كشفت جائحة كورونا عن ضرورة إحداث تغييرات كبيرة فى حياة الشعوب وأنماط استهلاكها واهتماماتها، حيث أثبتت الأزمة أن هناك صناعات يجب أن يتم توجيه مزيد من الدعم والاهتمام بها خاصة إذا كان هناك ميزة نسبية فى هذه الصناعات لدى الدول.. صناعة عسل النحل، يمكن اعتبارها صناعة منسية فى مصر وتحتاج مزيدا من الدعم، ورغم صدور قرار من وزارة الزراعة قبل فترة بتنظيم تراخيص المناحل، إلا أنها حتى الآن لم تحظ بالاهتمام الكامل الذى تستحقه، مع العلم أن جزءا من الإنتاج المصرى من عسل النحل يتم تصديره للخارج.
«الزراعة»: منظومة جديدة لزيادة الإنتاج.. والبداية بمحافظات الصعيد
مصر تمتلك ما يزيد على 2 مليون خلية، وإنتاجها يصل إلى 30 ألف طن وهى أحد أكبر الدول فى الإنتاج بالشرق الأوسط، لكن تبلغ الصادرات مليونا و200 ألف طرد سنويا فقط من النحل ومنتجاته للدول العربية بقيمة تبلغ 500 مليون جنيه، وذلك بأسعار زهيدة لا تتعدى 55 دولارا للطرد وفى المقابل الأسعار العالمية لنفس الطرود تتراوح بين 100- 130 دولار، رغم وجود عدد خلايا كبير، بينما لا يزيد حجم التصدير من العسل نفسه عن 3200 طن سنوياً، أى ما يقرب من 10% من حجم الإنتاج.
خطة التطوير
وزارة الزراعة من جانبها أعلنت أنه لأول مرة تم وضع خطة لتطوير وتنمية صناعة النحل ومنتجاته بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتجارة، واتحاد النحالين العرب، لزيادة صادرات مصر من إنتاج العسل وطرود النحل، من خلال وضع منظومة جديدة لإنتاج النحل على أن تكون البداية بمحافظات الصعيد لزيادة الاستثمار خاصة فى ظل توجه الدولة للتوسع فى المشروعات الاستثمارية والتنمية فى الصعيد،
وزيادة فرص العمل، وفتح أسواق جديدة لزيادة الصادرات المصرية إلى الخارج..وأكدت الوزارة أن بداية تنفيذ هذه الخطة ستكون فى محافظتى الأقصر وأسوان، عن طريق خلق مجتمع يمارس مهنة النحالة تحت إشراف فنى وإدارى برعاية حكومية، وأشارت إلى أنه سيتم اعتماد مواصفات جديدة لطرود ومنتجات النحل الآخرى، من خلال نظام لتسجيل الخلايا ومتابعتها والتفتيش عليها من قبل الوزارة، بالإضافة إلى إجراء تعديلات على قانون الحجر الزراعى لتشديد الرقابة على صادرات طرود النحل.
وتعتمد هذه الخطة على محاور رئيسية تشمل تحسين سلالات النحل المصرى من خلال محطات متخصصة فى إنتاج ملكات النحل، ويتم ترخيصها من خلال وزارة الزراعة لإنتاج سلالات جديدة على أساس علمي
ومنع تدهور خلايا النحل من خلال هذه المحطات، واستغلال بعض الجزر النيلية لمضاعفة إنتاج العسل من الخلية الواحدة بدلا من 10 كجم حاليا.
*جودة كبيرة
كما تتضمن منظومة تربية النحل أيضا التوجه نحو إنتاج عسل النحل بجودة كبيرة وفقا لمعايير الجودة العالمية، من خلال الإستفادة من المشروع القومى لإستصلاح الـ 1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة وكافة الأراضى المستصلحة لتكون مرعى جيد لتربية النحل وإنتاج عسل فائق الجودة بالإضافة إلى أن المنظومة تعتمد أيضا على فتح أسواق جديدة للعسل المصري، وإقامة مهرجانات دولية للعسل بمختلف الدول المستوردة لهذه المنتجات وهو ما حدث خلال العامين الماضيين من خلال إطلاق مهرجان العسل المصري.
كما أصدرت الوزارة لأول مرة قراراً وزارياً ينظم صناعة مناحل العسل وينص على السماح بترخيص تشغيل مشروعات المناحل الجديدة ومنتجاتها على الأراضى الزراعية القديمة داخل الزمام، وعلى الأراضى المستصلحة حديثاً، على أن تكون بعيدة عن الكتلة السكنية بمسافة لا تقل عن 500 متر، مع السماح بإصدار تراخيص تشغيل مؤقته لمدة عام لمناحل العسل ومنتجاتها المقامة بالفعل قبل صدور هذا القرار دون التقيد بالأبعاد الوقائية لحين تقنين الأوضاع
وسوف يتولى قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بالوزارة إصدار تراخيص تشغيل مشروعات مناحل العسل ومنتجاتها من خلال لجنة مشكلة من القطاع مع قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات والهيئة العامة للخدمات البيطرية ومن يمثلهم بالمحافظات.
*قرار وزاري
وأوضح د. طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة أن قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة سوف يتولى إصدار تراخيص تشغيل مشروعات مناحل العسل ومنتجاتها من خلال لجنة مشكَلة من القطاع مع قسم بحوث النحل بمعهد بحوث وقاية النباتات والهيئة العامة للخدمات البيطرية ومن يمثلهم بالمحافظات.
وأضاف أن القرار سمح بتربية جميع سلالات النحل وهجنها داخل المناحل فى كافة المناطق عدا المناطق المعزولة طبقاً للقرارت الوزارية التى تختص بتربية سلالات معينة من النحل فى تلك المناطق المعزوله، وأشار إلى أن القرار ينظم صناعة مناحل العسل ومنتجاتها وكان من الضروريات الملحة
وخاصة أنه كان لا يوجد أى قرار أو تشريع ينظم تلك الصناعة الحيوية والتى تعد من الأنشطة الزراعية والمهن الهامة التى يمتهنها عدد لا يستهان به.
وأكد أنه من القرارات المهمة التى صدرت بالوزارة وأنه كان طلبا متكررا من النحالين وأصحاب المناحل بضرورة تنظيم تلك الصناعة مثل القرارات التى نظمت ويسرت من إجراءات تراخيص تشغيل كافة أنشطة الثروة الحيوانية والداجنة والعلفية.
تحسين السلالات
الأمر لم يتوقف على ذلك بل أعلنت الوزارة أيضا أنه يجرى الإعداد لتنفيذ برنامج قومى لتحسين السلالات المصرية من النحل، ومنتجاته للحصول على قيمة مضافة منه تحقق أعلى عائد، وأشارت إلى أن ذلك يتم من خلال اختيار مناطق خالية لتربية ملكات النحل
وخاصة فى محور التنمية بالصعيد، بالإضافة إلى العمل على وضع علامة تجارية للعسل المصرى.
نحالة خلال استخراج العسل
وأوضحت أنه يتم بحث إعداد كود خاص بالنحل المصرى، بهدف تطوير منظومة إنتاج النحل والعسل، حيث أن ذلك سيقوده للتميز الدولى
وفقا للمعايير الدولية والاستفادة من تجارب الدول المجاورة والتى لها خبرات فى هذا المجال لإعداد التشريعات والقرارات التى تساعد فى تحقيق هذا الهدف للنهوض بثروة مصر من النحل، بالإضافة إلى تحقيق الإكثار لطرود تنمية النحل والملكات الجدد للحصول على عائد اقتصادى، مع تحديث التشريعات المنظمة لتربية النحل فى المناطق الخالية من الأمراض، خاصة أنه من الحشرات النافعة
وعمل إكثار للملكات، كما أنه سيتم دراسة إنشاء محطات لتربية النحل ومنطقتين لتربية الملكات وإنشاء قاعدة لتحسين السلالات المصرية.
