«الوعى».. سلاح مصر للانتصار فى الحرب السيبرانية

الحرب السيبرانية
الحرب السيبرانية

منى‭ ‬سراج

بات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬هو‭ ‬المسئول‭ ‬الأوحد‭ ‬عن‭ ‬أمان‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬وخط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬ضد‭ ‬أذرع‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تلعب‭ ‬داخل‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبرانى،‭ ‬لدرجة‭ ‬جعلت‭ ‬الردع‭ ‬السيبرانى‭ ‬مقياسا‭ ‬لنجاح‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬اختراقها،‭ ‬ولأنه‭ ‬أصبح‭ ‬سلاحا‭ ‬استراتيجيا‭ ‬يوجد‭ ‬فى‭ ‬أيدى‭ ‬الحكومات‭ ‬والأفراد،‭ ‬تستغل‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الدول‭ ‬المعادية‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭ ‬لاستهداف‭ ‬عمق‭ ‬مجتمعات‭ ‬الدول‭ ‬الراسخة،‭ ‬بألاعيب‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

آخرساعة‭ ‬تناقش‭ ‬فى‭ ‬سطور‭ ‬التحقيق‭ ‬التالى،‭ ‬مع‭ ‬خبراء‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات،‭ ‬سُبل‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬الجديدة،‭ ‬وأسباب‭ ‬الاهتمام‭ ‬بضرورة‭ ‬التوعية‭ ‬بمخاطر‭ ‬الحرب‭ ‬السيبرانية،‭ ‬ولماذا‭ ‬أوصى‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬بإنشاء‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬المصرى‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬وما‭ ‬أهمية‭ ‬استخدام‭ ‬استراتيجيات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الهجوم‭ ‬والاختراق‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬تسمى‭ ‬استراتيجيات‭ ‬المنع؟

 

أصبحت‭ ‬عناصر‭ ‬مؤشرات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬تقاس‭ ‬بـ100‭ ‬درجة‭ ‬ضمن‭ ‬خمسة‭ ‬معايير‭ ‬أهمها‭ ‬التشريعات‭ ‬والإطار‭ ‬المؤسسى‭ ‬فى‭ ‬الدولة،‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬البشرية،‭ ‬وتوافر‭ ‬القدرات‭ ‬والتقنيات‭ ‬اللازمة،‭ ‬ولهذا‭ ‬لم‭ ‬تغفل‭ ‬وزارة‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬ذلك‭ ‬ووضعت‭ ‬قانونا‭ ‬جديدا‭ ‬يؤسس‭ ‬جهازا‭ ‬قوميا‭ ‬لأمن‭ ‬المعلومات،‭ ‬مهامه‭ ‬صياغة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات‭ ‬المصرى،‭ ‬وتشجيع‭ ‬انتشار‭ ‬ثقافة‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات‭ ‬وتسجيل‭ ‬ومنح‭ ‬تراخيص‭ ‬حقيقية‭ ‬لهذه‭ ‬الخدمة،‭ ‬ووضع‭ ‬الاحتياط‭ ‬والتدابير‭ ‬لمنع‭ ‬المتسللين‭ ‬والمخترقين‭ ‬والقراصنة‭ ‬لدخولهم‭ ‬عنوة‭ ‬واستيلائهم‭ ‬على‭ ‬البيانات‭ ‬وتدميرها،‭ ‬ومرجعيات‭ ‬القانون‭ ‬المصرى‭ ‬ضمنت‭ ‬توصيات‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬للاتصالات‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى،‭ ‬والقانون‭ ‬الهندى،‭ ‬ومسودة‭ ‬قانون‭ ‬إدارة‭ ‬التشريع‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل،‭ ‬والاتفاقية‭ ‬الأوروبية‭ ‬ابودابستب‭ ‬لمكافحة‭ ‬جرائم‭ ‬الانترنت‭ ‬وجريمة‭ ‬الفضاء‭ ‬الالكترونى،‭ ‬كما‭ ‬شمل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬مادة‭ ‬تضمنت‭ ‬استجابة‭ ‬متطلبات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬آخذة‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬لآخر‭ ‬التشريعات‭ ‬الصادرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭.. ‬وبذلك‭ ‬تكون‭ ‬التزمت‭ ‬مصر‭ ‬بمؤشرات‭ ‬جى‭ ‬سى‭ ‬آىب‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬للاتصالات‭ ‬آى‭ ‬تى‭ ‬يوب‭ ‬التى‭ ‬يتبعها‭ ‬أثناء‭ ‬تقييم‭ ‬الدول‭ ‬وفقا‭ ‬لمؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭.‬

الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬الجندى،‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬يتحدث‭ ‬فى‭ ‬الندوة‭ ‬التثقيفية‭ ‬الـ٣١‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وجهه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬بأن‭ ‬يتحدث‭ ‬ببطء‭ ‬حول‭ ‬ذلك‭ ‬الموضوع‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬تتعلق‭ ‬بقضية‭ ‬الوعى‭ ‬بمخاطر‭ ‬الحروب‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وقال‭: ‬إن‭ ‬الحروب‭ ‬السيبرانية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬تستهدف‭ ‬عُمق‭ ‬المُجتمعات‭ ‬وتبحث‭ ‬عن‭ ‬نقاط‭ ‬ضعف‭ ‬الدول‭ ‬الراسخة‭ ‬لاستهدافها‭ ‬من‭ ‬الداخل،‭ ‬ولتحدث‭ ‬تأثيرات‭ ‬عميقة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬العسكرية،‭ ‬فهى‭ ‬أحد‭ ‬أذرع‭ ‬الجيوش‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تلعب‭ ‬داخل‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبرانى،‭ ‬والإعداد‭ ‬لهذه‭ ‬الجيوش‭ ‬يأتى‭ ‬بتسليح‭ ‬أمن‭ ‬معلومات‭ ‬أجهزتنا‭ ‬بحماية‭ ‬الخدمات‭ ‬الالكترونية‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬غير‭ ‬المقصود،‭ ‬وتأمين‭ ‬حماية‭ ‬وسرية‭ ‬وخصوصية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬وحماية‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الفضاء‭ ‬السيبرانى‭ ‬وتفعيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬من‭ ‬تصاعد‭ ‬حدة‭ ‬الاختراقات‭ ‬الأمنية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬والشبكات‭ ‬والمعلومات‭.‬

أضاف،‭ ‬أن‭ ‬أشهر‭ ‬الجرائم‭ ‬التى‭ ‬هاجمت‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬للدول،‭ ‬وتمت‭ ‬بفضل‭ ‬مصادر‭ ‬جمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬المتوفرة‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة،‭ ‬كانت‭ ‬اتهريب‭ ‬مخدرات،‭ ‬وغسيل‭ ‬أموال،‭ ‬والإساءة‭ ‬للمجتمعات‭ ‬والحكومات،‭ ‬وعمليات‭ ‬تجنيد‭ ‬وتخطيط‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أعمال‭ ‬إرهابية‭ ‬داخل‭ ‬غرف‭ ‬التواصل‭ ‬والتعارف‭ ‬المنتشرة‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الانترنت‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المنظمات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬والهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬تعطيل‭ ‬الشبكات‭ ‬والبنوك‭ ‬والمستشفيات‭.‬

وأكد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬اخترقت‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬وحماية‭ ‬البيانات‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬ولم‭ ‬تخترق‭ ‬كل‭ ‬فريق‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬توغلت‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المعلوماتية‭ ‬لن‭ ‬نهزم‭ ‬تحديات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬معرفة‭ ‬كيفية‭ ‬استخدامها،‭ ‬بتأهيل‭ ‬كوادر‭ ‬شديدة‭ ‬الاحتراف،‭ ‬وبتشجيع‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬الذى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المصادر‭ ‬المفتوحة‭ ‬مثل‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وبإشراك‭ ‬المجتمع‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحروب،‭ ‬مُضيفًا‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سببا‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬خرق‭ ‬أمنى‭ ‬كبير‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬تسريب‭ ‬بيانات‭ ‬هامة،‭ ‬ولهذا‭ ‬تصبح‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬وحماية‭ ‬البيانات‭ ‬مسئولية‭ ‬الجميع،‭ ‬وخصوصا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية‭ ‬والاختراقات‭ ‬وتسريب‭ ‬البيانات‭ ‬تأتى‭ ‬من‭ ‬أصغر‭ ‬جهاز‭ ‬تكنولوجى‭ ‬غير‭ ‬مؤمن‭- ‬يستخدمه‭ ‬موظف‭ ‬صغير‭ ‬أو‭ ‬عامل‭- ‬داخل‭ ‬مؤسسة‭ ‬عريقة‭ ‬جميع‭ ‬أجهزتها‭ ‬مؤمنة‭.‬

وحذر‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الوعى‭ ‬بألاعيب‭ ‬القرصنة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬والبرمجيات‭ ‬الخبيثة‭ ‬ومحاولات‭ ‬الاختراق،‭ ‬فهناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات‭ ‬التى‭ ‬نستخدمها‭ ‬ــ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬ــ‭ ‬إسرائيلية‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬أنها‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬المستخدمين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬جنسية‭ ‬الشركات‭ ‬العاملة‭ ‬فى‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات،‭ ‬مما‭ ‬يمكنهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬االباب‭ ‬الخلفى‭ ‬أو‭ ‬السويتش‭ ‬باكب‭ ‬التحكم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬بتكنولوجيات‭ ‬دول‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬أخرى،‭ ‬دون‭ ‬مقاومة،‭ ‬مثلما‭ ‬حدث‭ ‬أثناء‭ ‬تعطيل‭ ‬مفاعل‭ ‬إيران‭ ‬بسبب‭ ‬إرسال‭ ‬فيروس‭ ‬استكاسنتب،‭ ‬وكما‭ ‬تعرضت‭ ‬أيضا‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬مؤخرا‭ ‬لهجوم‭ ‬إلكتروني،‭ ‬وإدارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬نشرت‭ ‬إخطارات‭ ‬بخرق‭ ‬خطير‭ ‬محتمل‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬استطاع‭ ‬تحويل‭ ‬العالم‭ ‬الذى‭ ‬تحكمه‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الطبيعية‭ ‬إلى‭ ‬عالم‭ ‬تحكمه‭ ‬السياسة‭ ‬ثم‭ ‬السيبرانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ألاعيب‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬باتت‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬مراقبة‭ ‬جميع‭ ‬تحركاتنا‭ ‬عبر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الذكية‭ ‬بل‭ ‬والأخطر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬عبر‭ ‬أجهزة‭ ‬غير‭ ‬ذكية‭ ‬بمراقبة‭ ‬أبراج‭ ‬شبكة‭ ‬المحمول،‭ ‬لجمع‭ ‬وتحليل‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬وبيعها‭ ‬لسماسرة‭ ‬المعلومات‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬معلنين‭ ‬أو‭ ‬كانوا‭ ‬أجهزة‭ ‬استخباراتية‭.. ‬فالأدوات‭ ‬التقنية‭ ‬التى‭ ‬تستخدم‭ ‬لكشف‭ ‬غموض‭ ‬الجريمة‭ ‬أصبحت‭ ‬للأسف‭ ‬هى‭ ‬ذات‭ ‬الأدوات‭ ‬والتقنيات‭ ‬التى‭ ‬تستخدم‭ ‬ضدنا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المبرمجين‭ ‬والهاكرز‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬ننتبه،‭ ‬مُضيفًا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬قطعت‭ ‬شوطا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬للتصدى‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬بعد‭ ‬إنشاء‭ ‬امركز‭ ‬مصر‭ ‬للاستجابة‭ ‬لطوارئ‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلى‭ ‬سيرتب،‭ ‬وبعد‭ ‬تشكيل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬حجازى،‭ ‬استشارى‭ ‬تشريعات‭ ‬التحول‭ ‬الرقمى،‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬للجنة‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬بوزارة‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬بوزارة‭ ‬الاتصالات،‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬حساب‭ ‬بسيط‭ ‬وحساب‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬أهمية،‭ ‬فأى‭ ‬جهاز‭ ‬تكنولوجى‭ ‬يمثل‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬هويتنا‭ ‬الرقمية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ويجب‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬استخدام‭ ‬برمجيات‭ ‬أصلية‭ ‬وليست‭ ‬مقلدة‭ ‬أى‭ ‬لا‭ ‬تهتم‭ ‬بالتحديثات‭ ‬فلا‭ ‬يستطيع‭ ‬أى‭ ‬هاكرز‭ ‬أو‭ ‬هجوم‭ ‬استغلال‭ ‬ثغراتها‭ ‬ولذلك‭ ‬أصبح‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬مطلبا‭ ‬ضروريا‭ ‬لكل‭ ‬الدول‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬لحماية‭ ‬البرامج‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬الرقمية‭ ‬التى‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إتلاف‭ ‬المعلومات‭ ‬الحساسة‭ ‬أو‭ ‬تغييرها‭ ‬أو‭ ‬الوصول‭ ‬إليها،‭ ‬فهم‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬وصولهم‭ ‬إليها‭ ‬يدمرونها‭ ‬أو‭ ‬يغيرونها‭ ‬بالتحريف‭ ‬والتزييف،‭ ‬مُضيفًا‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى،‭ ‬تبدأ‭ ‬بحماية‭ ‬المنظومة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬والفنية‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وصورها‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬وشبكات‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭ ‬السيبرانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬والنظم‭ ‬الخاصة‭ ‬بجدران‭ ‬الحماية‭ ‬النارية‭ ‬ضد‭ ‬الهجمات‭ ‬الضارة،‭ ‬واستخدام‭ ‬برامج‭ ‬مكافحة‭ ‬الفيروسات‭ ‬وغيرها‭. ‬وإرشادات‭ ‬الاستخدام‭ ‬الآمن‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬البريد‭ ‬الإلكترونى‭ ‬والروابط‭ ‬والمرفقات‭ ‬الخارجية‭ ‬بتحديد‭ ‬قواعد‭ ‬كلمات‭ ‬السر‭ ‬والمرور،‭ ‬داخل‭ ‬تشريعات‭ ‬وقوانين‭ ‬خاصة‭ ‬بمكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬السيبرانية‭ ‬وتعزيز‭ ‬مستويات‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى،‭ ‬ووضع‭ ‬خطة‭ ‬للاستجابة‭ ‬للحوادث‭ ‬السيبرانية‭ ‬وإيجاد‭ ‬طرق‭ ‬ونماذج‭ ‬لتقييم‭ ‬المخاطر‭ ‬وخطط‭ ‬للتعامل‭ ‬معها،‭ ‬وبناء‭ ‬الشراكات‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى‭ ‬والجهات‭ ‬الدولية‭ ‬يقدم‭ ‬حماية‭ ‬للبنية‭ ‬التحتية‭ ‬المعلوماتية‭ ‬الحرجة‭ ‬للدولة،‭ ‬فى‭ ‬قطاعات‭ ‬الطاقة‭ ‬والاتصالات‭ ‬والقطاع‭ ‬المصرفى‭ ‬والنقل‭ ‬وغيرها‭.‬

أضاف،‭ ‬أن‭ ‬اللائحة‭ ‬التنفيذية‭ ‬لقانون‭ ‬مكافحة‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬تستخدم‭ ‬نظم‭ ‬تشفير‭ ‬لحماية‭ ‬وسرية‭ ‬البيانات‭ ‬والمعلومات،‭ ‬وفرض‭ ‬التزامات‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المختلفة‭ ‬باستخدام‭ ‬برامج‭ ‬لمكافحة‭ ‬الهجمات‭ ‬الضارة‭ ‬والفيروسات،‭ ‬وتحديد‭ ‬صلاحيات‭ ‬ومستويات‭ ‬الدخول‭ ‬والوصول‭ ‬للمنظومات‭ ‬الفنية‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬وضوابط‭ ‬فنية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬والأمر‭ ‬الأخطر‭ ‬والأهم‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬وضع‭ ‬عقوبة‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يهتم‭ ‬بتأمين‭ ‬جهازه‭ ‬لأنه‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ــ‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يدرى‭ ‬ــ‭ ‬أخطر‭ ‬من‭ ‬مجرمى‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأوقات.  ‬

 

الدكتورة‭ ‬ليلى‭ ‬عبد‭ ‬المجيد،‭ ‬أستاذ‭ ‬الصحافة‭ ‬بكلية‭ ‬الإعلام‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة،‭ ‬قالت‭: ‬إنه‭ ‬توجد‭ ‬دول‭ ‬عديدة‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاح‭ ‬تجاربها‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الهجوم‭ ‬أو‭ ‬الاختراق‭ ‬والتى‭ ‬تسمى‭ ‬باستراتيجيات‭ ‬المنع،‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تطبيق‭ ‬الثقافة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬والإعلامية‭ ‬فى‭ ‬المناهج،‭ ‬ودور‭ ‬الإعلام‭ ‬فى‭ ‬توعية‭ ‬المواطن‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬توعية‭ ‬المواطن‭ ‬بأهمية‭ ‬الأمن‭ ‬الفضائى،‭ ‬وبتعليمه‭ ‬كيفية‭ ‬حماية‭ ‬أجهزته‭ ‬التكنولوجية‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬تأمين‭ ‬تليفونه‭ ‬الشخصى‭ ‬من‭ ‬اختراقات‭ ‬الهاكرز،‭ ‬وبتوعيته‭ ‬بأهمية‭ ‬اتباع‭ ‬الإجراءات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالأمان‭ ‬والسلامة‭ ‬عند‭ ‬استخدام‭ ‬أى‭ ‬موقع‭ ‬إلكتروني،‭ ‬وبأهمية‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬زر‭ ‬امزيد‭ ‬من‭ ‬القراءةب‭ ‬وعدم‭ ‬تجاهله،‭ ‬فاختراقات‭ ‬المواقع‭ ‬الإلكترونية‭ ‬تستغل‭ ‬بياناته‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭ ‬إما‭ ‬بجعله‭ ‬هدف‭ ‬لمبيعاتها‭ ‬وإما‭ ‬ببيعه‭ ‬لجهات‭ ‬استخباراتية، موضحة ‬يستخدم‭ ‬الشخص‭ ‬معلومة‭ ‬يحسبها‭ ‬تافهة،‭ ‬لكنها‭ ‬تؤخذ‭ ‬وتحلل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مبرمجين‭ ‬ومتخصصين‭ ‬فى‭ ‬الهاكرز،‭ ‬لتحليلها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعى،‭ ‬ثم‭ ‬تستفيد‭ ‬منها‭ ‬ليس‭ ‬لمصلحته‭ ‬وإنما‭ ‬لتعيد‭ ‬بثها‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى‭ ‬تضر‭ ‬ببلده‭ ‬وتهدد‭ ‬أمنه‭ ‬القومى‭.‬

وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬جهد‭ ‬مخطط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مؤسسات‭ ‬التنشئة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬كإحداها‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الدراما‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وفى‭ ‬زمن‭ ‬قديم‭ ‬تم‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬فى‭ ‬السينما‭ ‬كما‭ ‬شاهدنا‭ ‬فى‭ ‬فيلم‭ ‬بطولة‭ ‬فؤاد‭ ‬المهندس‭ ‬الذى‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬المطارات‭ ‬السرية،‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬شخص‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬وعى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬لبلده،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬تشكل‭ ‬جزءا‭ ‬هاما‭ ‬من‭ ‬وعى‭ ‬الطالب‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬مرحلته‭ ‬العمرية‭.‬

وعن‭ ‬مستوى‭ ‬قوة‭ ‬مصر‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى،‭ ‬يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬أبو‭ ‬العلا‭ ‬حسين،‭ ‬أستاذ‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات،‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬احتلت‭ ‬المرتبة‭ ‬23‭ ‬فى‭ ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬العالمى‭ ‬2021‭  ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولى‭ ‬للاتصالات‭  ‬حيث‭  ‬تصدرت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬القائمة‭ ‬تليها‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬فى‭ ‬المرتبة‭ ‬الثانية‭ ‬وأستونيا‭ ‬فى‭ ‬المرتبة‭ ‬الثالثة‭ ‬فى‭ ‬المؤشر‭. ‬ويعتبر‭  ‬مؤشر‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬العالمى‭ ‬اجى‭ ‬سى‭ ‬آىب‭ ‬مرجع‭ ‬موثوق‭ ‬فيه‭ ‬يقيس‭ ‬التزام‭ ‬الدول‭ ‬بالأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمى،‭ ‬ويتم‭ ‬تقييم‭ ‬مستوى‭ ‬التنمية‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬لكل‭ ‬بلد‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬خمس‭ ‬ركائز‭ ‬وهى‭: ‬التدابير‭ ‬القانونية‭ ‬والفنية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬وبناء‭ ‬القدرات‭ ‬والتعاون‭ ‬ثم‭ ‬تجميعها‭ ‬فى‭ ‬النتيجة‭ ‬الإجمالية،‭ ‬لافتًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤشر‭ ‬ضرورة‭ ‬حتمية‭ ‬لتنتقل‭ ‬المؤسسات‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬إلى‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬ويعد‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬تحديًا‭ ‬متعدد‭ ‬الأبعاد‭ ‬وعابرًا‭ ‬للحدود،‭ ‬مصر‭ ‬لديها‭ ‬مركز‭ ‬وطنى‭ ‬لحالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬للحاسبات‭ ‬والشبكات‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭ ‬بواسطة‭ ‬المعهد‭ ‬القومى‭ ‬للاتصالات‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬ويقدم‭ ‬الدعم‭ ‬الفنى‭ ‬اللازم‭ ‬لحماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭  ‬للمعلومات‭ ‬ومراقبة‭ ‬الأمن‭ ‬السيبرانى‭ ‬وتحليل‭ ‬البرامج‭ ‬الضارة‭ ‬والتعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬فى‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬ويشمل‭ ‬المركز‭ ‬الوطنى‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬وتشمل‭ ‬الخدمات‭ ‬الاستباقية‭ ‬والتفاعلية‭ ‬والتحليل‭ ‬الجنائى‭ ‬الرقمى‭ ‬وبرامج‭ ‬رفع‭ ‬التوعية‭ ‬الأمنية‭ ‬الإلكترونية‭.‬