قلوب تتمرد على العمر.. قصص حب فوق الستين

 البعض يذهب إلى المأذون متأخراً الحب فوق 60
البعض يذهب إلى المأذون متأخراً الحب فوق 60

إلى من يقيمون الحد على رجل تجاوز الستين لأنه يرتكب جريمة الحب.


إلى الساخرين من سيدة فوق الستين ترتدى فستانا أبيض وقلبها يرقص من الفرح..


إلى الذين لا يعترفون بحق كبار السن فى العشق والزواج والونس وينصبون لهم المشانق..


هذا التحقيق بمثابة صرخة فى وجوهكم حتى تكفوا أذاكم عن أشخاص يدافعون بصلابة عن مشاعرهم الصادقة تحت مظلة الأخلاق والدين..

 

 

 

يسرد عليكم  قصصا من الواقع تخبركم أن القلوب تتمرد على العمر، تظل شابة وقادرة على العطاء وضخ المشاعر فى أى سن، تبحث عن الحب الحقيقى فى كل وقت، وعندما تجده تتمسك به ولا تفرط فيه، تذهب به إلى المأذون حتى تحصل على اعتراف شرعى تشهره فى وجه كل من لا يعترف بحقها فى السعادة. 

 

 

 

 

القصة الأولى بطلها صلاح الدين عبد الحميد وزوجته نورا نصر، بدأت داخل مؤسسة «إنقاذ إنسان» بعد حياة بائسة، أفقدت فيها كليهما التوازن.
يحكى صلاح عن انهيار منزله ووفاة زوجته تحت الأنقاض، ليجد نفسه مشردا يبحث عمن يؤويه، ويفقد رغبته فى الحياة لمدة ثلاث سنوات كاملة، حتى جاء به أحد المواطنين إلى المؤسسة ليبدأ رحلة التأهيل النفسى والاجتماعى والصحى.


«استجبت سريعا للعلاج وبدأت اندمج مع زملائى»، يقول صلاح، ويضيف: بعد أن احتفلت بعيد ميلادى الـ60 شاهدت نورا، الآنسة الطيبة المرحة التى تهوى مساعدة الآخرين وعرفت حكايتها الحزينة لنقرر سويا أن نفرح!.


وتلتقط منه نورا خيط الحديث وهى تقول: هربت إلى الشارع بسبب التفكك الأسرى واعتداء والدى المتكرر علىّ، ومعايرته بأننى «عانس»، ففضلت العيش بعيدا عنه فى المؤسسة التى عالجتنى من الاكتئاب وأصبحت أمارس مهاراتى فى الطهى.


«دق قلبى وشعرت أن الدنيا ابتسمت لى رغم تقدمى فى العمر عندما لاحظت اهتمام صلاح وعطفه وحنانه» تقول نورا وهى تنظر لصلاح وتواصل: تعرفت على طعم الحب لأول مرة فى حياتى، وكنت أعتقد أننى سأعيش وحيدة لا زوج ولا ابن، وسعدت جدا عندما طلب منى الزواج، وتقدم بطلب رسمى لرئيس مجلس إدارة المؤسسة بوصفه ولى أمرى.


تنظر نورا إلى صورتهما المعلقة وتقول: صممت على لبس فستان الفرح لأحقق حلمى، بعد أن وفرت المؤسسة فرصة عمل لصلاح «سائق» وبدأنا حياة جميلة عوضتنا عن سنوات الحرمان، فأصبحنا أكثر ترابطا.
وجدت «الحارس»

 

القصة الثانية صاحبتها هدى محمد التى عاشت سنوات من اليأس والحرمان والضياع بعد وفاة والديها، مما اضطرها للانتقال إلى بيت عمها الذى رفض زواجها خوفا على ضياع ميراثها وقام بتزوير أوراق ليسطو على أموالها.


تقول هدى: عندما تقدم بى العمر وانقطع العرسان قام عمى بطردى ولم أجد مكانا يؤوينى فبقيت فى الشارع أعيش تحت سلم العمارات، أصبت بالاكتئاب حتى وجدت نفسى فى إحدى المؤسسات الخيرية، لأجد محمد الحارس يراقبنى ويسأل عنى ويعرف حكايتى ويعجب بى قبل أن يطلبنى للزواج والآن أعيش أحلى أيام عمرى ولا أشعر بالسن، وأنا معه فى بيت آمن يعوضنى عن سنوات العذاب.


كرم من ربنا

 

أما بطل القصة الثالثة فهو «محمد صحه» لاعب مصارعة سابق- والذى يصف الزواج فى الستين بأنه أكثر سعادة واستقرارا، لأن الرجل أصبحت لديه خبرة من زواجه الأول ويكون أكثر حرصا على إسعاد نفسه وزوجته.


فى خطوته الأخيرة نحو الـ60، عثر محمد على امرأة لم تتخط الـ40 بالمواصفات التى يحلم بها، وحين طلبها للزواج واجه نظرات السخرية من الجميع، واعتراض أولاده الذين انشغلوا عنه بعد وفاة أمهم، مما جعله يشعر بالوحدة والنكران.


جملة» أنت كبرت» كانت تقتلنى يقول محمد ويواصل: صدمنى أولادى، تعاملوا معى كأنى أقوم بفعل غريب، أو أجور على حقوقهم، ولكن ربنا أكرمنى بزوجة متفهمة، نجحت فى لم شمل العيلة، وجعلتهم يقدرون معاناتى، والآن هم سعداء بأختهم الصغيرة التى أنجبتها مؤخرا، وأنصح كل رجل توفيت زوجته أو انفصل عنها ألا يضيع الوقت ويسرع بالزواج مهما كان عمره.


القلب فى الـ20 هو نفسه فى الـ90


وتختلف قصة سمير عبد السميع- رسام ميكانيكى بشركة الحديد والصلب - فى أنه تزوج ثلاث مرات الأولى توفيت مبكرا، فكان من الضرورى البحث عن أخرى ترعى أولاده، ولكنها لم تتحمل المسئولية فانفصل عنها بهدوء، وقتها كان يقترب من الخمسين ونصحوه بعدم الزواج مرة ثالثة.


«كفاية انت جربت حظك مرتين «... هذه الكلمات لم تؤثر على قراراى» يقول سمير ويشرح: أنا مقتنع بأن المرأة فى البيت رزق ونعمة ولا أحتمل غيابها، خاصة بعد زواج أولادى وانشغال كل منهم بحياته الخاصة، تزوجت بعد الستين، لأعيش الحياة من جديد وأشعر بالأمل والتفاؤل والسعادة، مع امرأة ترعانى وتؤنس وحدتى، والآن أشعر أنى شاب، وقلبى سيظل يحبها حتى لو كنت فى التسعين.


مجرد رقم

 

«العمر مجرد رقم» هذه الجملة هى ما بدأ بها د.إبراهيم مجدى استشارى الطب النفسى بجامعة عين شمس، وقال إن علماء النفس قسموا العمر لمراحل، إلا أن العلم الحديث يؤكد أن الحياة وسعادة الإنسان لا تنتهى ببلوغ الستين..

وأضاف: أوروبا تتبنى شعار «ابدأ حياتك بعد الستين» لأن هذا العمر يزيد فيه الإحساس بالراحة والاسترخاء والانسجام بعد تخفيف عبء المسئوليات، بدليل أن كثيرين بدأوا مشروعاتهم الخاصة بعد الستين ووصلوا إلى قائمة رجال الأعمال، وبالتالى قالبحث عن السعادة لا يعيقه سن معينة، ولا يجب أن تدمرنا كلمات من عينية «أنت كبرت» طالما نحن بصحة جيدة ويمكننا القيام بمثل ما يفعله الشباب.


وأشار إلى أهمية اكتشاف النفس والمهارات فى تلك السن، لافتا أن الحب حينها يكون أقوى من حيث التفاهم ومراعاة مشاعر الآخر التى تختفى فى السنوات الأولى من العمر ويتملكها الندية والتحدى وإثبات الذات.

 


ويختتم: الارتباط أقوى فى الستين طالما لا يوجد مانع شرعى.. لا تستسلم لقيود المجتمع.. لا أحد يدرى معاناتك مع الوحدة وإهمال الأبناء سواك.


المشاعر لا تشيب

وتؤكد د.هالة منصور أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها أن الإنسان يحتاج لرفيق فى كل مراحل حياته، ولا سيما فى الكبر من أجل الونس، والإسلام شرع الزواج لسعادة الإنسان ولم يحدد له موعدا أو سنا..

وقالت إن المشاعر لا تعرف التقدم فى العمر، ولا يجب أن نترك العادات والتقاليد تحكم علينا بالإعدام، ولابد أن ينتبه المجتمع لاحترام الحرية الشخصية، لافتة أن مفاهيم الاختيار تختلف فى الزواج الثانى حيث تحرص المرأه على اختيار أب لأولادها وزوج يسعدها ونفس الشئ للرجل الذى لا يبحث عن امرأة لإسعاده فقط بل لأم ترعى أولاده، وبالتالى فالزواج بعد الستين يكون ناجحا ومصدر سعادة للطرفين.


سعادة وانسجام

د.وليد مختار أستاذ التنمية البشرية بالكلية الملكية البريطانية يذكر مثل فرنسى مشهور يقول «إن صغار السن يصلون سريعا وإنما كبار السن يعرفون الطريق جيدا»، مؤكدا أن الإنسان فوق الستين يكون فى أشد الحاجة لمن يحنو ويعطف عليه ويتحاور معه بحميمية فلماذا ننكر حقه فى الزواج..

ويشير إلى كبار السن فى الدول الأوروبية ممن يرتدون الملابس الرياضية ويد كل زوج تعانق يد زوجته، بعد أن تخلى أبناؤهم عن ثقافة الأنانية، حيث أثبت العلم أن قلة الكلام تصيب الكبير من الأمراض، لأن المخ يفكر ٦ مرات أسرع من الكلام وعندما لا يتكلم الكبير قد يصاب بضمور فى خلايا المخ والإصابه بأزمات قلبية أو الوفاة فجأه دون أن يشعر به أحد.

 

ميرڤت أمين |  نقى وخالى من المصالح

 

تؤيد الفنانة الكبيرة ميرڤت أمين الزواج فوق الـ60، وتصفه بأنه الأكثر نضوجا من أى مرحلة عمرية قبله، وتقول: الحب فوق الستين يعتبر أنقى وأطهر، وخالى من المصالح، والتهور فى المشاعر أو التسرع فى الاختيار لأن الإنسان فى هذه المرحلة يكون قد وصل إلى مرحلة تامة من النضج..

 

وتشرح: من الممكن أن يكون الرجل فى هذه الفترة من عمره  يشهد معاناة كبيرة فى حياته ويضطر للبحث عن الراحة النفسية مع إنسانة تقدر معانته وتعوضه.

 

 

 

وتوضح: الزمن الذى نعيش لا يتعامل مع من يحمل الرقم 60  على أنه شخص عجوز، والمجتمع دائما فى تطور والإنسان يعمل على نفسه كثيرا باكتساب الخبرات المختلفة وممارسة الرياضة  والاهتمام بصحته جيدا حتى يشعر بأنه شاب.

تصمت وتقول: قد يكون الشخص فوق الستين أكثر حيوية جسديا وفكريا من شباب فى الثلاثين، ولابد من توضيح نقطة معينة وهى انه من الجائز أن يكون هناك أشخاص يسعون للزواج بهدف  مادى، لا علاقة له بالحب، ولكن كل من المرأة أو الرجل يمتلك القدرة على التمييز ومعرفة معادن الناس.

 

سيد رجب | لا تخجلوا من قلوبكم

 

يرى الفنان سيد رجب أن الإنسان حر فى جميع مراحل عمره ولا يجب  على أحد التدخل فى شئون غيره، لأن كل شخص أكثر وعيا بمصلحته وراحته النفسية ولديه القدرة على اختيار الشخص المناسب الذى يغير حياته كما يريد، وقد يكون فكر أكثر من مرة فى مشاعره وناقش نفسه كثيرا قبل اتخاذ هذه الخطوة حتى لا يكون عبرة لمن حوله..

 

ويقول: إن الإنسان فى هذا العمر يكون فعل كل شئ ويبحث عن الهدوء والسكينة والاستقرار الذى لم يجده وهو شباب..

 

 

دعوا الخلق للخالق ولا تتدخلوا فى حياة الآخرين، ونصح الرجال والنساء فوق الستين بعدم الخجل من الحب والارتباط، خاصة أنه حلال الله سبحانه وتعالى .