مبادرات مواقع التواصل..الجانب المضيء للسوشيال ميديا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

رغم ماتبثه السوشيال ميديا ووسائل التواصل الإجتماعي، من أفكار قد تكون سلبية أو لا تناسب مجتمعنا ومبادئنا، إلا أن لها جانب آخر إيجابي، فالكثير من المبادرات انطلقت من خلال منصاتها، وكان لها مردود وأثر إيجابي بالغ فى الكثير من القضايا والمشكلات، وحل ومعالجة أزمات متعددة، واستفاد منها الآلاف بل والملايين من الأشخاص.


- الإحتضان
كانت مبادرة الإحتضان واحدة من المبادرات التي انطلقت منذ أكثر من عامين، وكان لها تأثير كبير فى الشارع والمجتمع المصري في التعريف بكفالة الأطفال في البيوت، وكان لها دور فعال في اقدام المئات على هذه الخطوة.
تقول أم نور إنها كانت متزوجة منذ سنوات ولم يكن لها نصيب في الإنجاب، وتعرفت من خلال إحدى صديقاتها على صفحة الإحتضان على الفيس بوك، وانضمت لهم، واستطاعت أن تقنع زوجها بالفكرة من خلال التجارب التى تعرفت عليها من خلال الصفحة، ومن وقتها وتحولت حياتها تماما كما تقول: " كنت أعيش حياة فارغة، بلا هدف، روتين يومي ممل، لكن بعد أن دخلت نور حياتنا أصبح لها معنى مختلف تماماً".


تأثير فى العادات السلبية
ومن المبادرات التي كان لها تأثير فعال في واحدة من العادات السلبية في المجتمع مبادرتي "بلاها شبكة" و "بلاها نيش" لمواجهة المغالاة والمبالغة في تجهيزات الزواج الشبكة، والتي اقتنع بها وأعلن تأييدها والعمل على تنفيذها، وجاء بعدهم مبادرة أحد الآباء برفض كتابة قائمة منقولات لإبنته تقديرا لزوجها ولها، وأنها ليست سلعة تُباع وتُشترى.


تقول منال السيد: رغم أن شقيقاتها تزوجن وجاءت لهن شبكة بأسعار كبيرة، إلا أنه عند زواجها كان بداية انتشار مبادرات عدم المغالاة في التجهيزات، وأن البساطة مع المودة والرحمة أهم، وبالفعل كان لها تأثير عليها، ولم تهتم بأن تشتري شبكة بمبلغ كبير، كما تم مع شقيقتها، وقامت بشراء احتياجاتها الأساسية دون مبالغة كما يحدث مع الكثيرون. 

 

اقرأ أيضا: أبرزها «إلا أنا».. مسلسلات تناقش قضايا شائكة بالمجتمع 


دور فعال
ومن الصفحات التي كان لها دور فعال في قضية هامة تمس المجتمع بأسره، كانت صفحة أطفال مفقودة، والتي كان لها دور منذ سنوات في مبادرة البحث عن الأطفال المفقودين، والسعي وراء إيجادهم، وتوصيلهم بأهلهم.
وأشار مؤسس الصفحة رامي الجبالي أن للسوشيال ميديا عموما تأثير كبير في المجتمع، فهي تجعل المجتمع يحفر أكثر داخله، لأنها تدخل كل حارة وزقاق وتصل لكل الناس تقريبا، وهذا مايجعل المبادرات التي تقدم من خلالها يكون لها دور فعال، وتسلط الضوء على المحتاجين في مصر.

 

وتابع رامى: "لمسنا تغيير في استجابة وتعاون المسئولين مع هذه المبادرات فى الفترة الأخيرة، وردود فعل من مختلف المسئولين تجاه الكثير من القضايا التى أثارتها مبادرات السوشيال ميديا سواء قضايا شخصية أو قضايا عامة، موضحاً أن الإنتشار الواسع لهذه المبادرات نتيجة لإنتشار السوشيال ميديا، ماجعل الإستجابة من المسئولين أكبر وأسرع.

 

موضحا أن الصفحة التي أسسها هدفها الأساسي مساعدة أهالى المفقودين فى العثور على أولادهم وذويهم، واستطاعت أن تعييد أكثر من 2800 مفقود لأهلهم مابين تائه ومخطوف.

 

الفيس بوك مصدر للمعلومة

من جانبها أوضحت دكتورة سامية الصابر أستاذ علم الإجتماع بجامعة الأزهر، أن الكل حاليا يتجه بقوة إلى السوشيال ميديا كأول مصدر لتلقى الأخبار، وهناك دراسات أكدت أن الناس بدأت تعتمد على أن المصدر الأول للمعلومة لديها من فيس بوك كبديل للكتب.

 

وأشارت إلى أن كل المشاريع التى تحاول الوصول لأكبر قطاع من الناس تتجه للسوشيال ميديا، لذلك تأثير المبادرات يكون كبير جدا عليها، بخلاف أى قناة اتصال أخرى بالجمهور، لما يميزها من انتشار ورواج واسع المدي.

 

وأوضحت دكتورة سامية أن أغلب المبادرات لها هدف معين تسعى لتحقيقه، سواء تغيير عادة سلبية، أو إلقاء الضوء على قضية ما، أو إبراز موضوع معين، أو حل مشكلة قائمة، لذا فإن لهذه المبادرات دور توعوي بالدرجة الأولى.

 

هذه المبادرات كما أكدت أستاذ علم الاجتماع كان لها بالفعل دور فى تغيير بعض المفاهيم والمعتقدات، ودور كبير في معالجة المشاكل والقضايا التي تتبناها المبادرة، بالإضافة إلى أنها فتحت المجال أمام من لايعرف الشيء، وبدأت السمة الثقافية في المجتمع يُضاف لها شيء يسمى مبادرات.

 

اقرأ أيضا: الوجه الآخر للاحتضان| قصص عن التنمر المجتمعي.. والأسر غير المؤهلة