مشوار

أكتوبر .. أكتب شامتاً

خالد رزق
خالد رزق

سنوات صعبة بالغة المرارة عاشها كل مصرى عربى حر و هو يرى كيف يعربد جيش صهيون العدوانى على أرضنا العربية فى سيناء المصرية و الجولان السورية فى أعقاب حرب 1967 و التى انتهت إلى هزيمة سريعة مفجعة ألمت بجيوشنا المرابطة بساحات محيط دول الطوق العربى المحاربة على طريق الحق و العدل و الحرية للأوطان.
6 سنوات أحلك فى سوادها و أشد فى ثقلها على نفوس أحرار مصر / سوريا / فلسطين و العرب من كل ما يمكن أن تصفه كلمات و لكنها السنوات الست التى فصلت ما بين فداحة الهزيمة و عودة الروح بانتزاع الانتصار الأجل و الأعظم على ساحات المواجهة مع العدو الكريه بالأقل إلى حين سكتت مدافع أكتوبر ووضعت الحرب أوزارها ــ لم ــ تخل ومن بواكير أشهرها الأولى من تجليات الجسارة الملحمية لقوة جبارة نعترف بأنها هزمت و نقر بأنها لم تحارب حقاً بل و لم تختبر فى مواجهة فعلية ..!!
تجليات القوة و عزم جيوشنا العزيزة المغدورة، أظهرتها عمليات حرب الاستنزاف التى كبد العدو فيها خسائر مادية و بشرية غير اهتزاز معنويات قادته و أفراده و انتقالهم من الثقة المفرطة التى بلغت حد الاغترار بالذات إلى الشك و الارتياب بالقدرة على الفعل أى فعل فى مواجهة مقاتل ينفذ بجبروت واقتدار عملياته الخاصة ضدهم و ليس بين يديه سوى تسليحه الشخصى البسيط وعزمه على الثأر وتأديب من فى غفلة من القادة وصموه بالضعف والنكوص عند المواجهة.
نعم كان الأثر الأهم لعمليات الاستنزاف فى تقديرى هو بث الرعب فى قلوب غلمان جيش العدوان الصهيونى من أى مواجهة مباشرة محتملة مع الصناديد فى ميادين القتال، و لعل ما يؤكد هذه الحقيقة هو الانهيارات السريعة الواسعة التى ألمت بصبيان عصابة إسرائيل على ساحتى الشمال و الجنوب فى أكتوبر  و إلى حد سجلت معه عدسات الشئون المعنوية لجيوشنا العربية استسلام المئات منهم و تسليم السلاح فقط لفصائل عشرية من المشاة عجزوا عن مواجهتها.
أكتب ببساطة شامتاً متشفياً لأذكر أعداءنا بحقيقة هوانهم ووضاعتهم، و كيف كانوا فى مواجهة الرجال.