أفكار متقاطعة

لاءاتنا ولاءاتهم

سليمان قناوي
سليمان قناوي

يتدهور الوضع العربى إزاء الصراع مع إسرائيل بسرعة الضوء ليأخذ القضية الفلسطينية معه وينزلق إلى هوة سحيقة، بعد لاءات الزعيم جمال عبد الناصر فى وجه إسرائيل: لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف، تأتى الآن لاءات إسرائيل على لسان رئيس وزرائها نفتالى بينيت أو نفتالين بلية كما يسميه البعض: لا دولة فلسطينية، لا مفاوضات، لا إعادة للجولان. لاءات عبد الناصر جاءت والأمة مهزومة لكنها لم تكن مكسورة أو ذليلة، فقد كانت تكبد العدو خسائر فادحة فى حرب الاستنزاف، أما الآن فيطلق نفتالى لاءاته وهو يواجه أمة تهرول نحوه على أمل أن تلقى القبول عند الإدارة الأمريكية.

ألقى نفتالى بينيت القفاز فى وجوهنا حين صرح أخيرا أن إقامة دولة فلسطينية يعنى إقامة كيان إرهابى على بعد 7 دقائق من بيته. وكأن الفلسطينيين يملكون أسلحة دمار شامل، فى حين أنه يعلم تماما عدد البنادق فى يد السلطة الفلسطينية، وينسى ما يمارسه من إرهاب يومى ضد الفلسطينيين فمنذ توليه الحكومة قام بتسريع توسيع مستوطنات الضفة الغربية، وتهجير المقدسيين من أحياء الشيخ جراح وسلوان وبطن الهوى ورفضه إعادة فتح القنصلية الأمريكية للفلسطينيين فى القدس المحتلة.

وهدم المقابر الإسلامية بافتتاح ما يدعى «متحف التسامح» المقام على أنقاض مقبرة مأمن الله الأثرية والتى تضم شهداء الشعب الفلسطينى والمتحف هو أحد مشاريع تهويد القدس. وهكذا ظن البعض أن (نفتالين بليه) سيكون أرحم بنا من نتنياهو، إلا أنه ثبت أن رحيل يمينى متطرف، جاء بيمينى آخر أشد تطرفا وتنكيلا و»اللى تحسبه موسى يطلع كوهين»! الأن يجب أن يتوقف الاستخذاء العربى ويعى الجميع أن فى يدهم أوراق لعب لم تضع بعد فأوروبا الغربية وحتى الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين وأيد الرئيس الأمريكى جو بايدن هذا الحل فى كلمته للأمم المتحدة عندما قال إنه سيضمن «مستقبل إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية تعيش فى سلام جنبا إلى جنب مع دولة فلسطينية ديمقراطية تملك مقومات الحياة».

والورقة الأهم ربط تطبيع العلاقات المنفلت حاليا بتحقيق قيام الدولة الفلسطينية طبقا لمبادرة السلام العربية. علينا أن نشهر لاءاتنا: لا تطبيع إلا بتحقيق مبادرتنا، لا تراجع عن الدولة الفلسطينية، لا بديل عن القدس عاصمة لفلسطين.