بدون تردد

العلاقات المصرية الأمريكية «١»

محمد بركات
محمد بركات

تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن هذه الأيام، جولة جديدة من جولات الحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، فى إطار الرغبة المشتركة للتعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبادل الرؤى حول القضايا الثقافية والاجتماعية،...، بالإضافة إلى بحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك فى الشرق الأوسط والمنطقة العربية وأفريقيا وشرق المتوسط.
تجرى جولة الحوار الجديدة بحضور وزيرى خارجية البلدين «سامح شكرى»، و«أنتونى بلينكن»، فى ظل ما توافقت عليه الدولتان من أهمية تنشيط وتفعيل العلاقات الاستراتيجية القائمة بينهما.
والمتابع لمسار العلاقات المصرية الأمريكية على طول السنوات الماضية، وبالتحديد منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضى وحتى الآن، يدرك أنها لم تثبت عند مستوى واحد من القوة أو الضعف،...، بل كانت فى حالة متفاوتة من الصعود إلى درجة كبيرة من التوافق والتقارب والود، ثم الهبوط إلى درجة ليست بالقليلة من الاختلاف والجفاء والتباعد،...، هكذا كان الحال خلال فترة حكم الرؤساء عبدالناصر والسادات ومبارك، وصولاً إلى ما بعد «٢٠١١»، وحتى الرئيس السيسى.
وطوال هذه السنوات وبالرغم من وجود هذا التباين فى مستوى العلاقات الأمريكية المصرية، كان ولا يزال هناك عدد من الحقائق الموضوعية القائمة على أرض الواقع، تضبط وتحدد نظرة كلا الطرفين المصرى والأمريكى لهذه العلاقات، فى ظل فترات الصعود ونوبات الهبوط.
أولى هذه الحقائق هى الإدراك الواعى لدى الطرفين، بأهمية وضرورة وجود علاقات قوية ومتينة بين الدولتين، فى حالات الوفاق، وأيضا أهمية وضرورة الحفاظ على «شعرة معاوية»، على الأقل فى حالة الجفاء.
«وللحديث بقية».