بقلم واعظة : يا ابنة الأزهر

بقلم واعظة : ياابنة الأزهر
بقلم واعظة : ياابنة الأزهر

مع بداية العام الدراسى الجديد بدأتْ صفحات الإعلام الخاصة بالأزهر الشريف  فى اختلاف قطاعاته بنشر صور الطلاب والطالبات فى طابور الصباح وداخل الفصول من عدة معاهد أزهرية؛ احتفاءً بهم وفرحًا بعودة الدراسة المنتظمة من بعد أزمة فيروس كورونا - عافانا الله وإياكم منه- 

ورغم أن هذه الصور قد لاقت قبولًا من الجماهير على السوشيال ميديا وتسابقوا لنشرها لما تحويه من النظام والمظهر الجميل والسمت الدينى الأزهرى الوسطى من خلال زى الطلاب أو حجاب الفتيات مما يدل دلالة واضحة على تدين الشعب المصرى العريق إلا أننا فوجئنا بأحد الإعلاميين فى برنامجه يستعرض صورًا لطالبات مدرسة من التعليم العام 

وأخرى لطالبات من معهد أزهري مقارنًا بين وجوه الطالبات فى الصورتين.. وأشار إلى أن البسمة ترتسم على وجوه طالبات التعليم العام بينما يعلو الوجوم على طالبات الأزهر فى المرحلة الابتدائية واللاتى ترتدى غالبيتهن الحجاب!

 كما اتهم الأزهر أنه يجبرهن على الحجاب فى سن صغيرة !.. ولا يشك عاقل ومنصف أن هذا الكلام مليء بالمغالطات والتوهمات كما أنه تعدى المعايير الإعلامية المعروفة فى النقد وحق الرد 

ولم يرجع إلى أصل الموضوع أو حتى استضافة أحد المسئولين لسماع وجهة النظر الأخرى وبيان الحقائق ووضع الأمور فى نصابها من قِبلهم.. 

ولكنى فى هذا المقال لستُ بصدد تفنيد كلامه والرد عليه؛ فقد تكفلّ بهذا الكثير من المسئولين والجماهير المحبة للأزهر الشريف 

وتقديرًا لفتياته الزهراوات. وأكدوا عدم المهنية الإعلامية فيما نُسب من تشويهٍ للتعليم الأزهرى كما أظهروا الإفلاس المنهجى الذى سار عليه قائله وتأويلاته الباطلة التى بنى عليها مقدمات اتهامه ووصل بها لتعميم نتيجته بالطعن فى مناهج الأزهر وطلّابه.. 

وأوجّه كلماتى هنا لفتيات الأزهر الكريمات: أقولُ لكِ يا ابنة الأزهر الشريف أنكِ على ثغر فاثبتى على مبادئك التى تعلمتيها فى كتب ومناهج الأزهر؛ ليستنير عقلك ولِتقوى حجتك ولِيعلو قدرك؛ 

ولا تتلفتى لتيارات الظلام التى تريد انتزاعك من أقصى اليمين أو من أقصى الشمال وامضى فى طريق الحق والخير والإصلاح مع الأمة الوسط دون تفريط يُبعدك ولا إفراط يُرهقك. 

ولتكونى يا ابنة الأزهر مثالًا يُحتذى به وقدوة لكل مَن يراها فى مظهرها ومخبرها متمسكة بأوامر دينك ومنضبطة بتعاليم منهجك.

أقرا ايضا | عالم أزهري: القرآن لم يفرق بين المسلم وغير المسلم في حرمة القتل