«زي النهاردة».. انضمام الصين لـ«الأمم المتحدة» وطرد تايوان

جمهورية الصين الشعبية
جمهورية الصين الشعبية

«الصين» عضو مؤسس للأمم المتحدة وواحدة من الدول الـ5 الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ففي الأول من شهر يناير عام 1942، أصدرت 26 دولة، من بينها الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد السوفيتي «إعلان الأمم المتحدة» في واشنطن.

وفي يونيو عام 1945، وقع وفد الصين، الذي ضم ممثلين عن الحزب الشيوعي الصيني، على ميثاق الأمم المتحدة, ولكن بعدها حدث ما لم يكن فى الحسبان، حيث حُرمت الصين من وضعها القانوني في الأمم المتحدة لمدة 22 عاماً بعد تأسيسها سنة 1949.

بعد عام 1949، صرحت بكين بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد، ودعت إلى طرد ممثل حزب الكومينتانغ التايواني من الأمم المتحدة، ولكن قوبل الطلب بمعارضة بعض الدول، وخاصة الولايات المتحدة.

وفي الفترة ما بين 1950 إلى 1960، استخدمت الولايات المتحدة أساليب لمنع الصين من الانضمام إلى الأمم المتحدة، مثل تشكيل لجنة خاصة لتأجيل مراجعات استعادة مقعد الصين، وفي ضوء هذا التلاعب، رفضت الجمعية العامة للأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا القرارات ذات الصلة، وتم تقليل التأثير الأمريكي إلى حد كبير بجهود الصين المتواصلة وبدعم من الدول المستقلة حديثا في آسيا وإفريقيا.

وفى 25 أكتوبر عام 1971م، عادت الصين إلى الأمم المتحدة بعد أن اغتصبت تايوان مقعدها من الأمم المتحدة، حيث أن الصين يحق لها بوضع الفيتو لدى مجلس الأمن الدولي، وقد دبرت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة إبعاد جمهورية الصين الشعبية خارج مظلة الأمم المتحدة لمدة 22 عامًا، وذلك بإعتراف حكومة تايوان التى يقودها الرئيس «شيانغ كاي شيك».

وفي 16 من نوفمبر سنة 1971، أثارت عودة الصين إلى الأمم المتحدة اهتمامًا واسعًا في المجتمع الدولي، حيث شارك الوفد الصيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة وألقى ممثلو 56 دولة، على مدى ست ساعات كاملة، كلمات ترحيب بعودة الصين وفي ذلك اليوم، تعهد رئيس الوفد الصيني، تشياو قوان هوا، بأن الصين لن تكن قوة عظمى أبدًا.

قبل 24 من أكتوبر عام 1971، كان عدد الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين 64 دولة، وبفضل اعتماد القرار رقم 2758 للأمم المتحدة، شرعت دول كثيرة تعترف بالصين تدريجيًا حتى بلغ عدد الدول التي لها علاقات دبلوماسية مع الصين 169 دولة حيث دفعت عودة الصين إلى الأمم المتحدة تعزيز علاقاتها مع الدول الأخرى، مما خلق ظروفا ملائمة لتنفيذ سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين.

يعد قرار «2758» الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار أممي صوتت للاعتراف بحكومة الصين الشعبية التي تتمتع بالنظام الشيوعي، وذلك بتاريخ 25 أكتوبر عام 1971م.

طرد تايوان من مجلس الأمن الدولي

الأمم المتحدة منظمة دولية تجمع دولا ذات سيادة، وإن تايوان بصفتها مقاطعة صينية غير مؤهلة تماما ولا يحق لها الانضمام إليها, وكانت سلطات تايوان قد اغتصبت بطرق غير شرعية مقعد الصين في الأمم المتحدة لمدة 22 سنة.

وفي أكتوبر عام 1971، إجازت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والعشرين قرارها رقم 2758 وأعلنت فيه بلغة واضحة ومحددة الاعتراف بأن ممثل حكومة جمهورية الصين الشعبية ممثل شرعي وحيد للصين في الأمم المتحدة، وأن جمهورية الصين الشعبية هي إحدى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وحينا ذاك قررت إعادة جميع الحقوق إلى جمهورية الصين الشعبية والاعتراف بأن ممثل حكومتها ممثل شرعي وحيد للصين في منظمة الأمم المتحدة، لذلك تم طرد ممثلي سلطات شيانغ كاي شيك فورًا من المقاعد التي تحتلها بطرق غير شرعية في منظمة الأمم المتحدة وجميع الأجهزة التابعة لها.

ومنذ ذلك الوقت تم حل مشكلة تمثيل الصين لدى منظمة الأمم المتحدة بصورة جذرية سياسيًا وقانونيًا وإجرائيًا.

وخلال السنوات الأخيرة طالب قادة سلطات تايوان بالعودة إلى الأمم المتحدة ولكن جميع المحاولات محكوم عليها بالفشل.