رفعت الجلسة | فتاة فى قلب زوجى

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رأيت خيانة زوجى بعينى ، تتبعته ، حتى اكتشفت من كانت تشغله السنوات الماضية عنى وعن أبنائه، شاهدته يحتضنها ويقبلها على رأسها، ثم يعدها برسائل عبر هاتفه بالزواج منها فى اقرب وقت، لكننى لمست أمرا غريبا، لقد كان يصطحبها عندما يلتقيا إلى المستشفى، يمكثان ساعات وبعدها يغادران معا إلى منزل الفتاة بإحدى قرى مدينة المنصورة .

حقيقة كنت حائرة بين مواجهة زوجى بما رأيت أما انتظار معرفة قصة هذه الفتاة أولا .. قررت أخيرا أن أصمت، فلا أملك معلومات كافية حول هذه العلاقة، تتبعته لليوم الثانى، لم يحدث جديد، انتظرها أسفل منزلها، قبل يديها، ثم تحركا معا إلى المستشفى، وبعد ساعتين عادا إلى منزلها، وتركها تصعد بمفردها، ثم غادر عائدا إلى منزلنا بالقاهرة.

إقرأ أيضاً | رفعت الجلسة | رسالة إلى طليقتي: «سامحيني»

لم يكن يدور فى عقلى غير كلمة خيانة، كيف لهذا الزوج يسافر مئات الكيلومترات من أجل فتاة، لقد كان يختفى يومين كاملين لا يحضر إلى المنزل فيهما سوى فى ساعات متأخرة من الليل، كان يتحجج بالسهر فى الشغل، لكننى لمست فى زوجى قلقا كلما رن هاتفه، أدركت أن هناك شيئا يشغله، وهذا الأمر غير حياته رأسا على عقب ، أصبح تائها، لم يعد يجلس مع أولاده، دائما شارد بذهنه بعيدا عنا، خاصة كلما تحدثت معه فى أمور تخصنا.

كشف سر زوجى لم يدم طويلا، التقيت صديقًا له فى العمل ،اشتكيت من سهر زوجى يومين فى الشغل، لكنه فاجأنى برده، أخبرنى أن نوبات السهر خاصة بالعاملين فقط، أما المهندسون فليس لهم نوبات سهر، إلا إذا أراد أن ينهى رسوماته فى العمل وليس فى المنزل، تداركت نفسى سريعا حتى لا يهتم بسؤالى ويخبر زوجى ، أخبرته انه لم يسهر سوى يومين فقط هذا الأسبوع، وكنت أخشى أن يستمر سهره على مدار العام، لكنك طمأنتنى من أنه كان ينهى عمله هناك، وتذكرت الآن أنه قد أخبرنى بذلك الأمر من قبل.

بعد كلمات صديقه، لم يعد هناك مجال للصمت، توهان زوجى وحيرته وقلقه التى أراهما فى عينيه يستحقان منى أن أبحث عن السبب، أصبح هناك تصدع فى مملكتى التى بنيتها على حب، لقد أوشكت على الانهيار، قررت أن أراقب زوجى، تتبعت هاتفه، رصدت كل المكالمات التى كانت تتصل به والرسائل التى تصله ،عبرطريقة اخبرنى بها شقيقى، وهنا كانت الصدمة.

رصدت هاتفًا مدونا باسم الطبيب أحمد، كان دائم الاتصال به فى العمل، أرسل إليه عدة رسائل عن الحب والاشتياق، وكان زوجى يبادله برسائل عشق وشوق، أدركت أنه ليس هاتف صديقه الطبيب ـ لكنه هاتف فتاة يتواصل معها زوجى، وعندما اتفق الاثنان على اللقاء فى إحدى الرسائل، كان لابد من معرفة الحقيقة، ولكن بعينى المجردة، بعيدا عن التخمينات وبدون تهور حتى لا تنهار هذه المملكة التى بنيناها معا بحب واحترام.

تتبعت زوجى، تحرك بسيارته الى الطريق الزراعى، ثم الى محافظة الغربية، وبعدها عبر إلى المنصورة، وهناك توجه إلى قرية تابعة للمدينة، دقائق وخرجت له فتاه، قبل رأسها، ثم امسك بيديها، وتوجه بسيارته إلى مكان داخل المدينة،استمررت فى تتبع زوجى، توقفت سيارته، نزلت الفتاة وتبعها زوجى، دخلا إلى مستشفى، وبعد ساعتين غادرا المستشفى، وتوجها إلى منزل الفتاة وهناك ودعها ثم عاد إلى القاهرة.

لم يحدث فى هذا اليوم غير الذى رصدته بعينى المجردة، هناك خيانة حدثت، لكن مازال اللغز قائمًا، من هذه الفتاة، وما قصتها، وأين وصلت علاقتها مع زوجى، قررت أن اسبق زوجى إلى المستشفى فى اليوم الثانى، سألت عن الفتاة، أخبرت الطبيب هناك بموعد وصولها أمس والمدة التى مكثتها فى المستشفى، وهنا كانت المفاجأة، أخبرنى الطبيب أن الفتاة مريضة سرطان وفى مراحل متأخرة منه، وأمل شفائها يحتاج دعوات من المحبين لها.
لم أستطع التفكير، وجدت نفسى صامتة، مذهولة، كان لسانى يتحدث بمفرده، يتساءل، ما الذى جمع هذه الفتاة مع زوجى، ليست من أقربائه، لكننى تذكرت أمرًا ما، صديقه أحمد طبيب السرطان بمحافظة الدقهلية، هذا الرجل هو من سيكشف لى سر علاقة زوجى مع تلك الفتاة.

اتصلت به، طلبت منه ان يخبرنى حقيقة هذه الفتاة، قصصت له ماعرفته، وتتبعى لزوجى إلى هنا، والوصول إلى مقر الفتاة، وجدته يشرح لى القصة كاملة، أخبرنى أن زوجى كان فى زيارة له فى العيادة، حيث كان يتابع عملًا له فى المنصورة، وهو معى، شاهد تلك الفتاة، تعاطف معها أولا، فهى فتاة جميلة من أسرة ذات ثراء، لكن القدر كان له كلمة، فقد أصابها سرطان المعدة، حطم جسدها، لكنه أبقى على جمال وجهها، انجذب وتعاطف معها زوجى، تحول التعاطف الى حب، ثم تواصل، وأخيرا رغبة فى الزواج بها.

قال الطبيب «أنا لا أستطيع أن أطلب منه تركها فى هذا الوقت، فحالتها تتحسن كلما حضر معها جلسات العلاج الكيماوى، نفسية المريض عامل كبير للشفاء من السرطان، لذلك وجوده بجوارها وقصة الحب التى يعيشها الطرفان عامل مساعد على الشفاء، وأى صدمة لهذه الفتاة قد تودى بحياتها فى أسرع وقت.

لم أستطع النطق، لكننى صرخت، أخبرت الطبيب أن زوجى لم يعد معنا، تجاهل أسرته وأصبح تركيزه الكامل مع هذه الفتاة، بيتى ينهار، ولم يعد يشعرننى أننى زوجته، أنا لا أمانع فى التعاطف معها، لكن ليس من حقه أن يحبها، ما لمسته من زوجى هو حب حتى العبادة لهذه الفتاة، أنا أملك رسائل منه لها، يخبرها ان موعد زواجهما قد اقترب وأنه سينقل عمله الى المنصورة ليكن بجوارها،

الآن أتساءل فى حيرة، ما هو المطلوب منى هل أصمت من أجل ان تعيش وتهنأ تلك الفتاة وأفقد زوجى، أم أواجهه وأخيره بينى وبينها، وثالثا هل أبحث عن ذاتى واطلب من هذه الفتاة أن تترك زوجى لأولاده دون انتظار النتائج.

أنا حائرة وسأظل هكذا، فليس لى من الأمر شىء، لم يعد زوجى يتعاطف مع تلك الفتاة بل إنه يعشقها، وهذا الأمر يقتلنى، فلم أبخل عليه بأى شىء، قصة حبنا تغنى بها الجميع، حولت بيتى الى مملكة، أولادى متفوقون فى دراستهم وساعدت زوجى على النجاح والتطور فى عمله ،تركت عملى وتناسيت مستقبلى المهنى من أجل بيتى وأسرتى .. ماذا أفعل حتى يعود لى زوجى وتظل مملكتى مستقرة؟.

حل وسط

حديثك معى كشف عن شخصيتك الهادئة.. و كان ذلك واضحا فى تتبعك لزوجك.. والبحث بهدوء عن علاقته بهذه الفتاة دون اللجوء للمواجهة المبكرة التى تحدث المشاكل بين الأزواج.. رجاء لا تضعى زوجك فى موضع تخيير بينك وبين الفتاة، هو الآن يعيش حب يحمل نوعا من التعاطف، وهذا الأمر قد ينتهى فى مرحلة ما.. تحدثى معه أخبريه بعلاقته بالفتاة وتوصلى لحل وسط.. وفى المقابل اعلمى أن هناك روح أخرى تتألم، حافظى عليها ولا تكونى خنجرا يطعنها فى لحظات ضعفها.. وقتها ستنالين من الله الجزاء، وستحافظين على مملكتك من الانهيار.