صباح ومسا

التُحفَجيّة

نادر عيسي
نادر عيسي

التاريخ يعيد نفسه.. لا تصدق يا صديقى من يقولون لك العكس.. فتاريخ مصر خيط متصل واصل بين ماضيها السحيق وأوانها الحاضر ومستقبلها.. أكثر من أراه حاضراً بيننا الآن هو فنان الشعب «سيد درويش».. الإسكندرانى المفعم بالفن وحب الحياة وعشق الوطن.. ليغنى لنا رائعته «التحفجية» التى عرضت فى مسرحية «رن» من تأليف بديع خيرى. قال فى ختامها: «دى مصر عايزة جماعة فايقين». فما أحوجنا الآن إلى جماعة فايقين.. من أجل معركة الوعى التى نسعى جميعاً إلى الفوز فيها فى كل جولة. لأن جولاتها لا تنتهى ولن تنتهى. فالذين يراهنون على خسارتنا للمعركة كُثر. يراهنون أننا كما يقول الأمريكان سنطلق الرصاص على أقدامنا.. ولأن الذين يريدون تدميرنا لن يعنيهم أن يرمونا بصاروخ تكلفته 300 مليون دولار أمريكى. بل سيرموننا بأفكار تسممنا وتهرى أبداننا وتجعلنا نكره أنفسنا وعيشتنا وعائلتنا وعلمنا وعملنا وبلدنا. تجعل من كل منا كلمة.. مجرد كلمة.. منشور على مواقع التواصل الاجتماعى.. لم نكتبه.. لم نشغل بالنا بتأليفه.. بل كل ما فعلناه هو أننا تركنا عليه تعليقاً أو إعجاباً.


ومصر تحتاج الآن إلى الفائق والفايق.. الاثنين.. فالفائق هو المتفوق فى عمله.. أتعلم مثل من؟ إنه محمد صلاح فهو فائق لكل شىء.. نريد من كل ألف مصرى واحد فقط مثله.. والفايق أيضاً الذى لم يترك عقله يذهب هباءً.

يتركه فريسة لكل من يريد العبث به.. على طريقة «بص العصفورة».. يخلقون أبطالاً مزيفين وضحايا أيضاً. لا يريدون منك سوى أن تيأس.. تيأس جداً. ولنتذكر كلمات أحد شهدائنا الأبرار التى كتبها لزميله قبل أن تناله أيادى الإرهاب والغدر فى سيناء.. «اصحى ليغفلونا».. يجب أن نصحو.. نستفيق لأنهم يريدون بكل ما أوتوا من قوة أن يغفلونا.. ينتظرون أن نأمن حتى يضربوا بقوة وخسة كل ما أنجزناه.. ثورة 30 يونيو ما هى إلا امتداد موصول لـ1919 و1952 و2011.. فتاريخنا واصل وموصول.. فعلينا أن نحاذر.. نستقوى بهويتنا.. لأنها أقوى من أى شىء.. هى القوة التى تجمعنا.. تلك الروح التى خرجنا ندافع عنها فى الشوارع.. فالحرب مثل الثورة مثل الحب.. محتاجة ناس فايقين.. فاصحى يا صديقى ليغفلونا.