رشا عبادة
الوصفة السرية، التى يتقنها صاحب حق اختراعها والانتفاع الأول بها، باتت حديث الجميع. يقول: إنها جميلة ودافئة، تُذهب البأس واليأس وتجعله يضحك وينام مطمئنًا، يهدهده مذاقها الذى يبقى بفمه حتى الصباح؛ فيثير بمعدتهم شغف بدايات رومانسى، يصلح لإقامة علاقة حُب من طرف واحد وجائع أيضًا.
النتائج الصحية المُذهلة التى يتغنى بها، جعلت البعض يقسم أنها علاج للصلع وللصداع وآلام الظهر وثِقل الدم،وانخفاض مستوى الذكاء، ولتخسيس الأرداف والخدين وشفط لغدد الرقبة!.
فى جلسة الأصدقاء المقربين، استفزه أحدهم كونها مجرد شوربة على طريقة سمير غانم - المتزوجون- : «معقول.. تحطى مياه على الفرخة يا لينا تبقى شوربة يا ماما»؛ فأعلن غاضبًا أن «البامية»هى مُكونها الرئيسى، مع وعد باستكمال الوصفة كلما استطاع إزاحة السِر عن صدره.
الضغط والإلحاح والوعود الكبيرة باستحالة إفشائنا لسِر شوربته، كان كفيلًا بالأمر، قال إنه سيخرج علينا بفيديو مباشر بمكونات ومقادير وطريقة عمل «الشوربة السرية» فى الثامنة مساءً. انتظرناه حتى العاشرة ببطون تتلوى وشهية مفتوحة، وقائمة لأمراض توهمها نصفنا بينما تلبست أعراضها النصف الآخر!
فى الثانية عشرة ليلًا، ترك لنا رسالة على الواتس بالوصفة كاملة، كتب بآخرها أنه سافر للخارج برحلة استشفاء من عذاب ضميره، هو الذى لم يفشِ سرًا أبدًا طيلة حياته.
فى الثانية عشرة صباحًا، كانت الشيف»فتكات» تُطل علينا فى برنامج «خدامة عيالها»، تشرح لنا طريقة عمل «الشوربة المفضوحة بالبطاطس» مؤكدةً أن استبدالها بـ«بالبامية» مُضر بالبشرة والشعر ويسبب العجز الجنسى، وغباء ثلاثى الأبعاد للأطفال!.
