حسين دسوقي يكتب: حقا لقد ظفرت مصر

حسين دسوقي
حسين دسوقي

حقا لقد ظفرت مصر بما أرادت وانتصرت على قوى الظلم والطغيان، فكان لها أن تبني بناءً شامخا، وأن تضرب بسهم وافر في سماء المجد، بعد أن حقق لها قائدها وزعيمها كل ما كانت تصبو إليه.


فقد بات جليا الآن لكل مصري ما تشهده أرض مصر من نهضه في شتى نواحي الحياة، لتشعر أخيرا أن مصر قررت وبصدق أن تدير دفتها وتبحر في خضم القرن الواحد والعشرين بكل ما يحملة من تقدم علمي وتكنولوجي، لتقدم بذلك دعوة لكل مصري بأن يشمر عن سواعده ويشارك في بناء مستقبلة، فقد أصبح من اللا معقول أن نجد من يهدر وقته وجهده وماله في أشياء لا تعود بالنفع عليه أو على أسرته وبلاده.


فبالسير في الشوارع المصرية تجد العديد من الشباب الذي يألف إضاعة أوقاته على المقاهي بالساعات، و البعض الآخر يسهر في الطرقات وغيرهم كثير، فلو خصص كل منهم جزء من أمواله الضائعة لدراسة ولو أبسط  كورس لبرامج الكمبيوتر، أو توجة لدراسة لغة أجنبية يتسلح بها في سوق العمل، فما يلبث إلا أن يجد نفسه وقد أصبح مؤهلا بشكل أكبر للعديد من الوظائف، كما أنها ستزيد من درجته وراتبه الوظيفي إن كان من أصحاب العمل، فبالنظر إلى الدول المتقدمة تجد أن معظم شبابها يجيد برامج الكمبيوتر ويعمل في تخصصاتها بل وإن أذهانهم تتفتق كل يوم عن أفكار لمشاريع جديدة فمنهم من يبتكر مركبات تسير بالكهرباء و الهيدروجين الأخضر ومنهم من يغزو الفضاء ليبحث فيه عن مصادر جديدة للطاقة ومنهم من يخرج علينا كل يوم ببرامج وتطبيقات لهواتفنا ليغزوا بها أسواق العالم ويجنوا من ورائها الأموال التي تساعد في ازدهار اقتصاد بلادهم، وأبناء طيبة لا يقلون عنهم شيئا بل إن كل مصري بداخله مارد عظيم يستطيع أن يخترع ويفكر ويبتكر أفضل من غيره ولكنه لا يعطي لنفسة حق المحاولة.


وعلى الشباب المصري المتعلم و المثقف دور كبير في توجية الشباب الغير واعي لمسارة ، فلا يصح بل وأنه لمن العار على كل منا أن يرى النهضة التي تشهدها مصر ولا يشارك فيها ولو بشق تمرة، فالحفاظ على نظافة الشوارع وعدم إلقاء المخلفات بها يساهم في نهضتنا، التزام السائقين بحارات المرور و إشاراته لمساهمة أيضا فى نهضتنا، وغيرها من الأمثلة الكثير التي لا تعد ولا تحصى.


فمصر كانت منذ فجر التاريخ أرضا خصبة تخرج كنوزا من باطنها، ولن تجد كنوزا أغلى من عقول وسواعد أبناءها، فكم من الحضارات بنوها حتى باتوا بناة الحضارات.