معان ثورية

بصوتٍ عالٍ

محمد الحداد
محمد الحداد

انهارت الفضيلة والقيمة والأخلاق وانحدرت وانسحقت طبقة كبيرة من المجتمع كانت تسمى بالطبقة المتوسطة وانهارت حتى اصبحت فى قاع المجتمع.


انهارت ولم يكن بالمصادفة ولكنه حدث مع سبق الاصرار والترصد.


حدث تسفيه وتشويه لشكل ونمط الشخصية المصرية التى حاول أديبنا الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة التنبيه بصوت «عال» جدا قد يصل فى بعض الاحيان إلى الصراخ..

انقذوا المجتمع والمواطن المصرى.


لم يكن من قبيل المصادفة أو الندرة..

ولم يكن وليد اللحظة.. حادث القتل فى الاسماعيلية حيث تم قطع رأس ونزعه عن جسد فى عز الظهر وفى وسط الشارع.. ثم حادث بلطجى الفيوم الذى قتل حماته واحتجز زوجته واولاده كدروع بشرية.


فأصبح من الخطورة المشى على قدميك فى الشارع المصرى أو الاحتكاك بالغير ولو على سبيل المصادفة فقد تتعرض للضرب أو الشتم.


وحين تريد الحديث عن تلك المهازل قد تجد من يتهمك بالتشاؤم والسوداوية بينما الذين يكرهون القيمة والفضيلة هم الذين يكرهون الدولة ويريدونها قبيحة بشعة مفزعة تسود فيها قوانينهم البائسة الفاسدة.


ورغم خطورة الفقر والجهل على المجتمعات الا ان منظومة القيم لم تختل أو تفقد توازنها عند الكثير من المصريين الذين لم تدهشهم او تبهرهم أو تقع بهم للهاوية السحيقة فى لحظة الوميض المبهر والشهرة والضوء الساطع فالبطلة دميانة نصار حنا «أم ماريو» لم ينتزع الفقر عزة نفسها، ولم يضيع شرفها فى مواجهة الأعباء القاسية بضراوة للحياة وكان عليها أن تتحمل بعزم وهمة وشرف وكبرياء وجلد مسئولية إعالة أطفالها منفردة.


وعند قصف فيلمها باتهامات مغلوطة بالاساءة لسمعة مصر دافعت بدهاء وعقل قائلة: «مهو لازم نبين شكل دنيتنا قبل مشروع حياة كريمة اللى بيعمله الريس، عشان يعرفوا قبله كنا عايشين إزاى»، وبالفعل وصلت رسالتها رغم أنف الجميع.


وبقى ان ننتبه للشارع والقيم التى غابت عنه فى ظل انتشار الصبية تجار المخدرات والموت واعوانهم ومن يسرحونهم تحت سمع وبصر الجميع وغياب أمنى مفزع ومريع.. أنقذوا انفسكم وانتبهوا فالخطر يحيط بكم.