«أزمة تلد أزمة».. كوارث لبنان عرض مستمر

بقايا آثار حادث انفجار مرفأ بيروت
بقايا آثار حادث انفجار مرفأ بيروت

الطائفية المحاصصة السياسية ووجود أذرع عسكرية لكيانات سياسية وفى القلب منها حزب الله عناوين لأمراض لبنان والسبب الرئيسى فى كل ازمتها التى تأخذ أشكالًا مختلفة وتفرز كل فترة حالة من الانسداد السياسى وسط حالة تدهور اقتصادى غير مسبوق وتدن فى مستوى معيشة اللبنانيين.

ولعل الأسابيع الأخيرة فى لبنان والتى هى خير شاهد على ما نقول منذ حادث انفجار مرفأ بيروت حتى أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبنانى جورج قرداحى والتى تسببت فى تدهور العلاقات اللبنانية مع بعض دول الخليج حيث تبقى الأمور على حالها. الوزير يرفض الاستقالة مدعوما سياسيا بحزب الله رغم مناشدات رئيس الوزراء نجيب ميقاتى والأخير حصل على دعم دولى لاستمراره فى منصبه حتى لايعانى البلد من الفراغ كما فشلت وساطات عديدة للوصول الى حل أزمة تصريحات الوزير. تمثل محطة جديدة فى قطار المشاكل التى يعانيها منذ انفجار مرفأ بيروت فى أغسطس العام الماضى، حيث لا يكاد لبنان يغلق باب أزمة حتى تنفتح أزمات جديدة.

إقرأ أيضاً | رئيس الحكومة اللبنانية يتلقى دعوة للمشاركة في الاحتفال بعيد الاستقلال

حكومة ميقاتى التى حملت شعار «معاً للإنقاذ» وضعت خطة عاجلة لمنع انزلاق البلاد لمزيد من الانهيار الاقتصادي، إذ إن التخبط السياسى على مدار عامين أسفر عن أرقام كارثية على المستوى الاقتصادى.. لكن السياسة عادت لتطل برأسها على المشهد اللبنانى، من بوابة التحقيق فى قضية انفجار المرفأ، فى ظل غياب مساءلة المتسببين فى الكارثة التى عزت أسبابها إلى تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم لسنوات فى أحد عنابر المرفأ، من دون إجراءات وقاية.

وفى أول اختبار حقيقى للحكومة اللبنانية، تم تأجيل جلسة لمجلس الوزراء فى 13 أكتوبر الماضى، كان يفترض أن يناقش الخلاف حول القاضى طارق بيطار المكلف بالتحقيق فى ملف انفجار مرفأ بيروت، الذى يعترض عليه حزب الله وحركة أمل بعد محاولات كثيرة قام بها بيطار لاستجواب وزراء ومسئولين ينتمون أو متحالفين مع «الثنائى الشيعى».

وبعد شهر على بدء الحكومة اللبنانية عملها، دخلت فى أزمة جديدة على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحى الذى وصف الحرب فى اليمن بـ«العبثية» وهاجم السعودية والإمارات، زاعماً أن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم، ما أدى إلى غضب سعودى ثم خليجى، وأمام رفض قرداحى الاستقالة أو الاعتذار، استدعت الرياض سفيرها فى بيروت وطلبت من السفير اللبنانى لدى المملكة المغادرة كما قررت وقف الواردات اللبنانية إلى السعودية، وتبعها سحب الإمارات والكويت والبحرين دبلوماسييها من بيروت، وطلبت الإمارات والبحرين من مواطنيها مغادرة لبنان، فيما أكد وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان أن مشكلة بلاده ليست مع لبنان وإنما بسبب «هيمنة حزب الله»

وهكذا فلبنان يعيش حالة من الانسداد السياسى والشلل التام فى ظل مقاربة جديدة اعلنها الثنائى الشيعى حزب الله وحركة أمل والتى تدعو الى تنحية القاضى طارق بيطار مقابل فتح الطريق أمام عودة اجتماعات الحكومة والتى قال رئيسها ميقاتى مؤخرا بأنه سيدعو الى عقد جلساتها فى القريب دون ان يحدد موعد لذلك.