سموم العقارب.. كنز لتصنيع الدواء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

حالة من الرعب تسيطر على أهالى المحافظات التى اجتازتها السيول وأدت إلى انتشار العقارب، وتعرض حوالى 500 مواطن للدغ وذلك بسبب السموم التي تحتويها تلك العقارب والتى قد تؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم تناول المصل على الفور، ولكن برغم من السموم التي تحتويها العقارب إلا أنها تحتوي إيضاً على الدواء، فتعد الداء والدواء في نفس التوقيت.

ويعد مشروع تجميع سم العقارب من المشاريع الرابحة فى مصر ويعمل بها العديد من الشباب فيبلغ سعر الجرام المستخلص من سم العقارب بـ12 ألف جنيه، ويمكن استخلاص واحد جرام سم شهريا من 1000 عقرب، ويبدأ ثمنها في فصل الصيف من 7 آلاف جنيه تقريبا وصولاً إلى 10 آلاف دولار.
وتستخدم الأشعة فوق البنفسجية في العقارب التي تم اصطيادها لحلبها وإستخراج السموم حيث تتعرض لتيار كهربائي خفيف لتحفيز إفراز السم، ويمكن لجرام واحد من السم إنتاج ما بين 20 ألف جرعة و50 ألف جرعة من مضادات السموم، وفقاً لأحد تجار العقارب في مصر.
ويقول حمادة طلبة، صاحب مزرعة عقارب، أنه خصص معمل لحلب سموم من العقارب وبيعها إلي مراكز السموم، حيث يُمسك بجهاز كهربائي مخصص لحلب السموم، ويوضع في ذيل العقرب سائل يمنع الصدمات الكهربائية لاستخلاص السم.

ثم يقوم يقوم بوضع السم المستخلص في جهاز مخصص للتجفيف ليصبح بودر، ثم يجمع في عبوات صغيرة شفافة لاحقًا، حيث ينتج كل ألف عقرب حوالي 1.5 غرام من السم وذلك في "الحلبة" الأولى، تنخفض تلك الكمية للنصف في الحلبة الثانية حيث يكون سم العقرب أقل سيولة.
ويضيف حمادة، أن العقارب تتغذى على ديدان تسمى "ميل وورم" و"السوبر وورم" و"الدوبيا" والتي عادة ما يتم تفريخها داخل صناديق بلاستيكية صغيرة، موضحاً أن العقارب تعيش دورة حياة تتراوح ما بين 7 إلى 12 عامًا، ويتم إصطيادها عادة من محافظات مطروح وجنوب سيناء والفيوم وأسوان والتي تعد أكثر المحافظات بها أشهر نوع العقارب والأكثر أستخدماً (لايوروس).

وفق دراسة بعنوان "مكونات سم العقرب كمرشح محتمل لتطوير الأدوية" بمعهد التكنولوجيا الحيوية، الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، يتكون سم العقرب من مخاليط معقدة للغاية من الببتيدات والإنزيمات والبروتينات المخاطية، والأحماض الأمينية الحرة والنيوكليوتيدات والدهون والأمينات والمكونات غير المتجانسة والأملاح غير العضوية وربما مواد أخرى غير معروفة، في قسم الطب الجزيئي والعمليات الحيوية.

ويقول الدكتور محمد عبدالرحمن، أستاذ علوم السموم الجزئية بجامعة قناة السويس، إن سموم العقارب من المصادر الطبيعية الغنية بالمركبات الكيميائية والتي يصل عددها الى 200 مركب كيميائى لكل (سم) من عقرب الواحد. 

موضحاً أن سموم العقارب تتميز بمركبات لها تأثيرات بيولوجية ودوائية مختلفة وقد أثبتت معملياً فعالية كبيرة على أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية والميكروبات الممرضة وأيضاً الفيروسات مثل فيروس الالتهاب الكبدى (سى) وغيرها، بالإضافة إلى تاريخها في الدخول في كثير من الأدوية المعالجة. وتابع عبدالرحمن أنه يتم دراسة حالية أيضاً على دخول سمومها في القضاء على فيروس كورونا المستجد.

ويقول الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا وخبير استشاري البلديات الدولية أنه لا يوجد اَي مركز للسموم في نطاق الوحدات المحلية القروية البالغ عددها 1411 وحدة محلية قروية تابعة لـِ 27 محافظة حيث تعد تلك القرى مسؤولا إداريا وتنفيذها عن  4726 قرية يتبعها 26 الف و 757 كفر ونجع وعزبة.

فضلا على أن جميع الوحدات الصحية في القرى لا يوجد بها أمصال للسموم  او حتي أقسام للسموم، وكل ما يوجد 20 مركز للسموم على مستوى الجمهورية موجودين فقط في عواصم المحافظات، حيث تحتاج المستشفيات والوحدات الصحية في القرى إلى استحداث أقسام جديدة للسموم في المستشفيات والوحدات الصحية وتوفير الادوية والاجهزة الطبية  حيث تصل التكلفة لإنشاء كل وحده 400 ألف جنيه. 
 وتابع عرفة، وفقا لتقرير لمنظمة الصحة العالمية إنّ التقديرات تشير إلى لدغ العقارب مايقرب من 1.2 مليون شخصا، بينهم 300 ألف وفاة سنويا.

أقرأ أيضا: الصحة: 503 مواطنين أصيبوا بلدغات العقارب في أسوان.. ولا وفيات بسببها