إنها مصر

شرم والشباب صاروا أصدقاء

كرم جبر
كرم جبر

شرم الشيخ يكون لها شكل خاص ومذاق خاص وجمال خاص، أثناء انعقاد مؤتمر الشباب الدولى بالذات، وتكون غيرها فى كل الأوقات الأخرى، وتشعر أنها والشباب أصدقاء يلتقون مرة كل عام لقضاء أحلى الأوقات.
سبحان الله، يعرف الذين يحضرون المؤتمر من مصر وكافة دول العالم، أن قلوبهم تحن إلى المدينة الساحرة فى توقيت انعقاد المؤتمر، ويجرفهم الحنين إلى أحلى الذكريات وأمتع الأوقات.
لأن المؤتمر صار فضاءً فسيحاً للأفكار الخلابة والرؤى التى تستشرف آفاق المستقبل، وتسوده تيارات دافئة فى عز الشتاء من المتعة والود والمحبة والسلام.
ولأن شرم الشيخ تتحول إلى منتجع للأصدقاء من كل بقاع الدنيا، وتحتفل بهم فنادقها وشواطئها وشوارعها، سواء فى النهار الدافئ أو الليل او الشتاء البارد، ولكن هيهات لا شمس ولا برد يمنع أحداً من الاستمتاع بكل لحظة.
وعند مغادرة شرم الشيخ، تنطق الألسنة بالدعاء للعودة إليها مرة ثانية، ومثل الذى يعود إلى مصر عندما يشرب من ماء النيل، يحلم بالعودة إلى شرم الشيخ فى وقت المؤتمر.
لماذا كل هذا العشق؟
لأن أيام انعقاد المؤتمر تمضى بسرعة فى مناقشات وحوارات ومداولات ولقاءات ومناظرات وعروض فنية وثقافية ومؤتمرات صحفية، وغيرها من الفعاليات، التى يندر أن تجد مثلها فى أى مدينة فى العالم، سوى شرم الشيخ.
عشنا أياماً من الفراق واللوعة بسبب جائحة كورونا التى حالت دون انعقاد المؤتمر، وأتذكر أننى زرت شرم الشيخ قرابة نفس التوقيت فى العام الماضي، فرأيتها وكأن شيئاً ما ينقصها.
عودة المؤتمر هو عودة الروح لمدينة المحبة والسلام، ودفء المؤتمر لا يشع فقط على أيام انعقاده، بل ينسحب على بقية أوقات السنة.. فتصبح أيام المؤتمر هى دائرة الجذب التى تقدم للعالم شرم الشيخ فى أحلى صورها.
فى الجلسة الافتتاحية تومض أجهزة الموبايلات التى يحملها الحاضرون، مصريين وعرباً وأجانب، لتنقل للعالم كله وعلى الهواء مباشرة، أعظم حدث تشهده المدينة، ويشاهده مليارات البشر فى كل أنحاء الدنيا.
شرم الشيخ أصبحت معشوقة الشباب من كل أنحاء العالم، ويتمنى الجميع أن تطأ قدماه أرضها الطيبة، وأن يستمتع بسحرها وجمالها، وتفوق شهرتها الرائعة فى العالم أى مدينة سياحية أخرى.
وتكتمل ملامح الصورة المشرقة بالإعداد الدقيق للمؤتمر، والموضوعات المختارة بدقة وعناية، والحوارات التى تجسد قمة المتعة والجاذبية، ويضع شباب العالم همومهم وآمالهم وتطلعاتهم فوق أرضها، ويحلمون بأن تكون نقطة الانطلاق للمستقبل من هنا.. من شرم الشيخ.
مهما قلت ومهما كتبت فالواقع أجمل بكثير، ولا يمكن التعبير عنه بالكلمات أو العبارات.. واقع محفور فى الذاكرة ومنقوش فى القلوب وعامر فى العقول.
فصارت شرم الشيخ ومؤتمرات الشباب.. الأصدقاء.