أمل الصغيرة.. رحلة الدمية التي عبرت أوروبا

الدمية
الدمية

منذ مغادرة تركيا في يوليو الماضي، اجتازت "ليتل أمل"، وهي دمية بطول 3.5 متر (11 قدمًا و 5 بوصات)، لفتاة سورية تبلغ من العمر تسع سنوات، وحاشيتها المكونة من 25 شخصًا، قيود كوفيد الحدودية للسير عبر أوروبا إلى المملكة المتحدة.

الدمية التي يعني اسمها الأمل باللغة العربية، صنعت بواسطة Handspring، وهي شركة صنعت دمى الخيول في War Horse، وتمثل الدمية ملايين الأطفال الذين أجبروا على ترك منازلهم في أوضاع يائسة.

رغم سنوات عمرها القليلة، 10 سنوات تكملها قريبا جدا، قطعت الدمية مسافة نحو 8 آلاف كليو متر، سيرا على قدميها، بدأت من مدينة غازي عنتاب التركية قرب الحدود السورية، وصولًا إلى مدينة مانشستر البريطانية، إذ تعد المحطة الأخيرة التي ستصل إليها آخر الأسبوع، بعد أن قطعت آلاف الأميال في أوروبا، بحثًا عن والدتها.

أمل الصغيرة، دمية ضخمة تجسد طفلة سورية لاجئة، قامت بنقل رسالتها عن النزوح والخسارة والكرامة والأمل إلى القرى والبلدات والمدن في جميع أنحاء أوروبا.

الجولة الأوروبية، تعد جزءًا من مبادرة فنية، دعمًا للاجئين، وتعد أمل الصغيرة، الشخصية الرئيسية، والوحيدة لعرض مسرحي، يطلق عليه اسم "المسيرة"، وساهم في نجاح هذه الرحلة، التي بدأت الشهر الماضي، فريق مكون من 25 فردًا، بعضهم من محرّكي الدمى، يعملون في نوبات للتحكم في ساقيها، وذراعيها، وملامح وجهها، لكي تكون حقيقية.

والبعض الآخر عاش معها الصعوبات التي واجهاتها أثناء رحلتها التي خاضتها في 8 دول أوروبية، خرجت فيها لــ70 بلدة ومدينة، من تركيا إلى اليونان، ثم إيطاليا وسويسرا وألمانيا وبلجيكا وفرنسا إلى المملكة المتحدة، وفي كل محطة، تستقبلها المهرجانات والاحتفالات المحلية، وعلى طول الطريق، شاركوها الآلاف من السكان الحليين، خاصة الأطفال عبر بلدتهم أو قريتهم، في الحفلات الموسيقية وورش العمل.

وتهدف منظمة مسرح "good chance جود تشانس" البريطانية، من خلال هذا العمل إلى جذب الانتباه تجاه كافة الأطفال المشردين، بعد أن انفصل عدد كبير منهم عن عائلاتهم تزامنا مع جائحة كورونا ما زاد معاناتهم، ويظهر هذا الهدف جليا من شعار الرحلة "لا تنسونا".

وبعد أن عادت الدمية إلى بريطانيا، يبدو أنها ستقضي وقتًا ممتعًا في العاصمة لندن، حيث من المقرر أن تحتفل بعيد ميلادها العاشر، يوم 24 أكتوبر، وسيتم الترحيب بها، على شواطئ فولكستون.

وفي المرحلة الأخيرة من رحلتها، ستزور أمل الصغيرة، كانتربري ولندن وأكسفورد وكوفنتري وبرمنجهام وشيفيلد وبارنسلي قبل انتهاء مسرح الشارع المتجول غير العادي في مانشستر والذي سيستمر حتى 3 نوفمبر المقبل.

وبدوره، قال المخرج الفني للمشروع، إن اهتمام العالم الآن في مكان آخر، ما يجعل إعادة الحديث عن أزمة اللاجئين وتغيير السرد المتعلق بها أكثر أهمية من أي وقت مضى. نعم، يحتاج اللاجئون إلى الطعام والبطانيات، لكنهم يحتاجون أيضًا إلى الكرامة والصوت.

وعن نهاية رحلتها، قال: «سرد قصص اللاجئين بشكل عام والرحلة الخاصة التي تقوم بها أمل هو أمر إيجابي للغاية في وضع كئيب للغاية. ستلتقي بالعديد من أطفال لندن الذين سيحتفلون بعيد ميلادها ويلقون لمحة عن رحلتها».