية التوعية الدينية واستعادة عادات المجتمع وقيمه، فهل المنابع الأخلاقية ترتكز على الدين والعادات؟

وما هى مصادر الأخلاق التى يمكن من خلالها رفع المستوى الأخلاقى فى المجتمع؟.. «الأخبار» استطلعت رأى الخبراء فى هذه القضية لمحاولة وضع حلول يمكن تنفيذها على أرض الواقع..

تؤكد د. سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن أخلاقيات المجتمع تلعب دوراً كبيراً فى تقدمه وازدهاره، وفى الآونة الأخيرة تلقى هذه القضية اهتمام غير مسبوق فى ظل وجود بعض الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المصري، وهى تغييرات بدأت منذ عقود وليست وليدة اليوم.


وتتابع أن منابع مصادر الأخلاق ليست الدين والقيم المجتمعية فقط، بل يمكن أن إنتاجًا إنسانيًا ينشر ويغرس أفكار السلام والإخاء واحترام الرأى الآخر والقيم والالتزام بالقوانين وغيرها، وتقع هذه المسئولية على المجتمع ككل، سواء كانت مؤسسات الدولة أو المواطنين.


من جانبها تقول د. عبلة البدرى، أستاذ علم الاجتماع، إن هناك العديد من مصادر الأخلاق، ولعل أهمها الدين، فهو المصدر الرئيسى للأخلاق والقوانين المنظمة لتعاملات، والدليل قول الرسول: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»،  كما أكد على أن المعاملة فى الدين تأتى أولًا ثم تأتى بعدها باقى العبادات، وهو ما ظهر جليًا فى الفرق الكبير بين عدد آيات المعاملات (1504) بما يمثل ربع القرآن الكريم، وبين آيات العبادات (130)، أى أكثر من عشرة أضعاف آيات العبادات، وهى إشارة واضحة على أهميتها فى تنظيم العلاقات بين الناس وتوازن واستقرار المجتمعات.


وتتابع أن مصادر الأخلاق تتمثل فى عوامل كثيرة ليست على عاتق الدولة فقط، وإنما المجتمع ككل، فالأسرة لها دور فعال، كذا مؤسسات المجتمع المدنى والمنظومة التعليمية بدءًا من النشء، ولذلك يجب التركيز على البناء السليم للوعى عند المواطنين.


وتشير البدرى إلى أن العادات والتقاليد ليست مصدرا رئيسيا للأخلاق، لأن هناك عادات وتقاليد لا تحث على الأخلاق والمعاملة الطيبة بل تشجع على العنف والكراهية والإفساد، مثل عادة الثأر والزواج المبكر وزواج الأقارب وحرمان المرأة من الميراث والتعليم، والمغالاة فى مراسم الزواج وغيرها.
الدراما والإعلام


 وتشدد أن الدراما والإعلام يلعبان دوراً مهماً فى المستوى الأخلاقى للمجتمع، إما بالإيجاب أو السلب، لذلك يجب تحجيم الأعمال التى تقدم للجمهور وتحث على العنف والابتزال وتساعد على نشر الظواهر السلبية فى المجتمع. 

اقرأ أيضاً|«كفر سعد».. مليار جنيه توفر «حياة كريمة» لـ250 ألف نسمة| صور