نبحث عن إصلاح التعليم.. نتحدث عن المناهج والمدارس والمدرسين.. لم نفكر يوما فى حل المشكلة من الأساس من مرحلة الحضانة والابتدائى المكدسة، والتى لا يوجد بها أماكن دائما، وإذا وجدت فلكل مقام مقال.. فإذا كان لديك طفل عمره 4 سنوات، عليك أولا أن تقوم بدراسة وبحث حول نوع التعليم الذى يجب أن يتلقاه الطفل «ناشيونال « أو «انترناشيونال».. وهل «الأمريكان» أفضل أم «الاى جى».. وإذا بحثت ووجدت أسعار الانترناشيونال تبدأ بـ 30 ألف جنيه للطفل ده غير «الباص» أو المواصلات أو أوتوبيس المدرسة بالإضافة إلى أسعار الوجبة الأساسية منتصف اليوم و»السناك» أى وجبة خفيفة حتى لا يشعر الطفل بالجوع بين «السيشن» الحصص.. هذا إذا كانت المدرسة متواضعة وتقبل المصروفات بالعملة المحلية وليس بالدولار.. وبعد حسابات ومحاولات يائسة لتدبير المبلغ بلا فائدة، تعود لتسأل هل «الناشيونال» يفى بالغرض وإذا رضيت وقبلت بالتعليم المصرى عليك أن تجد واسطة كبيرة أو»تلف» بطفلك كعب داير حتى تجد مدرسة أو حضانه تقبله، فالكثافة - سامحها الله - لا تسمح «وإذا وجدتها عليك أن تخضع لامتحانات وانترفيوهات.. ولا كأنك أنت من ستلتحق بالمدرسة.. بالإضافة إلى شروط أخرى، مثل المظهر والتعليم واللغات التى يجب أن تجيدها الأسرة ونوعية تعليم الأب والأم.. والجد والجدة.. والأقارب.. وأين تسكن، وغيرها من الأسئلة التى جعلتنى انسحب بهدوء من أمام لجنة الإختبار فى إحدى المدارس.. عندما قررت مساعدة صديقة تقدم لطفليها التوأم فى مرحلة الحضانة.. تركتها وهى تحسبها «شمال» «ويمين « فلديها ثلاثة أطفال فى عمر 4 و5 سنوات وهى تحتاج ثروة حقيقية، حتى لو ألحقتهم بالتعليم المصرى فالأسعار تبدأ من 10 آلاف جنيه للطفل الواحد غيرالأوتوبيس الذى لا يقل سعره عن 5 آلاف جنيه.. تركت صديقتى وأنا أتذكر أصدقاء لى يعيشون فى السويد فجأة تلقوا إيميل يفيدهم بالتحاق طفلتهما بالمدرسة المجاورة للمنزل وأن عليها أن تستعد لتبدأ الدراسة، هكذا بكل بساطة.. لا أوراق، ولا تقديم، ولا بحث وكعب داير، ولا واسطة.. سألتهم وكيف تم تقديم الأوراق قالوا لى لا توجد أوراق فهناك سيستم معلومات وحينما يحين وقت الالتحاق بالمدرسة يتم إرساله الكترونيا للمدرسة المناسبة ويتم إبلاغنا بذلك.. «طيب» والمصروفات، والأسعار، واختبار أذكى طفل فى العالم، وأغنى وأشيك أب وأم.. وسوق التعليم المفتوح و....
الحل الحقيقى لأهم مشاكل التعليم يبدأ من هنا.. من الحضانة.