أول سطر

حلمنا يبدأ بخطوة

طاهر قابيل
طاهر قابيل

فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى كنت أقضى فترة تجنيدى «ضباط احتياط « وتم تكليف قواتنا المسلحة بتنظيم «معرض مصري للسلاح .. كان دور إدارة الشئون المعنوية التى كنت أحد ضباطها استقبال وتوديع وإقامة الوفود وإجراء اللقاءات الصحفية ونشرها فى مجلتى «النصر والمجاهد» والتنسيق مع الصحف القومية والحزبية والتليفزيون المصرى للتغطية الإعلامية والنشر .. بالطبع كانت التغطية بإمكانيات العصر فى ذلك الوقت .. قضيت معظم أيام المعرض بمطار القاهرة كأحد الضباط المكلفين بالاستفبال والتوديع لضيوف مصر ومعظمهم كانوا من أشقائنا العرب والأفارقة.. وأتذكر أننى عندما انضممت محرراً للشئون العسكرية للأخبار فى بداية التسعينيات حضرت معرضاً أو اثنين.
لا أتذكر كثيراً عن المعرض العسكرى.. ولكنى افتخر بمعرضى «ايديكس» 2018 و2021 فمن 3 سنوات ضمت ساحة العرض فى مركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية عروضاً متميزة لقواتنا المسلحة الباسلة ووزارة الإنتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع بمشاركة الأصدقاء والأشقاء من الدول الأوروبية والعربية وأدى النجاح والتميز إلى خروج النسخة الثانية لـ «ايديكس»الدولى الذى نفخر به للصناعات العسكرية والدفاعية مع ثورة المنشآت و»الحياة الكريمة «فى كل بقعة من أرضنا الطاهرة نحكى قصتها بعزة للقاصى والدانى مفتخرين بقدراتنا العسكرية التى تؤكد للجميع أننا جاهزون لردع من تسول له نفسه العبث بأمننا براً وبحراً و جواً .
عظيمة يا مصر يا أرض النعم يا مجد الحضارة ..نفتخر كلنا «بايديكس» والتنظيم المشرف بمشاركة 400 شركة عالمية من 42 دولة لتعرض لدينا أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا العالم فى المعدات والأسلحة.. فالصناعة العسكرية مهد وميلاد الصناعات المدنية.. ورغم أننى على ثقة أننا نملك الكثيرمن إبداعات وكفاءة وخبرات عقولنا المصرية ومهارة أيدينا العاملة إلا أننا من مبدأ « كرم الضيافة» اكتفينا بـ17% من مساحة المعرض عرضنا فيها مفاجآت فى مقدمتها المدرعة سيناء 200 التى صممتها وأنتجتها الخبرة المصرية و تتميز بالسرعة والمرونة وحمايتها من القذائف الموجهة .. وأيضا المركبة متعددة المهام المطورة «اس تى 500»وتصنف بأنها الأعلى فى الحماية بفئتها.
الحلم دائماً يبدأ بخطوة ولو بطلنا نحلم نموت..ومعرض هذا العام ضم قذائف الأعماق «نورس1» والرشاشات المتعددة و نماذج للطائرات بدون طيار فى مقدمتها «نوت» ذات الاسم المصرى القديم الذى يعنى «إله السماء»..وايضا طائرات التدريب المتقدم ومنظومات لإدارة الملاحة الجوية وتأمين الحدود ونماذج لأحدث الفرقاطات واللنشات المنتجة بالتعاون مع فرنسا والدول الغربية ومراكز للعمرات ومجموعات من المستشعرات ونظارات الرؤية الليلية ومهمات الأفراد التى تكفل لهم الحماية.. لقد نجحنا فى تحويل أحلامنا إلى واقع فى جمهوريتنا الجديدة .. صنعنا المستحيل وشاركنا الغرب والشرق ونسيرعلى الطريق الصحيح لامتلاك منتج مصرى ذو مستوى عال لتلبية احتياجاتنا وتصديره.