بمجرد النظر إليها تشعر وكأنك في إحدى أفلام ديزني، والتي تنقلك للعيش وسط تلال من الشكولاتة وبيوت من السكر ولكن بمجرد أن تقترب منها وتتعرف على حقيقتها تدرك أنها تلال مميزة وأعجوبة جيولوجية وليست شوكولاته.. نتحدث عن تلال " بوهول".
تتكون هذه التلال المميزة الواقعة في الفلبين وتنتشر على مساحة 50 كيلومتر في مدن "كارمن" و"باتوان" و"ساجبايان" في "بوهول" وتتكون من 1268 تلة متشابهة في شكلها المخروطي وحجمها وارتفاعها الذي يتراوح ما بين 100 و500 متر فوق مستوى البحر ومصطفة بجوار بعضها البعض في تناسق تام يجعلك تظن أنها واحدة مكررة.
و تفردت هذه الظاهرة الطبيعية التي تكشف عن منظر طبيعي مهيب في تغيير الوانها حسب فصول السنة فتتميز بلونها الاخضر الزاهي في موسم الأمطار وتجف ويتحول لونها إلى البني كالشوكولاتة خلال موسم الجفاف فتبدو لمن يشاهدها من بعيد كأنها مغطاة بالشوكولاتة ومن هنا جائت تسميتها التي اشتهرت بها.
كما ارتبطت بها العديد من الأساطير والحكايات التي تفسر وجودها المتميز ومن أكثر هذه الروايات شهرة هي أسطورة العملاقين حيث يروي السكان المحليين عن اسلافهم أنه كان هناك عملاقين ويتقاتلان عدة أسابيع بقذف الرمال والحجارة على بعضهم إلى أن استنفذت كلا منه قوتهم وبعدها تصالحا في النهاية وأصبحا صديقين وغادروا جزيرة بوهول تاركين ورائهم تلال الشوكولاته كأثار المعركة.
ولكن من أكثر الروايات رومانسية والتي حولت هذه التلال إلى وجهة سياحية رومانسية هي أنها دموع عاشق على فراق حبيبته فكان يوجد عملاق يسمى أرغو يحب فتاة اسمها ألايا وكانت هذه الفتاة بسيطة جدا ومصابة بأحد الأمراض المزمنة وعندما توفت بكى أرغو بحرقة شديدة ومرارة ومن شدة حسرته تحولت دموعه إلى تلال الشوكولاتة ما جعلها شاهد على شدة حبه للفتاة.
وعلى الرغم من كل هذه الاساطير إلا أن ايضا تفسير تكون هذه التلال بشكل علمي لم تكن واضحة مما دفع العلماء إلى تحديد أكثر من سيناريو جيولوجي قد يكون السبب وراء تكونها منذ آلاف السنين هو تآكل الحجر الجيري الذي ظهر فوق مستوى سطح البحر والذي تعرض للتكسير بفعل العمليات التكتونية وعوامل الطقس ولكن أعاد الآخرون سبب التكوين إلى أصلها الذي كان في السابق عبارة عن شعاب مرجانية أخذت هذا الشكل بعد تحول جيولوجي تم تحت المياه.
ورغم اختلاف تفسيرات تكوين تلال الشوكولاته سواء كانت الأساطير الشعبية أو التفسيرات العلمية إلا أنها تعتبر من أهم الأماكن السياحية في الفلبين وإحدى ابرز الاماكن العجيبة في العالم حتى صنفتها الحكومة الفلبينية في عام ١٩٨٨ كواحدة من أهم المعالم الوطنية وأيقونة جيولوجية في الفلبين.
اقرأأيضا|شجرة الموت تدخل موسوعة جينيس
