أحمد شعبان
هل أصبح الهوس بالربح السريع مرضا؟ أم أن السعى للشهرة يجعلنا ننسى قيمنا ونقدم تفاصيل حياتنا اليومية فى بث مباشر؟
مواقع التواصل الاجتماعى تعج هذه الأيام بمقاطع فيديو لأشخاص مشهورين أو مغمورين يقدمون محتوى غير هادف ورغم ذلك يحصلون على مشاهدات عالية. غريبة صح؟
طيب فى كام حد بيطلع يقيم الأكل حاليا على مواقع التواصل؟.
شباب ورجال وستات وبنات كل اللى بيعملوه يجيبوا وجبة من أحد المطاعم وأحيانا يشترون «المنيو» كاملا عشان بس يقولك الأكل ده حلو ولا لا.
«عارف نفق العباسية ، فى هناك محل عصير وحش متشربش من عنده يعني».
تلاقى الواحد من دول لابس ومتأنتك أو متأنتك ولابس وطالع يجرب من كل وجبة قطعة بسيطة. «بدى ادوق..بلاااش.. افتكر أنى قولتلك بلاش».
طيب بعيدا عن التكلفة اللى أقل واحد فيهم ممكن يكون دافع ١٠٠٠ جنيه عشان يطلع يقول رأيه، باقى الأكل ده بيروح فين؟
ياعم انت مالك؟.
معاك حق أنا مالى.
طيب معلش هسألك سؤال تانى. هل الناس دى متخصصة؟ دول ناس ذواقة يعني؟..
هااااه؟..
سكت يعني؟
ممكن أصلا تكون فى أماكن بتديهم الأكل ده مجانا عشان يعملوا دعاية ليهم.. صح بس هل تقييمه ده لو كان متخصص، هيكون عادل؟..
هااااه؟.. سكت تانى.
الموضوع بقى بزنس.
المشكلة أنه الناس أغلبهم مش «يوتيوبرز» أو «بلوجرز»، وبتزيد يوم بعد يوم وكل هدفهم يا الربح أو الشهرة؟.
يا عم ده شغل؟ وده المستقبل؟.
«أنا أول مرة اعرف إنى العلم لا يكيل إلا بالتنجان».
هل الشغل أنك تقنعنى بحاجة ممكن تكون دون المستوى بهدف الربح والدعاية؟.
هل الشغل انك تقنعنى اروح اجرب المطعم الفلانى بعينه عشان هما جابوا لحضرتك كام وجبة ببلاش؟.
أنا استفدت ايه؟.
المشكلة الأكبر أنه موضوع تقييم الأكل ده او تناول وجبات من مطاعم معينة وبكميات كبيرة أصبح لا يقتصر على أشخاص معينة. دلوقتى بنشوف أسرة بالكامل اب وام وأبناء وأحفاد يبدو عليهم بساطة الحال، يتناولون الطعام سواء من عمايل أيديهم أو من مطاعم فى بث مباشر، وكل ده بغرض الشهرة والربح.
دول بيقلدوا. أيوة ما هى دى المصيبة أنه الناس بتقلد وعينيها مغمضة ونسيت أنه حياتهم دى خاصة بيهم بس هما اتخلوا عن كل ده من منطق أنه احنا مش لوحدنا.
طيب وبعدين؟ ولا قبلين لو فضلنا كده بدون هدف هنتفاجأ بكوارث خاصة أنه الحكاية لا تقتصر على الاكل فقط. لا الناس دلوقتى بيقوا يطلعوا يقيموا كل حاجة فى حياتنا وهما مش أهل تخصص بس عشان الفلوس.
طيب وفين أهل التخصص يا حسنين؟..
فى الصباحية هأبقى أقولك.
شوية حكمة «البيوت أسرار».. وشكرا.
