آخرهم «شيماء».. خبراء: أزمة المهرجانات تخص المجتمع وليس الموسيقيين وحدهم

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أزمة ممتدة نعيشها منذ فترة، فبعد أن طفت وبكثرة أغاني المهرجانات على الساحة، خاصة تلك التي تضم كلمات لا تتفق مع المجتمع المصري، اتخذت ضدها نقابة الموسييقين قرارا بمنع مطربيها من الغناء في مصر، ولم يكن الأمر مقتصرا على أغاني المهرجانات، فقد انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة مسلسلات البلطجة والعنف، والتي تروج لهذا النوع من السلوكيات، ظاهرة هذا النوع من الشباب على أنه بطل، وله قوة ونفوذ، الأمر الذي كان له أسوأ التأثير على الفرد والمجتمع.


ورغم ما تبذله الجهات المعنية بمحاولة السيطرة على ما يقدم للجمهور من مختلف أنواع الفنون، إلا أنه كل يوم يظهر لنا نموذج أكثر غرابة ممن سبقوه، فبعد أن تم منع العديد من مطربي المهرجانات لعدم التزامهم بقواعد وأصول المهنة، ظهر مؤخرًا "مهرجان شيماء" الذي أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضا : لمواجهة المهرجانات.. «إعلام النواب» تستجيب لـ«هاني شاكر»

 

يقول دكتور رفعت عبد الباسط أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، إن هناك وجهات نظر تجاه قرار منع نقابة الموسيقيين لهذه النوعيات من الأغاني، منها ما يؤيد هذا، ومنها ما يرى أن الفن لا ينفع معه المنع، بقدر ما يكون الأهم هو الاهتمام بالجودة، ومثلما يقال: "العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة".


وأكد أن من الأشياء التي لها تأثير على الإنسان ومعتقداته وسلوكه مؤسسات التنشئة الاجتماعية، والتي لها دور فعال في التأثير على الإنسان من المهد إلى اللحد، أولها الأسرة ثم المؤسسة التعليمية ويليهم المؤسسات الدينية، ورابعهم القوى الناعمة، مستكملاً أن القوى الناعمة تضم مختلف أنواع الفنون والتي لها تأثير كبير في بناء الإنسان، وإذا نظرنا إلى التاريخ سنجد أن مصر كانت هي التي تصدر الفن الراقي والطرب الأصيل للعالم العربي.


وأضاف دكتور رفعت، أنه منذ سبعينيات القرن العشرين وجدنا انفتاح وتأثير الجانب الاقتصادي على الفني على السياسي، وفي أوائل القرن الواحد والعشرين بدأنا مرحلة جديدة، وبدأت أغاني المهرجانات، والأفلام والمسلسلات التى تظهر البلطجة على أنها قوة، وممثلها أصبح مثال وقدوة لجيل بأكمله، بعد أن كانت أفلام هادفة تهتم بالمشكلات الأسرية وتركز على الجانب الاجتماعي. 

 

اقرأ أيضا : رسالة مفيد فوزي لـ«هاني شاكر» بسبب المهرجانات |فيديو


وتابع: "هذه الأمور لها تأثيرها السلبي على المواطن والمجتمع، وهذه الأغاني تؤثر بشكل كبير في السلوكيات وطريقة الكلام"، مضيفًا: "نحن نجد تأثيرها جليا بين الشباب، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى في الشارع والبيت، ونجد أمور بعيدة جدا عن كل القيم الاجتماعية التي تربينا عليها نحن". 


ولمعالجة هذه المشكلة، أكد أستاذ علم الاجتماع أنه لن يكون الأمر مقتصرًا على نقابة الموسيقيين وحدها، وإنما هي مشكلة جهات متعددة لابد أن تتعاون وتتضافر جهودها، قائلا: "لابد أن يكون هناك توعية وخطاب متميز يكون له تأثيره على الأسرة، وكذلك وسائل الإعلام لابد أن يكون لها دورها في هذا، ووزارة الثقافة والوزارات التعليمية، ويجب أن نعيد مجدنا سواء في الدراما أو المسرح أو السنيما، ونعيد الفن الجيد، وإنتاج فن جيد هو الأمر القادر على لفظ أي فن هابط خارج الساحة".


مختتما: "نحن في مرحلة جديدة من الإعمار والتنمية والمستدامة، من شأنها الارتقاء بكل شيء في المجتمع، ومن بينها القوى الناعمة لما لها من تأثير كبير في المجتمع وبناء الإنسان والأجيال القادمة".