محمد بركات
بعد أن قررت “سيدة المسرح العربي”، القديرة سميحة أيوب، العودة مرة أخرى إلى خشبة المسرح بعد غياب سنوات طويل من خلال العرض المسرحي “فى انتظار بابا”، إلا أنها أثناء بروفات العرض- الذي يقوده المخرج الكبير سمير العصفوري – قررت الإعتذار عنه.. في السطور التالية تكشف الفنانة الكبيرة أسباب تراجعها عن العمل، ولماذا بتعدت لفترة طويلة عن المشاركة في أعمال مسرحية، كما تحدثت عن أعمالها السينمائية والتليفزيونية الجديدة.
بعد مفاوضات استمرت لعدة سنوات لكي تعودي لخشبة المسرح من خلال مسرحية “في إنتظار بابا”.. لماذا في النهاية قررتى الإعتذار؟
بسبب البيروقراطية الإدارية، فقد ظللنا نجري بروفات لعام كامل، هناك أيضا أسباب فنية متعلقة بالرواية، لذلك شعرت بعدم الراحة، وأنا انسحب من أي عمل لا أشعر فيه بالراحة، أو به شيء لا “يعجبني”، وذلك رغم سعادتي بالعودة للمسرح، وللعلم فأن جميع الفنانين يعملون بالمسرح حباً فيه، فالأجور متدنية جداً، واللوائح تنص على عدم الحصول على أجر إلا بعد بدء العرض بـ15 يوماً، ومن أسباب عودتي للمسرح هو المخرج الكبير سمير العصفوري، لإنني رأيت أنه “لازم يرجع يشتغل ويبدع”، حتى ترى الأجيال الجديدة أعماله، وتحمست للعمل معه لأنه من أهم مخرجي المسرح المصري، ولديه أفكار رائعة، لكن “الروح الحلوة” التي عدت بها بدأت تتراجع شيئاً فشيئاً حتى تلاشت.
لماذا لم تعترضي على طريقة التعامل والأمور الفنية الموجودة في النص؟
الجميع حزن جداً بسبب إعتذاري عن المسرحية ، لكني قررت الانسحاب، وكنت أذهب للمسرح وأنا سعيدة، ثم أشعر بعدم الراحة، والحقيقة “نفسي إنسدت”، ورأيت أن إستمراري “تضييع وقت”، فكان من المفترض تعديل بعض المسائل الإدارية والفنية، ولم يتم تحقيقها، لذلك قررت الحفاظ على مكانتي الفنية التي أسستها على مدار سنوات، وحتى لا أخسر صحتي أيضا.
هل تسرعت في اتخاذ قرار رجوعك للمسرح؟
من ضمن أسباب عودتي للمسرح – كما ذكرت - هو المخرج سمير العصفوري، بالإضافة أن العمل بالمسرح عشق أجد نفسي فيه، وأنا أعطيت كل حياتي للمسرح، وعندما أنظر للخلف أجد إنني قدمت أمهات المسرحيات المصرية والعربية والعالمية، وأعتبر نفسي محظوظة لإنتمائى لعصر جميل وهي فترة الستينيات والسبعينيات، التي شهدت نهضة مسرحية أستمرت حتى مطلع الثمانينات، ورغم ذلك إلا إنني مشتاقة للوقوف على خشبة المسرح، وغيابي عنه لم يكن بإرادتي، فالأعمال التي تعرض علي لا تغريني، وأصبحت الساحة الفنية “متستاهلش”، ولا تشجع، لأن الأعمال أعتمدت على “الضحك والهلس” دون تقديم فكرة، لذلك قررت عندما أجد عمل يليق بي سأوافق عليه، فهناك بعض المحبين يتشوقون لرؤيتي على المسرح بعد غياب طويل، وهذا حق جمهوري علي، رغم “إني حصلي سدة نفس”.
عودة للذكريات مع الوقوف لأول مرة على خشبة المسرح من خلال مشاركتك في مسرحية “البخيل”.. كيف كانت كواليس العمل؟
“البخيل” أول عمل قدمته على المسرح عندما كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرح، وعرضت على مسرح دار الأوبرا في العتبة قبل أن تحترق، وكان معي في البطولة الكبار فاتن حمامة، عمر الحريري، فريد شوقي، عدلي كاسب، نعيمة وصفي، وسعيد أبو بكر.. وقدمت شخصية سيدة فقيرة لا تجد قوت يومها، لكن واجهت إعتراض شديد من أهلي بسبب عملي بالفن، فوالدي ووالدتي كانا متشددين، لدرجة أنهما كانا لا يسمحا لي بمصافحة أبناء عمي، لكن ساعدني خالي في إقناعهما.
ننتقل للسينما.. التي تعودين إليها من خلال فيلم “ليلة العيد”.. ما تفاصيل العمل؟
عرض علي المخرج سامح عبد العزيز السيناريو وأعجبت به جداً، فهو يتناول مشاكل المرأة في الريف المصري وما تتعرض له من قهر، فمازالت المرأة هناك تتعرض لضغوط شديدة، مثل حرمانها من الميراث وغيرها من المشاكل، وأيضا سبب قبولي للعمل هو إنني أحب التعاون مع المخرج سامح عبد العزيز، وسبق وأن قدمنا سويا فيلم “تيتة رهيبة”، فهو مخرج موهوب، وبالنسبة لفيلم “ليلة العيد” تدور أحداثه في ليلة وقفة العيد، والعمل أشعر إنني أقدم به شيء مختلف، والفيلم تأليف أحمد عبد الله ويشارك في بطولته يسرا، ريهام عبدالعفور، سيد رجب، يسرا اللوزي، عبير صبري، هنادي مهنى، محمد لطفي، نهى صالح، مايان السيد، عارفة عبد الرسول، وعدد آخر من الفنانين.
لماذا قررت المشاركة أيضا في مسلسل “إجازة مفتوحة”؟
تعتمد قصة المسلسل على المشاكل التي تواجهها العائلات، سواء في العلاقات الزوجية أو تربية الأبناء، وأجسد في العمل شخصية والدة الفنان شريف منير، والتي تلعب دوراً إيجابياً في حياة أولادها وأحفادها، وأعجبت جداً بالفكرة لأن المسلسل عمل إجتماعي يناقش أحوال الأسرة والسلوكيات السلبية والإيجابية، وكيف نربي الأحفاد على قيمنا، وهو عمل كوميدي خفيف يقدم في 40 حلقة، ويشارك في بطولته شريف منير، لقاء الخميسى، ملك قورة، نور محمود، دنيا ماهر، مراد مكرم، كريم أبو زيد، هشام إسماعيل، هدى مجد، صبا الرافعي، ألفت عمر، محمد العمروسي، أحمد زكريا وعدد من الفنانين الشباب، وتأليف أحمد محمود أبو زيد وإخراج محمد عبد الرحمن حماقي.
لماذا أختفت أسماء بعض النجوم الكبار عن الساحة الفنية مؤخرا؟
الإنتاج هو السبب، حيث لجأ الكُتاب إلى تأليف مسلسلات لممثلين شباب، وكأن الإنسانية انحصرت في الفئة من 20 إلى 40 سنة، ومن فوق ذلك يصلح للظهور كضيف شرف أو بمشهد أو مشهدين، وهذا لا يليق هذا بنجم كبير ترك بصمة في الفن المصري.
ما أقرب أعمالك الفنية إلى قلبك؟
كل ما قدمته قريب إلى قلبي، وكل دور كان يحتوي على شيء من شخصيتي، لكن مازالت تعيش أعمال بداخلي لا أنساها، مثل “سكة السلامة”، “الإنسان الطيب”، “كوبري الناموس”، “السبنسة”، “رابعة العدوية” ، و”الخديوي”.