من التاريخ .. الملك العادل «ألب أرسلان» عضد الدولة

د. عبدالمقصود باشا
د. عبدالمقصود باشا

هو أحد أهم قادة المسلمين، وكبار رجال التاريخ، وصاحب الانتصار الخالد على الروم، لقب بسلطان العالم أو بالسلطان الكبير أو الملك العادل، بلغ حدود حكمه من أقاصى بلاد ما وراء النهر إلى أقاصى بلاد الشام، هو ألب أرسلان «عضد الدولة» أبو شجاع محمد بن جغرى بك داود بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق التركمانى.

عنه يقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر الشريف: ولد ألب أرسلان فى الأسرة السلجوقية التى تنتسب إلى قبيلة من قبائل الغز التركية، وتولى الحكم فى 455 هـ الموافق 1063م ، وورث دولة واسعة الأرجاء تمتد من سهول تركستان إلى ضفاف دجلة، والتى حكمها بمساعدة وزيره 'نظام الملك' الذى اشتهر بعلمه وحنكته السياسية.

ورغم عظم مملكته إلا أنه كان تابعاً للخلافة العباسية فى بغداد، انشغل ألب أرسلان فى بداية حكمه بالقضاء على الفتن الداخلية التى قام بها بعض حكام الأقاليم، وعانى من غارات القبائل التركمانية التى تعيش على السلب والنهب، ولكنه نجح فى المحافظة على دولته وتوسيعها.


يضيف باشا قائلاً: كان ألب أرسلان قائداً ماهراً مقداماً مشتاقاً إلى الجهاد فى سبيل الله، وعندما اطمَأَنَّ على استتباب الأمن فى جميع الأقاليم والبلدان الخاضعة له، أعدَّ جيشًا كبيرًا اتَّجه به نحو بلاد الأرمن وجورجيا، فافتتحها وضمَّها إلى مملكته، ويُذكر ابن الأثير فى كتابه «الكامل فى التاريخ» شيئًا من أخلاقه أنه كان عادلاً، يسير فى الناس سيرة حسنة، كريمًا، رحيم القلب، شفوقًا على الرعية رفيقًا بالفقراء.