"منارة كاليان".. برج الموت على طريق الحرير

منارة كاليان
منارة كاليان

هي ليست منارة فقط ولكنها أحد أقدم المآذن في العالم ورمز للقوة والسلطة التي تمتعت بها مدينة " بخاري" خامس أكبر مدينة في أوزبكستان والتي تعد مركز للتجارة وحركة النقل فهي تقع على طريق الحرير واحد من أقدم طرق المواصلات التجارية التي تربط بين الصين وعدة دول في آسيا إلى مدن أوروبا وأفريقيا القريبة.


ولكن تلك المنارة أو المأذنة لم تشتهر فقط بكونها تقع على طريق تجاري دولي ولا لكونها جزء من مجمع كاليان الاسلامي والعلمي الضخم ولا لعمارتها المتميزة فقط ولكنها أيضا ارتبطت بطرق الموت حتى أطلق عليه " برج الموت".


ولأن الأحداث تكمن في التفاصيل فعليك العودة إلى عام 1127 حينما أمر السلطان "سليم خان" ببناء منارة كجزء من مجمع " باي كاليان" الواقع على طريق الحرير في قلب بخاري القديمة وضم المجمع مدارس ومسجد وأماكن للإقامة وأصبحت المنارة جزء أصيل من المجمع وبالقرب من مسجد كاليان ولذلك تم استخدامها لرفع الاذان.


وتميزت هذه المأذنة بتصميمها المعماري المميز والذي يختلف عن تصاميم العمارة الإسلامية القديمة فقد تم تصميمها على شكل برج اسطواني من الطوب يصل ارتفاعه إلى أكثر من 46 متر يضيق قطره كلما ارتفعت إلى الاعلى ليصل قطره في الاعلى إلى 6 متر بينما قاعدته قطرها 9 متر يمتلك في الاعلى غرفة لها 16 نافذة مقوسة ومزخرفة  وفي النهاية يزينه التاج الواقع في قمته.

 

اقرأ أيضا: بعيدا عن الرياضة.. علماء يتوصلون إلى أفضل الطرق لمحاربة زيادة الوزن


كما يمكنك الوصول إلى القمة عن طريق سلم دائري داخلي مكون من 104 درجة ورغم كل هذا التميز الا انها ارتبطت أيضا بطرق الإعدام حيث كان يتم استخدامها في الحكم على المجرمين لتكون إحدى طرق الإعدام عن طريق الرمي من اعلى المنارة ولذلك سميت بـ "برج الموت".


لتكون حاليا واحدة من أهم الاماكن السياحية في بخارى والتي تعبر عن الوجه التاريخي للمدينة فتاريخها يتجاوز الالف عام ونقوشها وزخارفها الإسلامية المذهلة جعلتها تتصدر قائمة التراث العالمي لليونيسكو.


فمن خلال صعودها يمكنك التمتع بإطلالة ساحرة على المدينة بأكملها وسهول اسيا كما جذب مسجد كاليان والذي تم حرقه خلال حصار جنكيز خان لبخاري وتمت إعادة بناءه أكثر من مرة آخرها على يد السلطان معز الدين عام 1514 مئات الأفواج السياحية على مدار العام لكونه جزء من التراث الإسلامي التاريخي.