مسلسلات الحكايات.. للخلف دُر

مسلسل نصيبي وقسمتك
مسلسل نصيبي وقسمتك

محمد إسماعيل

بعد انتشار مسلسلات الحكايات، التى حققت فى بدايتها نجاحًا كبيرا، مثل “نصيبي وقسمتك” لهاني سلامة، و”إلا إنا” و”زي القمر”، بدأت الفكرة فى التراجع فنيا وشاهدنا أعمالا دون المستوى، وفشلت في تحقيق النجاح على غرار الأعمال السابقة، فمن المتسبب فى ذلك؟، وهل بالفعل السيناريو المسئول.. والأفكار مكررة بلا جديد؟.

في البداية، يقول الناقد أحمد سعد الدين، إن مسلسلات الحكايات حققت نجاحا كبيرا منذ مسلسل “نصيبي وقسمتي” لهاني سلامة، وساهم بشكل كبير في زيادة الاتجاه إلى هذه النوعية من الأعمال، والتي ساعدت أيضا على فتح المجال في ظهور عدد من الفنانين خاصة الشباب وهم من نجوم المستقبل.

ويتابع: “من وجهة نظري فان تلك المسلسلات لم تُستغل بالشكل الأمثل، والسبب في ذلك المؤلفون، وإذا استمر الحال بهذا الشكل أتوقع أن تتراجع تلك النوعية من المسلسلات، ونعود من جديد إلى الأعمال الطويلة ذات القصة الواحدة”.

ويضيف أن المسلسلات بوجه عام تحتاج الي المؤلف المثقف الذي يلم بأساسيات الكتابة والتأليف وهو ما يفتقده القطاع الاكبر من المؤلفين في مصر وسينعكس بالسلب على الدراما المصرية في المستقبل وفي الفترة الحالية المؤلفون الجيدون أقلية، والسبب في ذلك أيضا ما يسمي ورش التأليف وهي ظاهرة منتشرة في العالم، ولكن تطبيقها ينفذ بشكل خاطئ في مصر، فالمجموعة تتكون من ٤ لـ٥ مؤلفين، لكل منهم خيط درامي مختلف من المفترض أنهم يكملوا بعضهم البعض والمسئول عن تلك المهمة هو المؤلف المشرف على الورشة ولكن ما يحدث هو استسهال من جانبه وبالتالي يصبح السيناريو متفكك ومهلهل”.

ويشير سعد الدين إلى أنه بالعودة إلى مسلسلات كـ”المال والبنون” و”ليالي الحلمية” والنظر الي التسلسل والترابط الدرامي من الصعب المقارنة بينها والمسلسلات الحالية والتي تلجأ معظم حلقاتها الي المط والتطويل، والسبب هو الاستسهال والجهل الثقافي أيضا فمسلسل كليالي الحلمية لانزال نستمتع به الي الآن، وحتي التطويل في بعض الحلقات لا تشعر بالملل، ولكن في مسلسلات الحكايات تكون القصة ٥ حلقات، وبالرغم من ذلك بها تطويل غير مرغوب فيه ولم يخدم السيناريو في شيء وسبب نجاح تلك المسلسلات من وجهة نظري حب الفنانين وجمهورهم ليس اكثر.

أما الناقد رامي عبد الرازق يقول، إن السيناريو في مصر يواجه أزمة حقيقية وحاليا الأعمال التى تحقق نجاحا، ليس لانها متكاملة او ليس لها مثيل ولكن أنها الافضل مقارنة بالاعمال الأخرى، وذلك يعود بسبب استسهال المؤلف وهناك مؤلفون كبار كان السيناريو يأخذ وقتا طويلا منهم يصل الي سنوات حتي يخرج الي النور بالشكل الذي يتناسب مع اسمه ومكانته والجمهور الذي يشاهده وينتظر أعماله بعكس المؤلفين في الفترة الحالية والذين يحاولون أن ينجزوا السيناريو للانتهاء منه سريعا والبدء في سيناريو آخر حتى يكون متواجدا على الساحة بأكثر من عمل في نفس العام دون النظر إلى أساسيات السيناريو والحبكة والترابط الدرامي وهناك أيضا اعمال يكون السبب في فشلها بسبب تدخلات الممثل والمخرج في السيناريو دون داع ولكن في حلقات مسلسلي” الا انا” و”زي القمر” الامر مختلف فالمؤلف هو المتحكم دون مضايقات او تدخل من احد.

ويتابع: “للأسف هناك حكايات تقليدية عن موضوعات متواجدة منذ سنوات ولم يطرأ عنها الجديد حتي نعيد تناوله مرة أخرى، وهناك موضوعات في المجتمع يمكن أن يحاول المؤلف أن يجتهد ويبذل مجهودا أكبر للبحث عنها وعن كل ما هو جديد ويطرأ، ولكن كثير من المؤلفين يعتمدون على السوشيال ميديا والحكايات غير الصحيحة والملفقة والتي يلجأ إليها الأدمن علي الصفحات والجروبات ونشرها على اعتبار أنها صحيحة ولكن العكس صحيح، فالأدمن يلجأ إليها لزيادة المتابعات على الجروب والصفحة ولكن المؤلف يقع في الخطأ دون ان يشاهد حكايات حقيقية في الشارع وعلي ارض الواقع”.

فيما يقول الناقد رامي المتولي، إن مسلسلات الحكايات لها طابع مختلف عن المسلسلات الأخرى فأمر طبيعي أن لا تكون جميع الحلقات بنفس الجودة أو أن الحكايات كلها فريدة من نوعها، فالمؤلف له رؤيته الخاصة.

ويتابع: “الموضوعات ايضا لن تجذب كل المشاهدين لأن هناك بعض الموضوعات ستلقي اهتمام اشخاص معينة سيجدون أنفسهم أبطال تلك الحكاية”، والأزمة ليست في السيناريو ولكن هناك تركيز شديد من قبل بعض المؤلفين علي الطبقة الغنية قاطني الفيلل والسيارات الفارهة ومقارنتهم دائما بعلاقتهم بباقي طبقات المجتمع وكثيرا من الاعمال تتجاهل الطبقة الوسطي واحيانا الفقيرة ولذلك تشعر أن مصر كلها اغنياء فقط وان تلك الطبقة هي المسيطرة واكثر الاعمال التي اعجبتني مسلسل “إلا انا” وحلقات هاجر احمد وهنادي مهني وبراعة المؤلف في اظهار الفارق بين الطبقتين على الرغم لتعرضهما لخلافات زوجية ليست متشابهة، ولكن كانت النهاية واحدة وهي الطلاق وهو شبيه بدرجة كبيرة بأعمال الزمن الجميل والتي كانت تتناول كافة طبقات المجتمع”.