الهالويين فى الفرن

الهالويين فى الفرن
الهالويين فى الفرن

وسام سعيد

بداية.. هل عليا أن أخاف وترتعد فرائصى هلعاً حينما أنظر إلى حبة القرع العسلى ذوات العينين الحمراوتين؟!


سؤال آخر.. هل أنا وحدى الذى يشعر بأن تصميم وملامح حبة القرع الضاحكة يثير البهجة بدلاً من أن يثير الرعب؟


دعونا من فكرة الاحتفال من عدمه بهذا اليوم، ولنتحدث فقط عن الرعب والهلع وراء هذه المناسبة لدينا كشرقيين، فمن هو صاحب فكرة ربط القرع العسلى بالرعب وبالقصص المخيفة، خاصة أن التفكير الموازى لمجرد النظر للقرع العسلى وأول ما يتبادر للذهن هو تلك الصينية العبقرية الخارجة لتوها من نار الفرن، وتكتسى بلون التحمير المتأرجح بين البنى والأصفر، وحشوها الغنى بنخبة أنواع المكسرات، ونسيج قوامها الداخلى بخيوطه الذهبية وفوق كل ذلك طبقة «الباشاميل» المرعبة حقاً.


فتخيل معى أن كل عناصر تلك المعادلة الصعبة تذوب حين تضع قطعة صغيرة منها فى فمك، ثم يأتى من يقول لك أنها عيد للذعر والهلع؟!


فكيف لهذا القرع العسلى الذى يعتبر قطعة منه هى إحدى كبسولات السعادة، أن يخيف أو أن يكون رمزاً للهلع؟!


حالة واحدة فقط يمكن أن تثير مخاوفى، وتنخلع معها القلوب وهى فرضية ميتافيزيقية بحتة، وذلك حينما ينطق هذا القرع العسلى من داخل الفرن وينادى على اسمى !!


فالهالويين مناسبة - من وجهة نظرى - لا مكان فيها للأشباح ولا الأرواح الشريرة بل لعشاق الحلويات ومحبى كل مخرجات الفرن، مهما رسمت لتلك القرعة على وجهها عينين حمراوتين أو فم متقطع تخرج منه ألسنة النار، سيظل الراسخ الشعبى والموروث لدينا نحن الشرقيين حين نشاهد تلك القرعة هى الصينية وسيظل مكانها الحقيقى هو الفرن.


تقول الأسطورة إن الأمريكيين فى الولايات المتحدة يحتفلون به من مختلف الثقافات والأديان، ويقوم العامة فيه بتزيين البيوت والشوارع باليقطين المزخرف والمضاء والألعاب المرعبة والساخرة.


 أما قصة الرعب فجاءت من «التنكر» فى أزياء غامضة ومخيفة كى لا تعرفهم الأرواح الشريرة حيث تقول الأسطورة بأن كل الأرواح تعود فى هذه الليلة من البرزخ إلى الأرض وتسود وتموج حتى الصباح التالى.


نحن أيضاً نساير هذه الأسطورة، وندعو كل الأرواح سواء الشريرة أو الطيبة، الحية والميتة لتناول قطع من صينية القرع العسلى بالمكسرات، حينئذ لا أعتقد أن المناسبة ستكون مرتبطة بالرعب والهلع.


فالمجد لتلك الصينية وخروجها الملكى المهيب من الفرن، ولتلك الجينات والهرمونات السعيدة التى ستنتشر وترقص فرحاً فى كل أنحاء الجسم بعد التفاف الأسرة حولها فى ليلة شتوية قارسة.