إنها مصر

أكتوبر والسادات ومرسى والسيارة !

كرم جبر
كرم جبر

كتبت هذا المقال قبل ذلك وسأكتبه ما حييت، لأنه بداية سقوط الإخوان وإشارة بدء استرداد مصر.
مرسى يركب سيارة الرئيس السادات فى ذكرى انتصار أكتوبر، ويطوف بها جنبات إستاد القاهرة، وأنصاره يهتفون «حرية وعدالة مرسى وراه رجالة».
لم يُدع للاحتفال أحد من أبطال حرب أكتوبر، وجلس فى الصفوف الأولى قتلة السادات، يحتفلون بسرقة انتصار لم يشاركوا فيه، بل صلوا لله شكراً على هزيمة 5 يونيو.
تحدث «مرسى» عن العبور الثالث لجماعته إلى السلطة، مساوياً بين شرعيتهم المزيفة فى الاستيلاء على السلطة، وشرعية وطن استرد أرضه المغتصبة، فى أعظم انتصار على مر التاريخ.

بداية السقوط .. لأن الشعوب لا تفرط فى أرواح شهدائها ولا تبيع تضحياتهم ودمائهم، وحاول رئيس الجماعة الإرهابية السطو على النصر بجرأة، والشيء الوحيد الذى غاب عنه أنه لم يرتد ملابس عسكرية، ولم يتأبط عصا المارشال.
لم يغفر له المصريون ولا لجماعته محاولة السطو المسلح على الحدث الكبير فى تاريخ مصر، وما دام فعلوا ذلك دون خجل، يمكن أن يفعلوا أى شيء آخر بما فى ذلك سرقة مصر نفسها.

هزيمة الأوطان تبدأ بالسطو على انتصاراتها، وتزييف الحقائق وإدمان الكذب وكتابة التاريخ فى الاتجاه العكسي، وفعلوا كل ذلك فى عام واحد.
وكما كان مشهد ركوب مرسى سيارة السادات بداية سقوط الإخوان، كان أيضاً إشارة بدء استرداد مصر.
حاولوا أن يضعوا مصر تحت عباءتهم، ويختزلوها فى جماعتهم، فدخلوا مناطق الرمال المتحركة التى ظلت تسحبهم إلى الهاوية، فهذا وطن كبير يحتوى ولا يُحتوى، يختزل ولا يُختزل.

وتصوروا أن أعلامهم السوداء يمكن أن تحل محل العلم المصرى بألوانه الأبيض والأحمر والأسود، فسقطت راياتهم لأنها ملوثة بدماء الأبرياء، أما علم مصر فقد رُوى بتضحيات الشهداء عن وطنهم وأرضهم ونيلهم وسمائهم.

وكانت الطامة الكبرى فى محاولات إيقاظ الفتن الدينية بين مسلم ومسيحي، ومسلم ومسلم، وإثارة نعرة سنى وطائفي، وانتصرت الروح المصرية الأصيلة على دعاوى الفتنة، روح أكتوبر عندما تعاهد عبد رب النبى حافظ وفؤاد عزيز غالى وكل جندى وضابط فى الجيش المصرى العظيم على تحرير كل شبر من سيناء، وتزينت أفواه جنود الوطن مسلمين ومسيحيين بنداء «الله أكبر».

كان يمكن أن نصدق أشياء كثيرة، إلا أن الإخوان هم صناع انتصار أكتوبر، وأن مرسى هو قائد العبور، وأن طارق الزمر وعاصم عبد الماجد وأسامة قاسم وبقية الإرهابيين المحكوم عليهم بالإعدام، يجلسون فى الصفوف الأولى، كأبطال للعبور العظيم.