أحلام مصرية جداً

هل تنجح قمة جلاسكو في إنقاذ الكوكب؟

نهاد عرفة
نهاد عرفة

مازالت التغيرات المناخية هى الشاغل الأكبر لسكان الكرة الأرضية، وتتسابق البشرية لوجود حلول لانبعاثات الاحتباس الحرارى المتسبب فى التلوث الموجود فى الغشاء الجوي، القضية وجودية، نكون أو لا نكون، ورغم التزام الدول النامية بإيجاد الحلول التى تجعلنا نعيش فى عالم أفضل، إلا أن الدول الصناعية الكبرى تتباطأ فى تنفيذ هذه الحلول.

ويأتى الفحم الذى تستخدمه فى الصناعات على رأس أهم الأسباب التى تتسبب فى الانبعاثات الحرارية وتوليد الطاقة غير النظيفة التى تؤثر على التغيرات المناخية بشكل كبير، ورغم المؤتمرات العالمية التى تعقد سنوياً وتطلق خلالها الدول النامية صرخاتها المدوية فى محاولة منها لإقناع الدول الكبرى بإنهاء استخدام الوقود الملوث للبيئة، إلا أن صعود أسعار الغاز شجع الصناعات الأوروبية التحول إلى الفحم لتوليد الكهرباء، وهو ما يهدد الدول الثمانى الكبرى بالفشل فى مجال حماية المناخ، فمازالت جهودها، طوال سنوات وقرون منذ بدء الثورة الصناعية الكبرى، لم ترق إلى المستوى المطلوب، وتتسبب فى التقلبات المناخية التى أدت إلى تخريب البنية التحتية ونقص فى الإنتاج الزراعى، والمياه، ارتفاع مستوى البحار، سيول ومجاعات وانتشار الأوبئة، نصف الكرة الأرضية الشمالى مهدد بالانحسار وإذابة الجليد، غازات الاحتباس الحرارى المتسبب فيها الدول الصناعية الكبرى والمسئول الأول عنها تحتاج إلى تكتل أقوى وضغوط أكبر من الدول النامية وسكان الكرة الأرضية، 197 دولة تجتمع الآن فى قمة جلاسكو الدولية، من أجل مناقشة التغيرات المناخية وضرورة استجابة دول العشرين التى تضُم الدول الصناعية الكبرى المسئولة عن ما يقرب من 80 %  من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى، الوفود المشاركة فى الإعداد للقمة لم تتوصل إلى اتفاق بشأن ما إذا كانت القمة ستلتزم أيضا بهدف مشترك للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية أو انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحرارى بحلول 2050 أم لا !.

فهل تنجح القمة المنعقدة حاليا فى الضغط على الدول الصناعية الكبرى والوصول إلى تحرك فورى لخفض التسارع فى ارتفاع درجة حرارة الأرض، هل تنجح فى حماية الكوكب وإنقاذ البشرية من الانبعاثات الحرارية ؟ أم أن دول العشرين ستلقى بالتوصيات جانباً وتستمر فى مخططاتها الدموية!.