الصاعقة!.. حكاية «شريف المخيف» تهز قلعة «الملكي»

صورة أرشيفية لفريق ريال مدريد
صورة أرشيفية لفريق ريال مدريد

خلف كل نجاح حكاية، وللقصص الغريبة أسرار، ولا يجب أن نكتفى بنتائجها، فلها أسباب يوُلد على إثرها هذا النجاح، هكذا تسير الأمور فى كرة القدم حالها حال شتى مجالات الحياة.

سبب السطور الماضية ما حدث الثلاثاء الماضى عندما فاز فريق شريف تيراسبول المولدوفى على ريال مدريد 2/1 فى ملعب الفريق الملكى «سانتياجو بيرنابيو» وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات بدورى أبطال أوروبا.

هذا الفوز جعل «شريف» الذى أصبح مخيفاً للمنافسين فى صدراة المجموعة الرابعة من البطولة الأوروبية متفوقاً على الريال صاحب الثلاث نقاط ثم يأتى إنتر ميلان وشاختار بنقطة وحيدة.. وكان بطل مولودوفا قد فاز فى الجولة الأولى على شاختار الأوكرانى ليجمع ست نقاط لم يتوقع أحد تحقيقها من قبل فريق مغمور يصل لأول مرة فى تاريخه لدور المجموعات.

جاءت بداية هذا النادى فى التسعينيات من خلال ضابطين بالشرطة الروسية وهما فيكتور جوسن وإليا كازمالى، وعندما يُلقى النظر إلى جنسيتهما سيشك القارئ فيما وقع عليه نظره ويعتقد أنه خطأ من الكاتب فما الذى أتى بروسيا فى نشأة ناد من المفترض أنه مولدوفى ؟! .. الأمر هنا يعود لتيراسبول عاصمة « ترانسنيستريا»، هذا المُسمّى الذى يجوز أن يقال عنه دولة ومباح أيضاً مدينة . «ترانسنيستريا» تقع على الحدود بين مولدوفا وأوكرانيا، وكانت جزءا من الجمهورية المولدوفية التي مثلت فى فترة من الزمان الاتحاد السوفيتى قبل أن يتم حله فى مطلع التسعينيات.

عقب انفصال مولدوفا عن الاتحاد السوفيتى، انفصل إقليم ترانسنيستريا وأصبح لها أمنها الخاص وعملتها المنفصلة دون اعتراف دولى بها كدولة، وتعدادها السكانى يقترب من نصف مليون نسمة فقط، وحتى الآن فريق شريف يلعب فى الدورى المولدوفى ويمثل الدولة فى البطولة القارية، بالرغم من أن الإقليم وبالطبع عاصمته تيراسبول يميلان لروسيا فى الطباع وفى اللغة التى تمثل الأكثرية هناك مع وجود لغات أخرى مثل المولدوفية والأوكرانية.