إحم إحم !

سألونى الناس عنك يا حبيبى

هشام مبارك
هشام مبارك

عشرات الرسائل جاءت تسألنى لماذا لا تكتب عن حبيبك؟ لماذا هذا الصمت المطبق منك، كيف لم نظبطك يوما متلبسا بالحديث عنه فى مقالاتك، هل هان عليك إلى هذا الحد،أصحيح ما رواه البعض أنه يحبك من طرف واحد، ألا يعنيك أمره، لماذا صدعتنا كثيرا بالحديث عن بناتك وأمك وأبيك وجميع افراد عائلتك الاحياء منهم والأموات ولم نجدك يوما تكتب عنه شيئا، هل هذه قدرة رهيبة على كبت مشاعرك نحوه وعدم البوح بها لأحد أم انك فعلا لا تكن له ما يكنه لك هو من مشاعر أم انك انسان قاسٍ لا يوجد فى قلبك أصلا مثقال ذرة من حب؟ هل تعتبر هذه حرية شخصية أم أنك شخص أنانى مع قرائك تشاركهم فى جميع همومك ولا تتحدث معهم عن حبيبك، إذا كان الأمر كذلك فإلى متى هذا الصمت المطبق الذى لا يليق أبدا بالحب الحقيقى؟ بمعنى أدق وبما أننا تعاهدنا على الصراحة دائما فقد تحملناك وأنت تكتب عن أشياء كثيرة تهمنا وأشياء أكثر لا تهمنا ولطالما تحملنا منك موضوعات لم نكن نتوقعها منك واصابتنا صدمة بل وخيبة أمل فى قلمك ومع ذلك لم نفصح لك عن ذلك لإيماننا العميق أن لكل قلم نزواته وهفواته،لكن ألا ترى أن من حقنا بعد هذه العشرة الطويلة بيننا أن نسمع منك عنه؟ أليس من حقنا ان نعرف لماذا تصر على عدم الكلام عن مشاعرك تجاه من تحب؟

صدقتم يا اصدقائى ويا أحبابي، نعم أنا بخيل جدا فى الحديث عن مشاعرى تجاه الحبيب، ليس ترفعا أو تجاهلا بل خجلا وتلعثما، أى والله الخجل يحتل النسبة الأكبر فى احجامى وترددى كثيرا فى الكتابة عنه، ولا أخفيكم سرا أننى كتبت عنه مرارا وتكرارا، كتبت مئات المقالات على الورق عن مشاعرى الحقيقية وأشواقى التى أحملها إليه بين جنباتى، ودفعت بكل تلك المقالات إلى المطبعة بالفعل،لكن فى اللحظات الأخيرة قبيل النشر كنت اسحب المقال من المطبعة وأعيده إلى درج المكتب وأدفع بآخر يتناول أى موضوع آخر بديلا عنه.

وارجو من حضراتكم جميعا ان تسمعونى قبل ان تحكموا عليً، لا ألتمس منكم الأعذار فأنا أعرف أنى مدان وأنى مقصر حتى لو حكمتم ببراءتى، لكنى أحاول فقط الشرح والتوضيح وليس البحث عن البراءة لأنى لو خصصت كل حرف من حروف القلم حتى تنفد آخر قطرة حبر منه للكتابة عن مشاعرى تجاه من احب فلن أوفيه حقه.

نعم أنا خجلان من حبيبى جدا، واعترف أننى لم أحبه بالقدر الذى أحبنى هو به حتى وإن تظاهرت بغير ذلك، أردد كثيرا أننى على استعداد بأن أفديه بروحى ودمى لكن الحقيقة انها مجرد كلمات جوفاء، فلو كنت كذلك لفعلت لأجله على الأقل ولو ربع ما فعله هو من أجلي. لقد احبنى قبل ان يرانى ولطالما قدم لى النصح والإرشاد الذى يضمن لى السعادة الحقيقية لو التزمت بهما،بينما انا أدعى حبه وقد وضعت كل كلامه وراء ظهري، أفلا أخجل، أفلا استحى منه.لقد تحمل حبيبى الكثير من أجلى وعانى كل أنواع المعاناة ضاربا بكل الصعوبات عرض الحائط، ولأنه أحبنى بصدق لم يشعر لحظة باليأس منى وظل دائما على العهد يحاول معى بحب حقيقى أن يفهمنى كيف ابادله نفس الحب، تحمل تمردى وسفسطتى الفارغة وأنا أناقشه فيما يقول وأطلب منه حجة وبرهانا على كل ما يقول. كل هذا الجحود منى قابل كل هذا العطاء منه، فهل بعد ذلك تتوقعون ان يطاوعنى قلبى وقلمى فى الكتابة عنه؟.

سألونى الناس عنك يا حبيبى يارسول الله فقلت لهم إنى لن أكتب عنك حقا إلا عندما أشعر اننى فعلا استحق حبك، فاللهم يا من أرسلت محمدا رحمة للعالمين اقذف فى قلبى حبه عملا وليس قولا، أنا وكل من قال آمين.