سطور جريئة

من يجرؤ ؟

 رفعت فياض
رفعت فياض

 طرحت هنا أكثر من مرة أزمة نقص أعداد أعضاء هيئة التدريس حتى فى الجامعات القديمة بما يتناسب مع أعداد الطلاب فى الكليات النظرية مثل كليات التجارة والحقوق وغيرها، والإصرار على عدم تعيين معيدين ومدرسين مساعدين بها حتى يكونوا ضمن هيئة التدريس إلا فيما ندر ـ لاستمرار التحكم طبعاً فى توزيع الكتب الجامعية على فئة محدودة من قدامى أعضاء هيئة التدريس خاصة الأساتذة المتفرغين،وقد يكون بعضهم اقترب من سن الثمانين لكنه مازال متشبثا بالتدريس لمرحلة البكالوريوس بالمخالفة لما قرره المجلس الأعلى للجامعات الذى كان قد أقر أن  يقتصر جهد الأستاذ المتفرغ بعد سن الستين للتدريس لطلاب الدراسات العليا حتى يتسفيدوا من خبرته فى التخصص ـ


وطالبت كثيرا بضرورة بحث هذه القضية داخل هذه الكليات بعد أن تحولت إلى مايشبه الأزمة، لكن لانجد من يتحمل مسئولية الدخول فى « عش الدبابير «  ويتخذ القرار المناسب للإصلاح، ويفضل معظم رؤساء الجامعات وعمداء الكليات عدم الدخول فى معارك بهذا الشأن حتى لايظهر أى منهم أنه تصادمى أمام السلطة الأعلى، وهو نفس الوضع بالنسبة للكليات العملية المكتظة بأعضاء هيئة التدريس وبأعداد تكاد تساوى 50% من إجمالى عدد طلاب الكلية مثلما هو الحال بكليات الطب على سبيل المثال والتى لايقوم بالتدريس فيها سوى 20% من أعضاء هيئة التدريس بها ويكون معظمهم من المدرسين وبعض الأساتذة المساعدين، أما الباقون فهم فى عياداتهم أو مستشفياتهم الخاصة، وقد لايذهب بعضهم للكلية إلا مرة فى السنة مادام راتبه يتم تحويله على حسابه بالبنك كل شهر، ولايريد أى عميد أو رئيس جامعة أن يصطدم مع هذه الأعداد الضخمة من أعضاء هيئة التدريس غير المستفاد منها بالكليات العملية خاصة فى كليات الطب التى أصبحت مثل هذه النوعيات من الأساتذة تحصل  على مئات الملايين من الجنيهات شهريا دون وجه حق خاصة فى الجامعات الكبيرة ولاتجد من يقول لهم كفى لأنه سيظهر وقتها أنه تصادمى، وخالق للمشكلات فى جامعته ـ فيضطر أن يبقى كل شئ على حاله مادام هو غير مضار على المستوى الشخصى  ، ولايريد أن يهتز كرسيه فى القيادة بأى صورة، ويعمل على أن يقضى مدته والسلام، وقد يطلب منه رئيسه الأعلى هو أيضا ألا يثير المشاكل حوله وألا يدخل فى أى صراعات حتى لايظهر هو الآخر بأنه قد ترك مرؤوسيه يصنعون هذه المشكلات فى كلياتهم أو جامعاتهم وهم فى غنى عنها ـ فتظل الأوضاع كما هى محلك سر دون أى إصلاح !!


فهل آن الأوان أن نصلح هذا الثوب المهترئ،ونحافظ على المال العام، ونصلح من شأن التعليم الجامعى بشكل حقيقى؟ ـ أم ليس هناك من يجرؤ على ذلك لأن كل مايهمه هو الشو الإعلامى ـ والعمل بكل قوة على أن تظهر الأمور بأن كل شئ تمام بقيادة سيادته ؟