خواطر

ماذا وراء الضجة الهائلة لقرار إلغاء حالة الطوارئ

جلال دويدار
جلال دويدار

نعم  إنه أمر لم يكن متوقعا محليا أو عالميا . هذه الضجة  التى ثارت حول إلغاء حالة الطوارئ  قلبت الموازين  وجاءت مفاجئة ومتناسبة  مع عظمة ووضع ومكانة مصر وماتتمتع به قيادتها من حسن تقدير ووطنية . هذه الحالة  التى كانت سائدة فى مصر سيطرت على مقدرات الحياة لأزمنة طويلة استجابة لحجج ليس من مبرر لها سوى الحفاظ على الاوضاع السياسية والحياتية التى تخدم بشكل  أساسى النظم الحاكمة.


لم يكن من وراء ذلك هدف وطنى  فى معظم الأحيان.. إنما كان الأساس الحفاظ على كرسى الحكم.  يستثنى من ذلك فترات التربص والتآمر التى استهدفت الوأد  والتضييق  على أى دور أو تحرك مصرى يتوافق  مع الإمكانات التاريخية والبشرية.


كان المحور الأساسى على مدى التاريخ .. الخشية  من الصحوة المصرية .


هذا التوجه لم  يكن قائما على فكر اعتباطى ولكنه كان نابعا من التجارب التاريخية المستمدة من الواقع والتجارب الحية للتاريخ عندما كانت  المحروسة تملك زمام أمورها وبلغت بجهد وعرق وفكر  وعبقرية أبنائها ماتحقق  لها من مجد ورفعة وهيبة عالمية.


هذه الأمور مسجلة تاريخيا ومتمثلة واقعيا فى الإمبراطورية المصرية الواسعة التى كانت ممتدة  فى  كافة القارات.


ما أقوله وبعد  ماشهده العالم من  متغيرات تخللتها حروب طاحنة راح ضحيتها ملايين الملايين.


المفروض ألا يكون هناك  مكان الآن لمثل هذه الأوضاع المأساو ية. من هنا فإنه لم يعد هناك سوى التعاون والتشاور والتنسيق  العالمى من أجل حياة مشرقة  يتمتع فيها الجميع بحقوقه الإنسانية  التى تحكمها القوانين العادلة التى تقدس الحريات والحقوق  . لاجدال  أن العالم  فشل يقينا  حتى الآن ..فى تحقيق  الأهداف المرجوة نتيجة غياب العدالة والمساواة.


بالطبع فإن أهم ماهو مطلوب  وأن يكون مكفولا هو .. توافر الأمن  والأمان للدولة والمواطنين على اختلاف أطيافهم . ارتباطا فإنه لم يكن  خافيا الأخطار الجسيمة  التى كانت تفرض خضوع المحروسة  اضطرارا لقانون الطواريء الذى  كان يعنى  إلغاء العمل  بالقوانين الوضعية العادية واللجوء لتفعيل التعامل بالقوانين والإجراءات  الاستثنائية التى جوهرها - بداية - تقييد الحريات.


حدث ذلك نتيجة  أن المحروسة كانت مستهدفة دوما  ولسنوات ماقبل ومابعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ وهو ما تجسد  فى مخطط عميل  لايعترف بوطن.


هذا المخطط تأسس منذ  البداية على  العمالة معتمدا على الدعم والمساندة الأجنبية. حيوية الشعب المصرى تيقنت من هذه الحقيقة على ضوء الايام السوداء التى وقع فيها فريسة لعمالة وتآمر  جماعة الإرهاب الإخوانى. هذه  الجماعة واستنادا الى جهلها توهمت  الى درجة اليقين و الاعلان بأنها تخطط للبقاء فى حكم مصر  ٥٠٠ عام على الاقل.  انهم بذلك قرروا  مالا أراد الله أن يشاء وهو ما يؤكد كذب ادعاءاتهم بانهم اصحاب رسالة  دعوية  دنيوية  تأسست على الضلال  ولأهداف  أراد المولى أن يكشفها ويفضحها وهذا جزاء المضللين.