الجهاد في الإسلام هو قتال غير المسلمين أو أن الإسلام دين سيف، فلفظة السيف لم ترد في القرآن ولا مرّة إطلاقا

ما أن بدأ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر يلقي خطابه أمام أعضاء البرلمان الألماني وما أن بدأت كلماته تنساب حتي تسمرت أمام شاشة التليفزيون، لم أصدق عيني هل شيخ الأزهر هو الذي يتحدث الآن عن عظمة الدين الإسلامي وبراءته من تهمة الإرهاب، إنه يتكلم مثلنا تماما ويقول نفس الكلمات نفس التعبيرات نفس الآيات المستدل بها نفس المعاني، الحقيقة كانت مفاجأة لي علي المستوي الشخصي أن أسمع شيخ الأزهر بكل ثقله العلمي ومكانته الرفيعة يقول أمام العالم أجمع إن حرية العقيدة مكفولة في الإسلام فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ولا يجوز قتال غير المسلم بسبب رفضه للإسلام فالله لم يخلق غير المسلمين ليصدر أمرا بعد ذلك بقتلهم واستئصالهم فهذا عبث لا يليق بحكمة الخالق، ويقول إنه ليس صحيحا أن الجهاد في الإسلام هو قتال غير المسلمين أو أن الإسلام دين سيف، فلفظة السيف لم ترد في القرآن ولا مرّة إطلاقا وإنما لم يؤمر المسلمون بالجهاد المسلح إلا في حالة رد العدوان فقط حيث إن الأديان تفهم من التعاليم الإلهية ومن تطبيقات الأنبياء الذين حملوا الرسالات وبلغوها للناس وهكذا الإسلام دين الرحمة الذي أنزله الله علي قلب الرسول المبعوث رحمة لجميع الخلائق وليس للمسلمين فقط فقد كان الرسول صلي الله عليه وسلم قرآنا يمشي علي الأرض وعندما أراد الله سبحانه وتعالي أن يثني عليه قال له إنك لعلي خلق عظيم ولم يقل إنك تصلي وتصوم (دي من عندي)، وقال شيخ الأزهر أيضا إن مشيئة الخالق قضت أن يخلق الناس مختلفين حتي في بصمات أصابعهم وليست هناك قوة يمكنها أن تبدل مشيئة الله في اختلاف الناس لذلك فالمسلم الحق ينظر إلي النظريات التي تحلم بجمع الناس علي دين واحد علي أنها عبث وأحلام يقظة، واستشهد شيخ الأزهر علي التعددية بآية: إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون « صدق الله العظيم، حيث إن التعددية بين الناس حقيقة أقرها الإسلام ورتب عليها قانون العلاقات الدولية وهو التعارف الذي يستلزم بالضرورة مبدأ الحوار بين الأديان والثقافات، أما المفاجأة الكبري التي فاجأنا بها شيخ الأزهر فعندما استشهد بآية «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» صدق الله العظيم، وطلب من كل مسلم أن يكتب هذه الآية في لوحة أو علي شاشة هاتفه المحمول لتكون نصب عينيه دائما، وفي النهاية طالب شيخ الأزهر بدفع الظلم الذي لحق بالإسلام بسبب قلة من المنتسبين إليه فهمته فهما قبيحا وقدمته للناس في صورة دين دموي يعادي الإنسانية ويدمر الحضارات.. طيب يا مشايخنا الكبار هذه القلة المنتسبة للإسلام التي فهمته فهما قبيحا من أين استقت مفاهيمها الخاطئة وأحكامها الدموية ومرجعيتها التكفيرية؟ أليس من كتب التراث التي تزخر بها الجامعة الأزهرية والمعاهد والمكتبات العامة وحتي الأرصفة بكل ما تحتويه من إسرائيليات وخرافات وافتراءات ولي لأعناق الآيات ولا يخلو منها بيت أي مسلم؟.. فماذا فعلتم حيال منابع القبح وسايقة عليكم النبي ماتقولوش طورنا المناهج..
ما قل ودل
مهما كانت الدنيا خانقاك والأيام ملطّشة معاك خليك فاكر دايما إن حالك أحسن من حال واحد لسه حاطط صورة مرسي في بروفايله لحد دلوقت..