الحمير مهددة بالانقراض.. من ينقذ صديق الفلاح من صائدي الجلود؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عمليات ذبح الحمير غالباً تتم بهدف تصدير جلودها للخارج .. ويتراوح سعر جلد الحمار ما بين 400 إلى 500 دولار


مذابح تُكتشف بالصدفة كل فترة للحمير في مصر، خلال السنوات الأخيرة، تعرض ملايين الحمير لخطر الذبح والقتل الجائر من أجل جلودها والتي يتم تصديرها سنوياً على يد راغبي الربح السريع، ما تسبب في هلاك أعداد كبيرة من هذه الحيوان الذي يعد أحد أعمدة الزراعة والفلاحة في مصر.

 

بات الخوف الآن من حدوث اختلال في التوازن البيئي، حيث يتم غلي جلود الحمير لإنتاج الإيجياو «ejiao»، وهو عبارة عن مادة هلامية صلبة، أي جيلاتينية يمكن إذابتها في الماء الساخن أو الكحول لتستعمل في الطعام أو الشراب، أو في مستحضرات التجميل وكذلك تدخل في صناعة بعض الأدوية العلاجية.


 
تشير التقديرات حاليا إلى أنه يتم تداول ما يقرب من مليوني جلود حمار كل عام على مستوى العالم لهذا الغرض، ويقدر الطلب الفعلي بمضاعفة هذا، ونظراً لهذا الطلب المرتفع، فقد زادت قيمة الحمير وأسعارها بشكل كبير، ما أدى إلى قيام أنشطة غير قانونية مع الموردين الذين يقومون بتوريد الحمير من أي مكان يمكنهم ، وبناء على ذلك قامت «بوابة أخبار اليوم» برصد أسباب اختفاء وتقلص أعداد الحمير من الساحة؟، وفيما يتم استخدامها؟ هذا ما يتم معرفته خلال السطور التالية...
 

تجارة متزايدة

 

وفقاً لما ذكرت صحيفة «نيوزويك العالمية»، فإن رئيس المفتشين مفو موكوينا تحدث لصوت أمريكا  «VOA»، قائلا إنه يخشى من انقراض الحمير، بسبب التجارة المتزايدة في جلودها، خاصة في جنوب إفريقيا، وفي العام الماضي هناك أكثر من 1000 حمار كانت جلودها في طريقها إلى الصين.
 

موكوينا أشار إلى أنه في غضون عامين، لن يكون هناك أي حمير في جنوب إفريقيا، مؤكداً أنه وجد تقريرا صدر في يناير عن مؤسسة The Donkey Sanctuary الخيرية ومقرها المملكة المتحدة، أن الطلب على الحمير في إفريقيا قد ارتفع بشكل كبير لدرجة أنه في دولة بوركينا فاسو الواقعة في غرب إفريقيا، تضاعفت تكلفة الحيوان الواحد من 60 جنيها إسترليني (76 دولارا) تقريبا في عام 2014 إلى 108 جنيهات إسترلينية (137 دولارا) في عام 2016.


 
وتابع موكوينا وفقًا للتقرير، أن الحمير تتعرض للتهديد إلى حد كبير بسبب ارتفاع شعبية (ejiao)، ويعتقد البعض أن للأجياو فوائد صحية مختلفة، بداية من احتوائها خصائص مضادة للشيخوخة، وتعزيز الدافع الجنسي، بل إنه يتم تسويقه كعلاج لأمراض النساء من خلالها يمكن أن يقلل من الأمراض التناسلية لديهم، وأن الطلب مرتفع للغاية، فبيع هذه المادة يصل إلى 300 جنيه إسترليني (382 دولارًا) للكيلوجرام، وفقًا لتقرير Donkey Sanctuary.
 
 
استخدامات متعددة


الدكتورة سمر عبدالرحمن طبيبة بيطرية للحيوانات الأليفة، قالت إن دولتي الصين واليابان يليهما إسرائيل من أوائل دول العالم في استيراد جلود الحمير، ولكن لكل دولة منهم استخداماتها المختلفة عن الأخرى، فالصين تسعى لإستيراد أكثر من 80٪ سنويا من جلود الحمير، للاستفادة من مادة الجيلاتين التي تستخدم في صناعة الحلويات والأغراض الطبية، مثل صناعة الدواء لتنظيم عملية الطمث لدى النساء، وأدوية لوقف نزيف الدم، وصناعة علاج فقر الدم والمنشطات الجنسية، كما تدخل المادة في صناعة منتجات تجميل البشرة والتي تعد باهظة الثمن، وكذلك صناعة الكريمات لعلاج أمراض قرح الفراش.

 
وأضافت أن الصين ليست وحدها التي تستورد جلود الحمير، فمنذ فترة قدمت اليابان طلبا للحكومة المصرية لاستيراد 2 مليون رأس حمار تقريباً بمليارات الجنيهات، وذلك لصناعة دواء ياباني معروف يقومون بتصديره للكثير من دول شرق آسيا حتى يستطيعون إنتاج مادة الكولاجين لعلاج مشاكل التجاعيد والشيخوخة.


 
وأكدت عبدالرحمن أن إسرائيل كذلك تستورد جلود الحمير حتى يستطيعون قيام العديد من التجارب لصناعة أدوية لعلاج أمراض السرطان.
 

اقرأ أيضا: إنفوجراف | 5 استخدامات لا تتوقعها لجلود الحمير المصدرة للخارج
 

واختتمت قائلة: الغرض الذي يلجأ إليه الناس لذبح الحمير ما هو إلا من أجل الاستفادة من جلوده، فالجثة نفسها ليس لها أي فائدة تذكر سوى إرسالها للسيرك لإطعام الحيوانات المفترسة.

 
 أسعار جلود الحمير


وما بين هذا وذاك، يرى الدكتور نبيل ياسين أستاذ ورئيس قسم الرقابة الصحية على الأغذية بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة سابقا، أن عمليات ذبح الحمير غالباً تتم بهدف تصدير جلودها للخارج، حيث يتراوح سعر جلد الحمار الواحد ما بين 400 إلى 500 دولار، وتقوم الصين باستيراد جلود الحمير، بالرغم من أنها تمتلك حوالى 11 مليون حمار من 41 مليون حمار موزعة على مستوى العالم، ولكنها تعتبر ما تملكه من حمير ثروة قومية لا يمكن الاستغناء عنها، كما أن حدائق الحيوان التى تقوم بذبح الحميرلإطعام الحيوانات المفترسة يتم ترقيم هذه الجلود لمعرفة مصدرها.
 
وتابع: من المحتمل انقراض الحمير في السنوات القادمة، نظراً لعدم الاهتمام بالحيوانات، خاصة مع وجود المعدات الحديثة البديل له، متابعاً أن النقابة البيطرية سمحت بتصدير الحمير حد أقصي ١٠ آلاف رأس حمار سنويا، وللحد من تلك الظاهرة لابد من تحريم ذبح الحمير خارج حديقة الحيوان المخصصة لذلك، مع وضع عقوبات وغرامات مالية لكل من يرتكب جريمة ضد الحمير.

 

3 حالات لذبح الحمير


وعلى صعيد متصل، أوضح المهندس محمدي البدري الخبير الزراعي ورئيس لجنة صحة وسلامة الغذاء وعضو مجلس النقابة العامة للزراعيين، أن كل المخالفات التى يتم ضبطها من عمليات ذبح الحمير يكون من خلال الحملات التى تقوم بها الهيئة، ولكن علينا أن نفرق بين ثلاث حالات يتم ذبح الحمير فيها، الأولى منها تكون بترخيص من الهيئة لبعض الأشخاص الذين يقومون بتوريد لحوم الحمير إلى السيرك القومى أو إلى مالكى الحيوانات المستأنسة بموجب ترخيص ويتم تصدير الجلد بطرق رسمية، خاصة وأن إستخدام أسعار جلود الحمير مرتفعة.

 

الحالة الثانية: هناك من يقوم بذبح الحمير للحصول على الجلد فقط بسبب إرتفاع أسعارها ثم يقوم ببيع لحوم الحمير إلى بعض حائزى الحيوانات المستأنسة، ولكن بدون ترخيص أو إلى أصحاب المطاعم معدومى الضمير، وذلك لاستخدام لحوم الحمير في المأكولات التى تستخدم لحوم مفرومة بعد إضافة التوابل والبهارات إليها للتخلص من رائحتها، لأن لحوم الحمير غير مستساغة.

 

كما أنه خلال عملية طهيها يخرج منها رائحة روث الخيول، وذلك بجانب أنه يصعب عرضها من خلال محلات الجزارة لأن لحومها لا تحمل أى دهون، وإذا وُجد يكون لونه أصفر نحاسى، فمن السهل التفرقة وتمييزه عن باقى أنواع اللحوم، ولكن فى هذه الحالة إذا تم ضبط أى كميات من جلود الحمير فى حالة تصديرها للخارج وبدون أي أوراق معتمدة أو غير موقع عليها من الهيئة، فمعنى ذلك أن هذه الجلود جاءت بطرق غير مشروعة ويتم مصادرتها وإعادة بيعها لحساب الدولة، وقد تم ذلك كثيراً.

 

اقرأ أيضا: صابون لبن الحمير.. اختراع يحافظ على البشرة من الشيخوخة 

 

الحالة الثالثة: بعد قيامهم بذبح الحمير وأخذ جلودها يقومون بالتخلص من لحوم الحمير بإلقائها فى المصارف المائية أو الطرقات، ويعد ذلك تهديد للبيئة، ما يعرض حياة المواطنين للخطر، كما أن هذه الجريمة من الممكن أن تقضى على سلالة الحمير الموجودة فى مصر، وتسائل لماذا لا يقوم من يرغب فى تصدير الجلود بإنشاء مزرعة لتكاثر الحمير، ثم تتم عمليات الذبح طبقا للشروط التى حددتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية ومن خلال أطبائها حتى يتثنى السماح له بتصدير جلودها للخارج.


 
وأشار البدري إلى أن لجوء بعض الدول لاستيراد الحمير من الخارج، نظراً لعدم انقراض الحمير لديها، فهي تستخدم كميات كبيرة جداً تصل إلي 4 ملايين رأس حمار سنوياً، ولا يمكن حصر الأعداد التى تقوم مصر بتصديرها لأنه يتم في بعض الأحيان بطرق غير شرعية، حتى يستخرجون من جلود الحمير مادة جيلاتينية تسمي "ايجياو" وهي مادة تعمل كمحفز جنسي وتمنع ظهور أعراض الشيخوخة، لافتاً أن جلود الحمير أصبح لها رواج كبير، خاصة في دولة مثل الصين ويتم بيعها بأسعار مرتفعة، لذلك ليس من المانع تصدير الجلود ولكن بشكل مقنن ورسمي تحت موافقة الجهات الرقابية مع الوضع في الإعتبار عدم انقراض الحمير، فيمكن للمستثمر عمل مزارع خاصة بتربية الحمير والعمل علي زيادة أعداد الحمير في مصر.