عطر السنين

الملايين يعانون الجوع

ميرڤت شعيب
ميرڤت شعيب

نعيش فى عالم غير عادل لا يراعى إنسانية البشر فى أبسط صورها مما يؤدى إلى حرمان الملايين من الطعام والماء وهذا ما حذرت منه منظمة الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة فى بيانها الأخير الذى حذر من ارتفاع أعداد الأشخاص المهددين بالسقوط فى دائرة المجاعة فوصلوا الى 45 مليون شخص فى 43 دولة مع ارتفاع مستويات الجوع الحاد فى العالم بعد أن كانت الأعداد لا تزيد على 27 مليون شخص عام 2019 وتبلغ قيمة تجنب مجاعة عالمية الآن 7 مليارات دولار بعد أن كانت 6.6 مليار دولار فى بداية هذا العام وتتضافر الأسباب التى تدفع الملايين باتجاه الجوع الحاد مثل الصراعات والحروب وتغير المناخ وتأثير انتشار الكورونا وتكلفة العلاج التى تعانى منها الحكومات فى الدول الفقيرة وتجبر العائلات التى تواجه انعدام الأمن الغذائى على اتخاذ خيارات مدمرة اجتماعيا وتؤثر فى مستقبل أطفالها ويظهر تحليل نقاط الضعف الذى اجراه برنامج الغذاء العالمى فى 43 دولة أن الكثير من العائلات الفقيرة تلجأ الى تناول كميات قليلة من الطعام لا تكاد تسد جوعهم أو تفويت وجبات الطعام تماما والاكتفاء بوجبة واحدة أو اطعام الأطفال أكثر من البالغين وفى الحالات القصوى يجبر الجوع الحاد بعض الفقراء على أكل الجراد أو الأوراق البرية أو الصبار كما يحدث فى مدغشقر وفى مناطق اخرى تحت وطأة عدم توفر الطعام تجبر العائلات الفقيرة على تزويج الأطفال مبكرا أو إخراجهم من المدرسة أو بيع ممتلكاتهم أو ماشيتهم من أجل تأمين الطعام لأطفالهم ،بالإضافة الى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا فسجلت أسعارها أعلى معدل لها فى 10 سنوات هذا الشهر وفقا لمؤشر أسعار الغذاء العالمى الذى أجرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو ) ولا يؤدى هذا  فقط إلى إبعاد الطعام عن متناول الملايين من أفقر الناس حول العالم ولكنه يزيد أيضا من تكلفة شراء الغذاء فى الأسواق العالمية بالإضافة الى ارتفاع أسعار الوقود عالميا مما يؤدى إلى زيادة تكلفة نقل المواد الغذائية.. ويبذل برنامج الغذاء العالمى جهودا كبيرة للتقليل من حدة أزمة الطعام فى الدول الفقيرة فنفذ البرنامج أكبر عملية فى تاريخه تستهدف 139 مليون شخص فى 85 دولة ويغطى الاحتياجات الطارئة.. وبعد أليس من الظلم أن يموت البعض جوعا ويموت آخرون من التخمة ؟!