النصب باسم صورة عروس «شبين الكوم» المسحورة

النصب باسم صورة عروس
النصب باسم صورة عروس

محمد طلعت

خلال الفترة الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لفتيات في مقتبل العمر يرتدين ثوب زفاف، عليها كتابات غريبة تشبه الطلاسم التي يستخدمها الدجالون والسحرة في السحر الاسود وجدت داخل المقابر، فيما نشر البعض  أن أسر هؤلاء الفتيات يبحثن عن من وجد أصل الصور حتى يستطيعوا أن يوقفوا ما يصيب بناتهم نتيجة لتلك الأفعال المحرمة، لكن ما حقيقة ذلك الأمر .. هل بالفعل هناك من يعاني وهناك من يبحث بالفعل؟ .. هذا ما حاولنا الإجابة عنه في السطور التالية.

حملات كثيرة قادها أهالي القرى المختلفة على مستوى الجمهورية في السنوات الأخيرة لتنظيف المقابر كشفت لنا عن خبايا وأسرار كانت تدفن في تلك المقابر، من ملابس ملطخة بالدماء إلى طلاسم على عظام الموتى وصور لفتيات عليها كلام يدعو للخراب والمرض والموت لصاحب أو صاحبة الصورة من أعمال السحر الاسود، فلم تكن هناك حملة إلا واستخرجوا عشرات «الأعمال» من داخل القبور لنشر الخراب والاذية.

كثير من هؤلاء الضحايا عانوا من هذه الأعمال التي قد يصدقها البعض ويرفض وجودها آخرون لكن الحقيقة المؤكدة هى وجود بعض من الدجالين والسحرة الذين يقومون بعمل مثل هذه الأمور بدافع الحصول على المال من ضعاف النفوس اعتقادًا منهم بأن ذلك يؤذي من يريدون أذيته، لكن هل يؤثر ذلك على الضحايا ليس هناك إجابة لذلك حاليا لكن حياة البعض قد تتعرض للاذية نتيجة لما يحدث بعد اكتشاف هذه الأعمال..

كيف يحدث ذلك؟ اقول لك

صورة لفتاة ترتدي فستان زفاف وضعها أحد الأشخاص على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وبها كتابات غريبة تشبه الطلاسم وكتب ذلك الشخص أن هذه الصورة تم استخراجها وغيرها أثناء تنظيفهم للمقابر في إحدى قرى شبين الكوم بالمنوفية، لاقت الصور المنشورة رواجًا كبيرًا على موقع التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت وتساءل الناس عن مصير هؤلاء الاشخاص الذين وجدوا صورهم واسماءهم في تلك المقبرة، هل هم في صحة جيدة أم تأثروا من هذه الأعمال؟!.

الجواب لذلك التساؤل لم يكن يتخيل أحد أن يعرف إجابته لكن الاجابة جاءت بعد عدة أيام في شكل بوست على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك يدعي فيه صاحب البوست أنه من عائلة الفتاة التي وجدوا صورتها في تلك المقبرة في شبين الكوم ويطلب ممن معه الصورة الحقيقية التي بها الطلاسم والرموز أن يتصل بأسرتهم على رقم وضعه على البوست لأن الفتاة مريضة جدا وهم يريدون الصورة حتى « يفكوا العمل كما يقول» وتعود الفتاة كما كانت لأنهم لم يكونوا يعرفون ما أصابها قبل أن يجدوا تلك الصورة على موقع التواصل الاجتماعي.

رسالة أهل الفتاة وجدت صدى كبيرًا على الصفحات وانتشر شير الصورة في كل الجروبات وسط آلاف التعليقات من المتابعين للقصة والذين حاولوا البحث للوصول لمصدر الصورة من أهالي شبين الكوم من خلال حملة كبيرة كان الفيس بوك هو مركزها لكن دون جدوى فلم يتوصل أحد لمن يمتلك الصورة.

أردنا أن نساعد تلك الأسرة لكي يجدوا الصورة التي يبحثون عنها من خلال نشر موضوع عنها في الجريدة فاتصلنا بالرقم الذي وضعته الأسرة على البوست المنتشر فلم يرد، فجربنا الاتصال في وقت آخر وأيضا لم يرد الهاتف وكاد اليأس أن يتملكنا من عدم رد التليفون لكن بعد عدة أيام من الاتصال رد أحدهم فأخبرته أننا نريد مساعدة الأسرة من خلال النشر في الجريدة، فضحك المتحدث بصوت مرتفع واستمر ضحكه ما يقرب من ٣٠ ثانية قبل أن يخبرني إن مصر كلها بتتصل برقمه وأنه لم يعرف طعم النوم منذ شهرين تقريبا بسبب الاتصالات التي تأتي إليه بسبب ذلك الموضوع وهو لايعرف شيئًا على الاطلاق عن هذه الصورة أو غيرها لكن حياته تدمرت بسببها.

طلبت منه أن يتمهل قليلا في الكلام وأن يخبرني بما حدث معه منذ البداية فقال»انا اسمي احمد واعيش في محافظة الجيزة ولم اذهب إلى المنوفية في حياتي لكن أزمتي بدأت مع اتصال قبل شهرين تقريبًا من أحد الأشخاص يخبرني إن معه أصل الصورة التي أبحث عنها لمساعدة قريبتي وهو في محافظة أسيوط وطلب مبلغًا من المال.

أضاف احمد» لم اعرف ما الذي يتحدث عنه فقلت له الرقم غلط وأغلقت التليفون، لكن لم تمر إلا ساعة ووجدت اتصالا آخر من شخص أخبرني أنه من بني سويف وهو يمتلك أصل الصورة ويريد أن يحضرها لكي نفك السحر الاسود لقريبتي، فأخبرته إنني لم انشر شيئًا وأن هناك لبسًا في الأمر وطلبت منه إرسال البوست الذي يتحدث عن الأمر فأرسل صورة لي ووجدت رقمي هو الموضوع كوسيلة اتصال لمن يجد الصورة، وهو أمر أصابني بالصدمة، فبالتأكيد أحد أفراد تلك الاسرة التي تبحث عن ابنتها وضع الرقم بطريقة خاطئة أو هناك عملية نصب لا أعرف معناها ولم ينتبه للخطأ لكن ذلك أصابني فلم اعرف طعم النوم منذ لحظتها.

ويشير احمد إلى أنه في بعض المكالمات يقوم بعضهم بسبه عندما يخبرهم الحقيقة بل إن بعضهم أخبره أنه سيبلغ الشرطة عن الأمر اذا لم يخبرهم بمكان الأسرة لأنه وجد الصورة الحقيقية، ولم تكن الأزمة في المكالمات فقط بل قال أحمد إن البعض تخيل أن الرقم هو للفتاة صاحبة الصورة فأصبحت تأتي له رسائل معاكسات ورسائل جنسية على تليفونه، وكان من بين المرسلين من يخبره أنه يستطيع أن يفك العمل لكن له طلب أن يمارس «معها الرذيلة».

ويضحك احمد من استمرار هذه الرسائل في الوصول إليه لمجرد أن أحدهم أخطأ ووضع رقمه بدلا من رقم أحد أفراد الأسرة لكن تلك التجربة المستمرة حتى الآن كشفت له عن حقيقة وجود بعض المرضى النفسيين الذين يعيشون معنا في المجتمع وذلك الشكل الذي يحاولون فيه استغلال ألم فتاة للوصول إلى أهداف دنيئة فلا يختلف هؤلاء عن من قاموا بوضع السحر الاسود في المقابرلكن هناك أيضا آخرون كانوا يريدون مساعدة هذه الأسرة بصورة صادقة.

ويختتم احمد حديثه بأنه يريد أن يعيش حياة طبيعية وأن تتوقف الاتصالات والرسائل التي تأتي إليه وأنه بدأ منذ عدة أيام بالبحث عن العائلة الحقيقية لكي ينقل إليهم ما عرفه من المتصلين وأرقامهم لكي يستطيعوا أن يجدوا ما يبحثون عنه وتنتهي مشكلته أيضا.

تركنا احمد في أزمته وبحثه عن العائلة وبحثنا على مواقع التواصل على هذه الأسرة لنجد أكثر من شخص على جروبات متعددة يدعي أنه يمتلك الصورة الحقيقية ويطلب من أهل الفتاة الاتصال به، وبعد بحث استمر لعدة أيام لم ننجح في الوصول للأسرة الحقيقية فكل البوستات تعرض الرقم الخاطئ والجميع يعمل تشيير للبوست دون دليل واحد على هذه الأسرة اما الشاب فمازال فى أزمته التي وضع فيها دون أن يكون له يد فيها.