ياسمين ومي وتامر .. نجوم كشكول

ياسمين صبري
ياسمين صبري

سما أسامة

كان هناك لفظ ساخر في الماضي للمدرس الذي يقوم بتدريس العديد من المواد دون تخصص، حيث كان يلقب بـأستاذ كشكول، لكن يبدو أن هذا اللفظ ينطبق حاليا على عدد من النجوم ممن أصبحوا يجدون في أنفسهم الكفاءة التي تؤهلهم لدخول مجالات أخرى بجانب الفن، منها الإخراج ووضع الأفكار الدرامية بل وكتابتها، الأمر بدأ مع مسلسل لؤلؤ الذي قامت ببطولته مي عمر ووضعت فكرته أيضا، ومن بعدها جاء تامر حسني الذي قام بكتابة فيلمه الأخير مش أنا، لكن ما زاد الأمر انتقادا هي ياسمين صبري التي أعلنت عبر السوشيال ميديا أن عملها المقبل سيكون من فكرتها وسيتم عرضه في رمضان 2022.. والسؤال هنا هل هذه الظاهرة في صالح الدراما المصرية أم ضدها؟، وفي إطار هذا نستعرض أراء بعض النقاد حول هذا الموضوع.

 

البداية مع الناقد طارق الشناوي الذي علق على إعلان ياسمين صبري خوض مجال التألايف بالقول: أي عمل فني لا يمكن الحكم المسبق عليه إلا بعد الانتهاء منه، ويجب أن نرى الفكرة التي تحمست لها ياسمين صبري، ثم نحكم بعد المشاهدة، لكن أغلب ما نراه من أفكار لا نجد فيها جديد، ولا إبتكار، لذلك لا يجب الحكم على تجربتها حتى لو كان هناك خلاف على موهبتها كممثلة، فالسوق يسمح لها بدخول هذا المجال في ظل غياب المبدعين في مجال الأفكار والتأليف، وللعلم فهذا الأمر ليس بجديد عن الوسط الفني، فقد سبقها نجوم مثل نجلاء فتحي وكمال الشناوي وفريد شوقي وغيرهم.

أما الناقدة ماجدة موريس فترى أن دخول النجوم مجال التأليف قد يفسد الدراما، لأن هذا الجانب يحتاج إلى خبرات وثقافة عالية وتفرغ، لذلك فأغلب مؤلفين الدراما كانوا من كتاب القصص والروائيين، ويمتلكون خبرات أدبية، بداية من أسامة أنور عكاشة ومحفوظ عبد الرحمن ومحمد جلال عبد القوي وحتى عبد الرحيم كمال، وأضافت أن ظهور فكرة اقتحام النجوم لمجال التأليف، يرجع لأسباب عديدة، منها غياب الاحترام لمهنة الكاتب وما يكتبه، موجهة سؤال لمي عمر وياسمين صبري: إذا كنتما تجيدان الكتابة لماذا لا تقوما بكتابة السيناريو أيضاً؟، لذلك ترى ماجدة أن كل مهنة لها حدود، ويجب إحترامها، فالممثل دوره أن يفهم ويجسد ما يؤلفه الكاتب، وليس أن يحتل مهنته، واختتمت ماجدة بأن ذلك سيدمر خط سير صناعة الدراما، والتي تبدأ بفكرة لدى المؤلف، ثم كتابتها، ثم يعرضها على مخرج، ثم منتج، وفي النهاية يتم ترشيح الممثل الأنسب للدور.

الناقدة ماجدة خير الله أيدت ما قالته ماجدة، قائلة: كتابة الممثل للفكرة ليس في مصلحة الدراما، خاصة أن الأفكار التي طرحت لم تكن جيدة، لكن إذا كان هناك شركات الإنتاج توافق على ذلك فلننتظر ونشاهد ما سيطرح، وتضيف ماجدة أن فكرة مسلسل لؤلؤ، لم تكن مبتكرة، بل كانت أشبه بفكرة تم حصدها من مجموعة أعمال مختلفة، لكن في النهاية لا يمكننا أن نلوم إلا شركات الإنتاج التي تترك للنجوم فرصة للعبث.

وفي الختام يرى الناقد عصام زكريا أن الفكرة أصبحت أسهل أمر في صناعة الدراما، وذلك لأنه لم يعد هناك أي إبتكار، ورغم أننا لا يجب أن نحكم على فكرة أو عمل قبل مشاهدته، لكنه لا يتوقع الأفضل من هولاء النجوم، خاصة أن المتخصصين في مجال الأفكار والكتابة لا يقدمون أفكارا جديدة، بل دائما تخرج مكررة أو مقتبسة، وأضاف زكريا: الأفكار موجودة على الأرصفة، لكن الفن معياره الحقيقي كيف يتم معالجة الفكرة وتنفيذها، وفي الماضي كان كثير من النجوم يمنحون الكتاب أفكارا لتقديمها، لكن دون ذكر أنهم أصحاب الفكرة، لكن الجيل الجديد لديه قدر كبير من الغرور والادعاء، ويريدون أن يسيطروا على العمل بأكمله.