نحن والعالم

الواقع والكلام

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

حظيت كلمة الرئيس الامريكى جو بايدن فى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام بأهمية خاصة للميديا العالمية الساعية لعمل مادة صحفية خصبة من خلال مقارنة كلمته بكلمة الرئيس السابق ترامب.

والحقيقة ان بايدن لم يخيب آمالهم فى السير فى الاتجاه المعاكس.

فعلى عكس ترامب الذى رفع شعار امريكا اولا، تحدث بايدن عن الشراكات والوحدة بين الدول. وعلى خلاف ترامب الذى لوح وتباهى بقوة امريكا العسكرية فى خطاباته تحدث بايدن عن الدبلوماسية التى «لا تكل» متباهيًا بوقوفه فى هذا المشهد وأمريكا ليست فى حالة حرب لأول مرة منذ ٢٠ عاما.

وعلى خلاف ترامب الذى ذكر الصين ١١ مرة فى خطابه العام الماضى، لم يأتِ بايدن على ذكر الصين ولا مرة،مشددا فى نفس الوقت على عدم رغبة امريكا فى الدخول فى حرب باردة مع احد. ايضا على عكس ترامب الذى لم يذكر «المناخ» سوى مرة واحدة فى خطابه الاخير ذكره بايدن ١٤ مرة متعهدا بزيادة التمويل الامريكى لمساعدة الدول النامية على التعامل مع تغيرات المناخ إلى ١١.٤ مليار دولار بحلول ٢٠٢٤.


من هنا يمكن القول ان خطاب بايدن،بمقياس الكلمات جاء «كما يقول الكتاب»، لكن على أرض الواقع نجد ان انسحاب امريكا غير المسئول من مناطق نفوذها فى الشرق الأوسط دون التنسيق مع حلفائها و«الإسفين» الذى ضربته فى العلاقات الأوروبية بإفسادها صفقة الغواصات الفرنسية مع استراليا ودخولها بديلا لفرنسا فى الصفقة مع بريطانيا،كلها أمور تجعل الشركاء ينظرون بعين الشك لمسألة الوحدة والمشاركة التى تحدث عنها بايدن، وإذا ما نظرنا إلى صفقة الغواصات التى تستهدف التصدى لنفوذ بكين فى بحر الصين سنجد ان ما يفعله بايدن ينطبق عليه المثل «اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب».