نهار

ذاكرة الإبداع!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

مؤسف ومحزن بالفعل، الإعلان المنشور قبل يومين بجريدة الأهرام،عن بيع بالمزاد العلنى لشقة «فاتن حمامة» بعمارة ليبون الشهيرة بالزمالك!!..نفس الأسف عشناه مراراً وتكراراً مع كل إهمال أو إهدار أو تبديد، لجزء من ذاكرتنا وتاريخنا الإبداعى... بيع شقة أحمد زكى وبعثرة مقتنياته وصوره وأوراقه!!..بيع بيت أم كلثوم، وتحوله إلى فندق!!.. انهيار بيت أحمد رامي، وضياع مكتبته الضخمة!!.. عشرات المكتبات لكتاب ومبدعين راحلين، ألقى بها الورثة فى الشارع فعلياً!!...

بالطبع هناك ملكية خاصة، ومن حق الورثة التصرف بالبيع والشراء.. لكن تراث المبدعين من كتاب وفنانين..المقتنيات، الأرشيف، الأوراق والصور والرسائل، التسجيلات والمخطوطات، الجوائز والأوسمة.. وكل المتعلقات هى ثروة قومية، وجزء من تراثنا وذاكرتنا الثقافية والفنية، ليس من حق أحد تبديدها ولا التفريط فيها.

ومن واجب الدولة ومسئوليتها الحفاظ عليها وصيانتها.. ولسنوات طويلة طالب المثقفون وبحت أصواتهم، للحفاظ على تراث المبدعين وحماية ذاكرتنا الثقافية والفنية.. مطالبين بإقامة متحف أو بيت للمبدعين، يضم تراثاً ومقتنيات العديد من الكتاب والمبدعين.. فلا يعقل أن نترك تراث يحيى حقى وصلاح عبد الصبور وأمل دنقل وإبراهيم أصلان وبليغ حمدى ونجيب سرور وخيرى شلبى وفؤاد حداد وسيد حجاب وجمال الغيطانى .. والعديد من كبار كتابنا وفنانينا ومبدعينا الراحلين..لا يعقل أن نترك مقتنياتهم وتراثهم وأعمالهم للتبديد والضياع...هذا واجب ودور ومسؤولية وزارة الثقافة.. ومن الواجب أيضا تدخل مؤسسات المجتمع المدني، وتعاون رجال الأعمال، لدعم فكرة إقامة متاحف أو متحف يضم أعمالاً ومقتنيات الأدباء والفنانين، ويحفظ تراثنا الثقافى وذاكرتنا الإبداعية.