أحوالنا 

قرآنا يمشي على الأرض

زينب اسماعيل
زينب اسماعيل

بقلم زينب اسماعيل       
[email protected]

حق علينا – خاصة هذه الأيام  – أن نَذكُرَ شيئا من كثير في شمائله الكريمة  وصفاته الحميدة  ليعلم العالَم أن في شخص رسولنا  الكريم صلى الله عليه وسلم أطهر وأعظم نفس وأكرم قلب خلق علي وجه الأرض .


    يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله في مؤلفه "إحياء علوم الدين":


في بيان جملة من محاسن أخلاقه التي جمعها بعض العلماء والتقطها من الأخبار  فقال : كان أحلم الناس ، وأشجع الناس ، وأعدل الناس ، وأعف الناس ، لم تمسَّ يده قط يد امرأة لا يملك رقها أو عصمة نكاحها أو تكون ذات محرم منه ، وكان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل شيء ولم يجد من يعطيه وفَجَأَهُ الليلُ لم يأو إلى منزله حتى يتبرَّأَ منه إلى من يحتاج إليه ، لا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ، ويضع سائر ذلك في سبيل الله ، لا يُسأَلُ شيئا إلا أعطاه ، وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن ، وكان أشد الناس حياء ، لا يثبت بصره في وجه أحد ، ويجيب دعوة العبد والحر ، ويقبل الهدية ولو كانت جرعة لبن ويكافئ عليها ، ولا يأكل الصدقة ، ولا يستكبر عن إجابة الأمة والمسكين ، يغضب لربه ولا يغضب لنفسه ، وينفذ الحق وإن عاد ذلك عليه بالضرر أو على أصحابه ، وكان لا يهوله شيء من أمور الدنيا ، ويلبس ما وجد ، ، يركب ما أمكنه ، مرة فرسا ، ومرة بعيرا ، ومرة بغلة ، ومرة حمارا ، ، يعود المرضى في أقصى المدينة، يحب الطيب ، ويكرة الرائحة الرديئة ، يجالس الفقراء ، ويؤاكل المساكين ، ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على من هو أفضل منهم، لا يجفو على أحد ، يقبل معذرة من اعتذر إليه ، يمزح ولا يقول إلا حقا ، يضحك من غير قهقهة ، يرى اللعب المباح فلا ينكره ، يسابق أهله ، وترفع الأصوات عليه فيصبر، وكان له عبيد وإماء لا يرتفع عليهم في مأكل ولا ملبس ، ولا يمضي له وقت في غير عمل لله تعالى أو فيما لا بد منه من صلاح نفسه .    


  "حبيبي يا رسول الله "  كان يتأدب بآداب القرآن ويتخلق بأخلاقه ، فما مدحه القرآن كان فيه رضاه ، وما ذمه القرآن كان فيه سخطه ، وجاء في رواية عن عائشة قالت : ( كَانَ خُلُقُهُ القُرآنُ ، يَرضَى لِرِضَاه ، وَيَسخَطُ لِسَخَطِهِ   .." كان خلقه القرآن" .