في ذكرى «وعد بلفور».. بريطانيا لا تزال في «قفص الاتهام»

آرثر بلفور
آرثر بلفور

104 أعوام مضت على ذلك الوعد المشؤوم، الذي قطعه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، في عام 2017، بإنشاء وطنٍ قوميٍ لليهود في فلسطين، لتظل هذه هي بداية نكبة شعبٍ بأكمله لا يزال يعاني تحت وطأة محتلٍ منحه مستعمر آخر حقًا لا يملكه أيٌ منهما.

مضى قرنٌ من الزمن ازداد بأربع سنوات أخرى، وورث الأحفاد في فلسطين عن آبائهم وأجدادهم إرث الوعد المشؤوم، وهم لا يزالون على نفس الدرب في نضالٍ مشروعٍ بغية إسقاط وعد بلفور، واسترداد الوطن الفلسطيني المسلوب.

ولا تزال بريطانيا رغم مرور السنوات والعقود هي المتهم الأول في نكبة الشعب الفلسطيني، رغم أنها لم تعتذر بعد عن فعلتها، بيد أن التاريخ لا يزال يلاحقها، وهو يكتب سطور معاناة الشعب الفلسطيني، وينعت وحشة الاحتلال الغاشم وأعوانه ومن ساعده، ويتذكر تاريخ الثاني من نوفمبر عام 1917 مصاحبًا له تلك اللعنات، التي تخرج من فم كل فلسطيني ظُلم في دياره وأرضه.

الاعتذار «مطلوب»

واعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينة أن اعتذار بريطانيا عن إعلان بلفور جزءًا من مسؤوليتها عن الظلم التاريخي الذي أوقعته بالشعب الفلسطيني.

وقال السفير أحمد الديك، المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطينية، إن الجهود الدبلوماسية متواصلة لتنفيذ الموقف الرسمي الفلسطيني الخاص بمطالبة بريطانيا الاعتذار للشعب الفلسطيني عن إعلان بلفور المشؤوم، كجزء لا يتجزأ من إقرارها بتحمل مسؤوليتها عن الإعلان، وما نتج عنه من تشريد وويلات حلت بالشعب الفلسطيني. 

ودعا الديك، في بيان، المملكة المتحدة إلى المبادرة بالاعتراف بدولة فلسطين، معتبرًا ذلك "جزءًا آخر من تكفيرها عن هذا الإثم والعدوان الذي ارتكبته بحق الشعب الفلسطيني وما لحق به من عذابات وظلم تاريخي ما زال قائمًا ومتواصلًا"، حسب قوله.

وأشار الديك إلى أن ذلك سيكون بداية لتصحيح مسار إعلان بلفور الظالم، ولمساعدة الشعب الفلسطيني وتمكينه من نيل حقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، وحقه في العودة وتقرير المصير، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

كما طالبت جامعة الدول العربية بريطانيا بتصحيح خطأها التاريخي، فيما يتعلق بوعد بلفور، وتَحمُّل مسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية عبر تقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني عن هذا الخطأ.

واعتبرت الأمانة العامة للجامعة أن تصريح بلفور المشؤوم شكّل بداية مأساة القرن التي حلّت بالشعب الفلسطيني، صاحب الأرض والحق، والذي نتج عنه نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من أرضه وتمكين العصابات الصهيونية من احتلال أرضه وإقامة دولتها بعمليات تطهير عرقي وتهجير قسري واسع النطاق مع إرتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات التي لم تزل مُتواصلة.

مقاضاة بريطانيا

وفي سياقٍ آخر، تحدث محمود العالول، نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، عن نجاح الجهود الفلسطينية من أجل مقاضاة بريطانيا عبر قضائها على إعلان وعد بلفور المشؤوم.

وقال العالول، اليوم الثلاثاء 2 نوفمبر، "تم النجاح هذا العام في أن يطرح الأمر في القضاء البريطاني من قبل عدد من المواطنين الفلسطينيين منهم رجل الأعمال منيب المصري ومعه مجموعة أخرى دعت من أجل مواجهة وعد بلفور، وكلفت مجموعة من المحاميين ورجال القانون من أجل محاكمة بريطانيا".

وأردف قائلًا: "وعد بلفور يثير غضب الفلسطينيين، ومن أجل ذلك تبذل جهودًا كبيرة في السنوات الأخيرة من أجل العمل على تصويب ولو جزئي في هذا الموضوع.. ومن أجل ذلك كان هناك متابعة قانونية عبر المحاكم لموضوع وعد بلفور".

ومضى يقول: "104 أعوام عمر الوعد وهو ليس مجرد وعد أعطي.. 104 من العذابات والتشريد وضياع الوطن وسلب الأرض من إقامة كيان احتلال على أرض وطننا نتاج لهذا الوعد الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا بلفور".

اقرأ ايضًا: «فتح»: إعلان بلفور ليس قدرًا.. وسنواصل النضال حتى يسقط تزوير التاريخ