مجرد فكرة

احترام العقل

محمود سالم
محمود سالم

من الناس من يستطيع فقط أن يسمع خارجه لكنه لا يستطيع أن يسمع داخله، ومن الناس أيضا من يستطيع أن يسمع داخله ولكنه انفصل انفصالا كليا عن خارجه . هذا التفاعل بين الداخل والخارج هو الذى يغير الإنسان وهو الذى يجد الحلول لكل المشاكل التى يعانى منها الإنسان . والسؤال المطروح : كيف نعيش الاختلاف.  كلمات باقية كأنه ينطق بها اليوم طرحها المفكر والعالم البارز فى علوم الحاسب الآلى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة د.على رافع السائر على درب والده رافع محمد رافع الباحث عن الحقيقة والذى مازال حاضرا بروحه وحكمته بين كل من يبغى النقاء . هو يريد أن نقبل بعضنا بعضا وأن نسمع بعضنا بعضا وأن نتحاور بالحسنى وأن نعرف أن المقاصد الكلية يمكن الاتفاق عليها ولكن التطبيق العملى على الأرض يمكن أن نختلف فيه، وأن ليس هناك صورة فى أى تطبيق هى مقدسة فى ذاتها . يجب أن نتعلم كيف نعيش الاختلاف، لأن تصورا بأن الناس جميعا يمكن أن يفكروا فكرا واحدا أو ان يعتقدوا اعتقادا واحدا مهما ظننت أن هذا الاعتقاد هو الأقوى والأكثر رسوخا، إلا أن هذا لن يحدث بقانون هذه الأرض، فالاختلاف سنة من سنن الحياة بين إنسان وإنسان وبين مجموعة ومجموعة وبين دين ودين، والاختلاف لا يعنى أن هناك اختلافا أصيلا بين كل هؤلاء وإنما هو اختلاف المفاهيم . أما الإنسان الذى يرجع إلى الجذور وإلى الأصول فسوف يجد أن هناك معنى واحدا وأصلا واحدا ولكن هذا الإنسان يدرك تماما أن الناس ليسوا كذلك، هذا الإنسان لن يكلم أحدا لأنه فى حديث متصل مع داخله ومع أصل وجوده . كل ما نستطيع أن نقدمه هو أن نقول لكل إنسان أن يتقبل أخاه، وكل إنسان بالتعلم والتوجيه والإرشاد يمكنه أن يدرك أنه لا يمكنه امتلاك الحقيقة المطلقة، وهذه أيضا قد يكون فيها اختلاف لأن البعض سوف يظن أنه يمتلك تلك الحقيقة . نحن إذن أمام مشكلة كبرى ولا يمكن إلا أن ندعو الناس جميعا بما نعتقد أنه الحق. 
باختصار .. الدين كائن حى يتفاعل مع الواقع ويحتاج إلى إنسان يقرأه ويفهمه ويتفاعل معه كما يتفاعل مع ما هو قائم على أرضه ولا خير فى إنسان اتخذ الدين وسيلة شكلية حرفية .. نريد مجتمعا يحترم العقل، يحترم الدين، الدين الحق الذى يحترم الإنسان ويحترم كل ما فى الإنسان، وحين تطبق قواعد العلم والمعرفة فى شئون الدنيا فهذا نفسه جزء من الدين، بل هو واجب عليك إذا كنت تؤمن بالله حقا، أن تطبق على الأرض ما يتلاءم مع قوانينها.