الخروج عن الصمت

كيف عرفته (٤ من ٥)

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

من داخل وادى الذكريات اتواصل معكم حيث حديثى عن صديقى المرحوم محمد أبوذكرى فقد ذكرت لكم رحلته كيف بدأت داخل أروقة الصحافة وإليكم بعض صفاته.
لم يكن الكرم وحده صفة من صفاته بل كانت الشهامة والرجولة والغنى كل الغنى عما فى أيدى الناس.
 ومن الصعب أن يباع أويشترى لأنه كان عفيفا فلا يقبل فى أى جلسة يجلسها أن يمد يده حتى لو جائعا أو حتى كما يفعل المدخنون أن يعزم كل منهما على الآخر فهو يكتفى بكلمة واحدة عفوا لا احب التغيير.
تشغله دائما هموم الناس عن همومه.
لا انسى يوم ان قال له اللواء عبد السلام المحجوب لم تأتنى مرة واحدة بطلب خاص بك وكان رده الجميل انا فى نعمة والحمدلله لذلك كان دخوله لأى مكان فيه كل التقدير والاحترام وعدم الانتظار أوالإهمال لأن الرجل لم يكن مرة فى حضرة هؤلاء وشرب شربة ماء، فتفرغه لمشاكل الناس والسعى إلى حلها، شغله ذلك عن موهبته التى كان يمتلكها كشاعر وكاتب قلمه يمتاز بالرشاقة وعذب الكلمات.
 وما أحزنه انه كان لا يضمر الشر لأحد بل كان محبوبا من كل الناس الذين عرفوه بجد وعرفوا صدقه واخلاصه فكل شئ فيه طبيعى بعيد عن التصنع أو التكلف ابن بلد بحق.
ولكن نقاء قلبه وطهارته لم تجعل أحدا يتركه يعيش فى صومعته الذى رسمها لنفسه وعندما تقرر نقله مديرا لمكتب الاسكندرية، أجمعوا أنه لايستطيع أحد أن يديره إلا أبوذكرى فهو صحفى وشريف ونزيه اليد.
 فكان القرار بالنسبة له كالصاعقة لأن ذلك يسبب له شرخا فاصلا فى حياته فقد أبعده عن حلمه عن جدران التليفزيون الذى عشقه وعشق كل كواليسه فكانت تربطه صداقة بين المذيعين والمذيعات فهو لا يهدأ حتى يعرف ماوراء الخبر.
وعندما تراه يتحدث فتذهب برأسك  لبعيد فتراه من مخيلتك انسان مقطع السمكة وذيلها لكنه فى الحقيقة عكس مزاحه فهو يستحى ويخجل خجل البنت العذراء، ويحاول مرة ثانية أن يعود للقاهرة ولكن عودته لم تستمر طويلا، حيث عاد مرة أخرى للاسكندرية .
وللحديث بقية